ما العمل معهم؟
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
في عام 2012، أي قبل تهاوي سعر برميل النفط، حذر صندوق النقد من عجر محقق قادم في عام 2017 إذا استمر الهدر المالي (شكل متطور للفساد) على حاله، ماذا فعل حصفاء السياسة منذ ثلاث سنوات وحتى الآن؟! لا شيء... والآن بسعر البرميل الحالي، كم بقي من عمر الدولة؟ وكيف ستسددون الرواتب بدولة الوظيفة العامة بغير طباعة المزيد من النقود.لا جدوى الآن من الكلام عن حلم تنويع مصادر الدخل (الكويت هي الأسوأ من بين بقية دول الخليج بسبب الصراعات بين المجلسين)، ولا فائدة من الحديث عن التعليم والاستثمار فيه، وتوجيهه نحو حاجات الدولة، فمثل هذا الكلام متأخر جداً، فلم يكن هناك من ينصت لمثل هذا الكلام في السابق، سواء في أزمة تدهور سعر النفط في 98 أو في 2008 أو قبل هذين التاريخين في النصف الثاني من الثمانينيات، كان الجماعة يراهنون على صدفة تغير ظروف العرض والطلب، مثلما يبدو أنهم الآن يراهنون على صدف قادمة لا أحد يعرفها، رغم أن ظروف الماضي تغيرت، فالولايات المتحدة الآن تصدر النفط بعد أن تأكدت من وفرة نفطها الصخري، والعالم المتقدم يتحدث بقوة عن أزمة المناخ والاحتباس الحراري، وبالتالي يبدو تقليص استهلاك سلعة النفط عالمياً حتمياً.ما العمل...؟ ليس مع الأزمة، وإنما مع اللاهين عنها وغير القادرين على فهمها؟!