نجوم خلف الكاميرا: سعيد شيمي... مدير تصوير أعماق المياه
أدى المصور الكبير سعيد شيمي دوراً مهماً في إحداث طفرة بالتصوير السينمائي للسينما المصرية، لم يكن مرتبطاً فحسب بحرصه على تعلم ونقل أحدث ما وصلت إليه تقنيات التصوير في السينما العالمية بفضل متابعته الجيدة، لكن أيضاً لأنه أول من أدخل تقنية التصوير تحت الماء للسينما المصرية والتي استمرت موضةً في عدد كبير من الأفلام السينمائية بنهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.
احتاج سعيد شيمي إلى تصوير مشهد تحت المياه في فيلم «استغاثة من العالم الآخر» الذي أخرجه محمد حسيب وتغلب عليه بتصويره في حوض زجاج بسبب عدم وجود تقنية التصوير تحت الماء في مصر، فيما استغل تواجده بسيناء خلال تصوير فيلم «إعدام ميت» من أجل تعلم الغوص.كانت مشكلة سعيد شيمي في الكاميرا التي أراد اصطحابها إلى أعماق البحار، مما دفعه إلى الاتصال بصديقه المهندس فكري ميخائيل لتصميم عازل من الألومنيوم لآلة التصوير «اريفليكس 35»، حيث تعلم الغوص برفقة الكاميرا على الطريقة الأميركية.
وظَّف سعيد تقنية التصوير تحت الماء سريعاً من خلال فيلم «جحيم تحت الماء» مع الفنان سمير صبري، لكن واجهته مشكلة مرتبطة بعدم الغوص بالكاميرا أكثر من متر فقط، مما أوقف الفيلم، وجعلته يخاطب الشركات العالمية في التصوير للحصول على الكاميرات التي تتحمل التصوير تحت الماء، واستعان في تلك الفترة بمصمم المعدات السينمائية في مصر «أوهان»، الذي صمم عازلاً للكاميرا جعله يتمكن من التصوير على عمق 45 متراً، حيث استخدم هذه التقنية في صناعة فيلم «رجل بسبع أرواح». أعاد نجاحه في التصوير تحت الماء مشروع فيلم «جحيم تحت الماء»، حيث تم تصويره دون مشاكل، فيما اكتسب سعيد مهارة في الغوص، وحصل على درجات متقدمة بحكم البروفات المتعددة التي كان يجريها على التصوير تحت الماء لتحضير الكاميرا قبل التصوير.يتذكَّر سعيد شيمي أنه خلال تصوير الفيلم على عمق كبير في شرم الشيخ تمادى في الغطس أكثر من العمق المطلوب من دون أن ينتبه إلى ذلك، وهو ما قام به مدرب الغطس المرافق له، وأصيب في يده بجراح بعدما أراد تثبيت الكاميرا بيده على الشعب المرجانية وكانت حادة للغاية.نجاح سعيد في التصوير تحت الماء دفع شركات الإنتاج للتوسع في هذه النوعية من الأعمال واستخدامها أحياناً في الترويج لمنتجاتها، بينما يرى البعض أنها كانت «موضة» في السينما وانتهت مع ظهور أفلام الحركة.