مسيرة الشاعر حسن فتح الباب الذي ولد بالقاهرة عام 1923 ثرية بالإبداع. بدأ حياته الشعرية بكتابة الشعر العمودي، ولكنه ومع بداية تمكنه من أدواته الشعرية، تحول من الشعر العمودي، إلى شعر التفعيلة في ديوانه الأول «من وحي بورسعيد»، حيث مزج بين الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة، لتأتي بعد ذلك دواوينه كلها خالية من الشعر العمودي، إلا من ثلاث قصائد.

Ad

وعلى عكس غيره من أبناء جيله الذين كتبوا الشعر العمودي ومن بعده شعر التفعيلة، كان موقف حسن فتح الباب من شعر النثر جيداً للغاية، فرغم أنه لم يكتب أبداً قصيدة النثر، فإنه خرج برأي يعد فريداً مقارنة بآراء أبناء جيله الذين حاربوا لأجل حريتهم في كتابة قصيدة التفعيلة، ثم حاربوا الأجيال التالية عندما لجأت إلى قصيدة النثر.

 ويتفق النقاد على أن السمة المميزة لشعر حسن فتح الباب هي التغني بالحرية، من أعماله الشعرية {من وحي بور سعيد 1957، فارس الأمل 1965، مدينة الدخان والدمي 1967، عيون منار 1971، حبنا أقوى من الموت 1975}، ولم تقتصر أعمال فتح الباب على الجانب الشعري، إنما كانت له إسهامات نقدية وتأريخية مهمة، ربما تعادل أهمية إنتاجه الشعري، منها كتبه {شعر الجزيرة العربية}، و}رؤية جديدة لشعرنا القديم}، و}حسان بن ثابت شاعر الرسول} وغيرها من كتب تأريخية يغوص فتح الباب في قلب تاريخ الأدب العربي، محاولاً استخلاص عوامل ازدهاره وتدهوره، وأدواته الأدبية والفنية.

ولد فتح الباب عام 1923 بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق 1947 وماجستير العلوم السياسية 1960 ودكتوراه القانون الدولي 1976، وعمل ضابط شرطة، وأحيل إلى المعاش برتبة لواء 1976.

حصل على جائزة شعر 6 أكتوبر من وزارة الثقافة واتحاد الكتاب بجمهورية مصر العربية، وجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.

صدر له قبل وفاته ديوان شعر جديد ضمن سلسلة إبداعات الثورة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان: {وجوه في الميدان من وحي ثورة 25 يناير}، ويضم ثلاثين قصيدة لأشخاص التقى بها الشاعر الكبير في ميدان التحرير أيام الثورة، يصف فيها وجوههم النيرة وأرواحهم المفعمة بحب مصر، ويرصد استيقاظ المشاعر على نداءات الثورة التي أطلقها شباب مصر الفتي، الذي أطاح بأسوار الخوف والظلام، وفتح ميادين الوطن لأضواء الحرية ونسائم العزة والكرامة، ولف مصر كلها بغلالة من بهجة غيبها أعداء الحرية الذين كانوا يحكمون الوطن ويتحكمون فيه.

قدم اتحاد كتاب مصر نعيه للمثقفين والكتاب، كذلك نعت مؤسسة {مفدى زكريا} الجزائرية الشاعر الراحل ووصفته  في بيانها بـ {صديق الثورة الجزائرية} الذي عاش في الجزائر ودرّس بوهران مدة طويلة وكتب عن الجزائر وعن ثورتها التي كانت حاضرة في أدبياته وأشعاره.

كان له عمل في إطار نشاطه مع مؤسسة مفدى زكريا، حيث جمع معظم القصائد الشعرية لشعراء مصريين حول الثورة الجزائرية المجيدة، وأصدر بالتعاون مع الدار المصرية اللبنانية كتاب {ثورة الجزائر في إبداع شعراء مصر}.