استقبلوا إخوانكم السوريين
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
هناك وجه آخر يفترض أن يلزم دول الخليج بتحمّل بعض من معاناة السوريين، فبقدر المساعدات المالية والعينية التي قدمتها حكومات المنطقة و"أهل الخير" من شعوبها للسوريين، فأيضاً على الوجه الآخر للعملة هناك قدر كبير من تلك "المساعدات" المالية وبذل الروح قد ضخ الدماء لقوى الإرهاب في سورية، فأموال كثيرة وشباب فصل الرؤوس عن الأجساد وجماعات السادية الدموية كما تمثلها عصابة الدولة الإسلامية تم تصدير تلك الأموال والجزارين للمقاومة السورية، بحجة إنقاذ الشعب السوري من وحشية نظام الأسد وبراميله المرعبة، ليجد السوريون أنفسهم آخر الأمر بين سندان البراميل المتفجرة ومطرقة سكاكين "داعش"، وهنا لا يجوز أن ننكر الدور الخليجي في زيادة المعاناة للشعب السوري، وهو يتحمل مسؤولية تلك المأساة مثله مثل إيران وحزب الله والدول التي ساندت نظام الأسد، لا فرق بين الاثنين، فأيدي الجميع ملطخة بدماء السوريين حين تركت سورية لتكون بلاد حرب بالوكالة عن الغير، وتصبح متنفساً للكراهية الطائفية. القضية الأمنية التي هي هاجسنا في الكويت، وأيضاً (ربما) في بقية دول الخليج في استضافة اللاجئين لا يصح أن تكون عذراً، فبعض من التضحية والجهد لضبط الأمر الأمني يمكن أن يغلق أي فراغات أمنية محتملة، المهم الآن أن تقوم دولنا بواجبها نحو "الأشقاء" العرب المسلمين في سورية، بعد أن تحركت بلاد "الكفار" الأوروبية وسبقتنا كثيراً في أداء الواجب الإنساني نحو اللاجئين.