أفغانستان.. رقم قياسي جديد لعدد الضحايا المدنيين

نشر في 05-08-2015 | 14:25
آخر تحديث 05-08-2015 | 14:25
No Image Caption
سجل عدد الضحايا المدنيين للنزاع في أفغانستان رقماً قياسياً جديداً في النصف الأول من العام مع نهاية المهمة القتالية للحلف الأطلسي، على ما أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء، فيما تمزق حركة طالبان المدعوة إلى محادثات سلام خلافات داخلية حول زعامتها.

بين الأول من يناير و30 يونيو قُتِلَ 1592 شخصاً وأصيب 3329 في أعمال العنف، على ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في تقرير بهذا الخصوص تنشره كل نصف عام.

وأحصت البعثة تراجعاً بنسبة 6% في عدد القتلى مقارنة بالنصف الأول من 2014، لكن عدد الجرحى ارتفع 4% في المعارك بين المتمردين وقوى الأمن الأفغانية، والهجمات والاغتيالات.

بالاجمال، ارتفع عدد ضحايا النزاع 1% مقارنة بالعام الفائت وبلغ 4921 قتيلاً وجريحاً، وهو الرقم الأعلى منذ 2009، العام الذي بدأ فيه جمع هذه الاحصاءات واشتعال العنف مجدداً في أفغانستان.

والأكثر إثارة للقلق بين ضحايا العنف هو ارتفاع عدد النساء إلى 23% والأطفال 13%.

وتشكل المعارك على الأرض بين المتمردين وقوى الأمن الأفغانية أكثر ما يوقع قتلى وجرحى بين المدنيين الأفغان بحسب الوثيقة التي تشير كذلك إلى أن 70% من القتلى والجرحى من مسؤولية المتمردين.

وأفاد رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان نيكولاس هايسوم في التقرير أن "الاحصاءات البحتة بخصوص الضحايا المدنيين لا تعكس مدى فظاعة العنف في أفغانستان والجثث الممزقة لأطفال وأمهات وفتيات وأبناء وآباء"، وأضاف "تلك هي النتائج الحقيقية جداً للنزاع في أفغانستان المستمر منذ 2001 وسقوط نظام طالبان".

منذ ديسمبر الأخير ونهاية مهمة الحلف الأطلسي القتالية بات الجيش والشرطة الأفغانيان وحدهما في مواجهة المسلحين الإسلاميين وأغلبهم من حركة طالبان، وما زال حوالي 1300 جندي أجنبي منتشرين في أفغانستان لكن مهمتهم تقتصر على تدريب نظرائهم الأفغان ومهام محددة لمكافحة الارهاب.

بالتالي بدل مقاتلو طالبان تكتيكهم القتالي "وتخلوا عن حرب العصابات التي اعتمدوها عندما كان الحلف الأطلسي ينفذ مهمة قتال وبدأوا يستهدفون القوات الأفغانية مباشرة، وأصبحت طالبان أكثر جرأة"، بحسب غرايمي سميث الخبير في مجموعة الأزمات الدولية للأبحاث، بالتالي ارتفع كذلك عدد الضحايا في صفوف الجيش والشرطة.

وتعكس أرقام الأمم المتحدة كذلك انتشار المعارك إلى مناطق أفغانستان كافة، ففيما يعتبر جنوب البلاد وشرقها، معقلاً طالبان، الأكثر تضرراً من العنف، تكاثرت الهجمات والمعارك في الأشهر الأخيرة في شمالها وشمال شرقها في مناطق كانت مستقرة نسبياً في السابق.

بالتالي في شمال شرق أفغانستان وعلى الأخص ولاية بداخشان على الحدود مع طاجيكستان كثف المتمردون علمياتهم الهجومية، وارتفع عدد القتلى والجرحى المدنيين في المنطقة من 311 في الفصل الأول من 2014 إلى 545 لهذا العام، بحسب التقرير.

لكن بالرغم من هذا الوجود المتزايد على الأرض تشهد حركة طالبان أزمة داخلية تتعلق بخلافة زعيمها التاريخي الملا عمر والتي كانت أولى نتائجها الارجاء إلى أجل غير مسمى لمشاركتها في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي انطلقت في يوليو في باكستان.

وأدى الإعلان في الأسبوع الفائت عن وفاة الملا عمر وتعيين الملا اختر منصور خلفاً له إلى بروز جناح رافض في طالبان تتصدره عائلة الملا عمر التي رفضت بشكل قاطع مبايعة الزعيم الجديد للتمرد الإسلامي.

لكن بلا حد أدنى من الوحدة من الصعب أن تعود طالبان سريعاً إلى طاولة المفاوضات بحسب المحللين.

back to top