«قناعات أوباما» أفسحت لـ «مخاض كارثي» وقزمت الجمهوريين

نشر في 01-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 01-01-2016 | 00:01
• تحمّل «أضراراً جانبية لداعش» وترك المنطقة تواجه الانهيار... وأنجز «الاتفاق النووي» وصَالَح كوبا

• خصومه لم يقدموا بديلاً حقيقياً وأبرز مرشحيهم سعى لركوب موجة «إرعاب» وتأليب على المسلمين
حمل حصاد سياسات الرئيس الأميركي بارك أوباما الداخلية والخارجية في عام 2015 العديد من العناوين البارزة، وبينما تمسك بقناعته التي أفسحت المجال لما اعتبره «مخاضاً» في المنطقة العربية مفضلاً تحمل «أضرار جانبية» للإرهاب على التدخل لوقف انهيار المنطقة، عجز سياسيو الحزب الجمهوري عن تقديم بديل حقيقي لتوجهاته في سعيهم لخوض السباق الرئاسي.

لا يمكن تحميل الرئيس الأميركي باراك أوباما وحده مسؤولية "الإخفاقات" التي منيت بها السياسة الخارجية الأميركية، ومن الصعب تحميله بمفرده وزر "الانهيارات" التي تعصف بالعالم العربي منذ اندلاع ما سمي بثورات الربيع العربي.

أوباما الذي اختار التخفف من الأعباء التي فرضتها سياسات سلفه الرئيس جورج بوش ومغامراته السياسية والعسكرية المستندة إلى قناعات أيديولوجية، سجلت رئاسته الأولى نجاحات كادت تكون "مثالية" بالنسبة إلى رئيس يسعى إلى إعادة بناء مكامن قوة الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً.

ولاشك أن سياسات أوباما تستند هي الأخرى إلى اقتناعات أيديولوجية كانت ولاتزال تراهن على أن الموقع الذي تحتله الولايات المتحدة في العالم يؤهلها لأن تبقى في مأمن من التحديات التي واجهتها خلال حقبات الحرب الباردة، نظرا إلى تفوقها التكنولوجي وطاقاتها الاقتصادية وحيويتها السياسية بما لا يقاس مع أي من خصومها.

مخاض «داعش»

وكثيرا ما ردد معاونو أوباما ومستشاروه تلك السياسات، فضلا عن اقتناعات المؤسسة العسكرية الأميركية التي لم تختلف مع توجهاته في معظم الاستراتيجيات الدورية التي وضعتها خلال حقبتي حكمه.

ويذكّر أحد المسؤولين بالتعليقات الشهيرة التي صدرت عن كبير مستشاري أوباما صيف عام 2013 حين قلل من أهمية ما تشهده الأزمة السورية من تعقيدات وتشابكات مع قضايا المنطقة، قائلا إنه "من الافضل ترك المتصارعين يتقاتلون". وخلال هذا العام لم يتوقف ترداد التحليلات التي تعتبر أن ما يجري هو سياق طبيعي للأزمة البنيوية التي تعيشها دول المنطقة، وأن وقف انهيارها قد لا يكون ممكنا فيما تلفظ موروثاتها السياسية والاجتماعية على قاعدة الانقسام الأكبر بين السّنة والشيعة.

وبحسب هذا المسؤول لا يمكن وصف خيارات أوباما وإصراره عليها بـ"قصر النظر"، رغم التحولات التي طرأت بعد ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بـ"داعش"، على الساحتين الإقليمية والدولية.

أضرار جانبية

كان "داعش" بالنسبة إليه ولايزال تنظيما من "الهواة" وصندوقا للرسائل، رغم توسيع نشاطاته، فالخطر من الهجمات الإرهابية ينظر إليه البعض على أنه "أضرار جانبية" يمكن تحمل كلفتها، لكن الثمن الحقيقي يقع على كاهل المنطقة التي تعيش مخاضا، حسب قناعة الرئيس، قد يستمر سنوات طويلة.

وهجوم سان برناردينو الإرهابي بعد أكثر من أربعة عشر عاما على هجمات 11 سبتمبر، لا يمكن مقارنته بأصغر هجوم تعرضت له إحدى المؤسسات التعليمية على أيدي "مختلين" في أي ولاية أميركية.

وكشفت الادارة الأميركية قبل أيام أن عدد قتلى حوادث اطلاق النار في أميركا تساوى هذا العام مع ضحايا حوادث السير ليبلغ أكثر من 33000 ألف قتيل.

سباق الرئاسة

في منتصف العام الماضي، شهدت الولايات المتحدة انطلاقة الحملات الانتخابية لمعركة الرئاسة الأميركية، في حين كان الرئيس أوباما يسعى إلى تحقيق "إنجازات" في سياساته الخارجية.

والاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي وإعادة العلاقات مع كوبا، لم يتعرضا وحدهما للانتقاد من خصومه الجمهوريين.

فمعظم قراراته السياسية الخارجية كانت عرضة للهجمات والاعتراضات ومحاولات التعطيل منذ اتخاذه قرار تسريع الانسحاب من العراق ثم من أفغانستان إلى الضغوط التي مورست لتعطيل مفاوضات تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وتساوت الاعتراضات على السياسات الخارجية مع ما تعرضت له قراراته الداخلية من انتقادات ومحاولات تعطيل مستمرة ابتداء من ملف برنامج الرعاية الصحية ومرورا بخطة الانقاذ المالية التي أوقفت انهيار المؤسسات المالية والمصرفية الكبرى وشركات صناعة السيارات، ومشروعه لعلاج ملف المهاجرين غير الشرعيين، واصلاحات القضاء وصولا إلى عمليات "إغلاق الحكومة" عبر امتناع مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون عن صرف الموازنة ورفع سقف الدين. وكلها مشاريع تعرضت لهجمات شرسة من خصومه منذ اليوم الأول الذي جلس فيه على سدة الرئاسة قبل سبع سنوات.

هموم وترويع

وتعتقد أوساط أميركية عدة أن طغيان ملف الأمن والإرهاب على المشهد السياسي قد لا يستمر طويلا، خصوصا أن الانتقادات التي تبدو اليوم حادة على لسان الجمهوريين وخصوصا المرشحين الرئاسيين منهم، ضد الرئيس والمرشحين الديمقراطيين وخصوصا هيلاري كلينتون، لن تتمكن من الصمود امام قضايا الهموم الداخلية.

فتجدد زخم تيار المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهوري ليس كافيا لتحويله إلى مد شبيه بما حصل في بدايات القرن.

وتضيف تلك الأوساط أنه لم يكن أمام أبرز المرشحين الجمهوريين سوى ركوب موجة "إرعاب" الأميركيين وتأليبهم على شتى أنواع "الأقليات" وآخرها التحريض ضد المسلمين، ليتسنى لهم بناء حيثية انتخابية. لكن التدقيق في خطاباتهم للرد على التهديدات التي يمثلها تنظيم "داعش" أو إيران أو روسيا، لا يختلف جوهريا عما يطالب به الديمقراطيون.

ضحالة واستهانة

وأمام ضحالة المحصلة التي رست عليها الشخصيات السياسية التي تمثل الجمهوريين في معركة الرئاسة، يطرح البعض فرضية أن تكون المؤسسة السياسية للحزب الجمهوري في حالة من عدم التعارض جوهريا مع احتمال انتخاب هيلاري كلينتون، التي تمثل بهذا المعنى ضمانة للمؤسسة السياسية الأميركية خصوصا أنها تحتفظ بعلاقات متينة مع كبريات المؤسسات المالية من "وول ستريت" في نيويورك إلى شركات التكنولوجيا في سيليكون فالي في كاليفورنيا.

ويحذر البعض من عدم الاستهانة بالنتائج التي يمكن أن تترتب من اللعب على مخاوف الأميركيين، في حين تتبدل بنيتهم الطبقية مع تراجع الطبقة الوسطى وتزايد شريحة المتسربين علمياً وتوسع فئة الفقراء، وانعكاسها على آراء الناخبين وخياراتهم.               

العالم يودع 2015

كان عام 2015 حافلا بالأحداث الهامة والخطيرة من اعتداءات تنظيم داعش، إلى التدخل العسكري الروسي في النزاع السوري، مرورا بأزمة المهاجرين، وفي ما يلي أبرز هذه الاحداث:

7 يناير: فرنسا تشهد اعتداءات تستهدف مجلة شارلي إيبدو (12 قتيلا بينهم 5 رسامين)، ومتجرا يهوديا (مقتل 4 رجال يهود) وشرطية بلدية.

26 يناير: طرد "داعش" من كوباني بعد أكثر من 4 أشهر من المعارك مع القوات الكردية مدعومة بضربات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة.

12 فبراير: أوكرانيا توقع اتفاقات مينسك 2 بوساطة فرنسية - ألمانية، التي تنص على وقف إطلاق النار، واستعادة الحكومة السيطرة على حدودها مع روسيا.

17 مارس: فوز حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الانتخابات التشريعية، ومواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وجمود السلام.

18 مارس: تونس تشهد اعتداء على متحف باردو في تونس العاصمة، والحصيلة 22 قتيلا.

24 مارس: تحطم طائرة إيرباص إيه 320 لشركة جرمان وينغز التابعة لمجموعة لوفتهانزا في جنوب فرنسا مقتل 150.

26 مارس: تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لوقف تقدم المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

2 أبريل: هجوم لحركة الشباب الصومالية على جامعة غاريسا شرق كينيا، ما أدى إلى سقوط 148 قتيلا بينهم 142 طالبا.

19 أبريل: 800 مهاجر غير شرعي غالبيتهم أفارقة قضوا قبالة السواحل الليبية.

7 مايو: الحزب المحافظ ببريطانيا يحقق فوزا كاسحا في الانتخابات، وديفيد كاميرون يؤكد رغبته في استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.

29 مايو: تنصيب الرئيس النيجيري محمد بخاري، الذي حدد أولوية له سحق تمرد جماعة بوكو حرام التي بايعت "داعش".

17 يونيو: شاب أميركي أبيض من أتباع نظرية تفوق العرق يقتل 9 أشخاص من السود في كنيسة بشارلستون بولاية كارولاينا.

الأول من يوليو: الولايات المتحدة وكوبا تعيدان علاقاتهما الدبلوماسية المتوقفة منذ 54 عاماً.

13 يوليو: رئيس الوزراء اليوناني اليساري الراديكالي ألكسيس تسيبراس وقع بعد مفاوضات صعبة اتفاقا مع الجهات الدائنة ينص على خطة مساعدة ثالثة بقيمة 86 مليار يورو مقابل اتخاذ تدابير تقشف قاسية.

14 يوليو: اتفاق تاريخي بين مجموعة "5+1" وإيران يضع حدا لـ12 سنة من التوترات حول الملف النووي.

12 أغسطس: انفجارات هائلة عدة تنطلق من مستودع للمنتجات الكيميائية في منطقة تيانجين بالصين ومقتل 165.

5-6 سبتمبر: تدفق أكثر من 20 ألف مهاجر إلى ألمانيا.

18 سبتمبر: اتهام مجموعة فولكسفاغن بالغش بهدف تزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث وتمرير سيارات صديقة للبيئة.

19-22 سبتمبر: زيارة تاريخية للبابا فرنسيس إلى كوبا ثم الولايات المتحدة.

24 سبتمبر: تدافع أثناء مناسك الحج يوقع 2236 قتيلا على الأقل في منى قرب مكة المكرمة.

30 سبتمبر: روسيا تبدأ في سورية حملة مكثفة من الضربات الجوية.

3 أكتوبر: قصف أميركي لمستشفى منظمة أطباء بلا حدود في قندوز ومقتل 42 وسط هجوم لطالبان.

19 أكتوبر: فوز الليبرالي جوستان ترودو في الانتخابات الكندية يضع حداً لنحو عشر سنوات من الحكم المحافظ.

29 أكتوبر: الصين تنهي سياسة الطفل الواحد بعد أكثر من ثلاثة عقود.

31 أكتوبر: تحطم طائرة روسية من طراز إيه 321 ومقتل ركابها الـ224 في سيناء المصرية.

الأول من نوفمبر: فوز كاسح لحزب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مع تجدد النزاع في يوليو بين متمردي حزب العمال الكردستاني والسلطة، بعد اعتداء 10 أكتوبر في أنقرة (103 قتلى).

13 نوفمبر: مقتل 130 شخصا في باريس وإصابة أكثر من 350 آخرين في هجمات أعلن "داعش" مسؤوليته عنها، وتضمنت عمليات انتحارية للمرة الأولى.

24 نوفمبر: الطيران التركي يسقط طائرة عسكرية روسية على حدود سورية، وأنقرة تؤكد انتهاك مجالها الجوي، ما أغرق البلدين في أزمة دبلوماسية.

2 ديسمبر: زوجان اعتنقا الأفكار المتطرفة يفتحان النار في مركز للمعوقين في سان بيرناردينو بكاليفورنيا ما أدى إلى سقوط 14 قتيلا.

6 ديسمبر: معارضة فنزويلا المجتمعة في ائتلاف بين الوسط واليمين تفوز بالغالبية البرلمانية للمرة الأولى منذ 16 عاما.

12 ديسمبر: بعد سنوات من المفاوضات الشائكة توصلت الدول الـ195 الى اتفاق لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

12 ديسمبر: انتخاب 20 سيدة سعودية في أول انتخابات مفتوحة أمام النساء.

18 ديسمبر: صدور قرار عن مجلس الأمن يتضمن خارطة طريق لحل سياسي للنزاع في سورية.

28 ديسمبر: القوات العراقية تعلن تحرير مدينة الرمادي من قبضة "داعش".

back to top