كيري يختتم زيارة تاريخية لكوبا بعد قطيعة دامت خمسة عقود

نشر في 15-08-2015 | 12:15
آخر تحديث 15-08-2015 | 12:15
No Image Caption
عبّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام زيارة تاريخية لهافانا رفع خلالها العلم الأميركي فوق مقر سفارة بلاده بعد غياب دام 54 عاماً، بهذه الخطوة "التاريخية" لكنه دعا إلى قيام "ديموقراطية حقيقية" في الجزيرة.

وأكد كيري أول وزير خارجية أميركي يزور كوبا منذ 45 عاماً على أن تطبيع العلاقات بين عدوي الماضي في الحرب الباردة ثابت، إلا أن الوزير الأميركي الذي أمضى نحو عشر ساعات في الجزيرة وضع حقوق الإنسان شرطاً أساسياً لرفع الحظر.

وقال وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز "اليوم نقوم بخطوة تاريخية -- وأضيف أنه كان ينبغي أن تجري قبل ذلك -- في الاتجاه الصحيح ونحن مصممون على السير قدماً".

وأضاف كيري الذي أثارت زيارته انتقادات المرشحان الجمهوريان للسباق الرئاسي جيب بوش وماركو روبيو "لا أستطيع أن أتصور رئيساً جمهورياً أو ديموقراطياً يتخلى عن كل ذلك".

وفي بادرة حسن نية، أكد رودريغيز على أن كوبا "مستعدة لمناقشة كل القضايا وإن كنا لسنا على اتفاق دائماً" مع الولايات المتحدة، بما في ذلك مسألة حقوق الإنسان.

وهذه التصريحات تشكل رداً على طلب كيري الذي صرّح صباح الجمعة أن "شعب كوبا ستخدمه بشكل أفضل ديموقراطية حقيقية يكون فيها الناس أحراراً في اختيار قادتهم".

وبعدما التقى منشقين، أكد كيري للصحافيين الذين يرافقونه أن تحسناً على صعيد حقوق الإنسان شرط لرفع الحظر الاقتصادي المفروض على الجزيرة منذ 1962.

وقال أن "الكونغرس لن يصوّت بأي شكل على رفع الحظر إذا لم يحرز الكوبيون تقدماً في هذه القضايا"، مشيراً إلى أن لجنة ثنائية لمواصلة التقارب وخصوصاً حول مسألة حقوق الإنسان ستجتمع في سبتمبر المقبل.

إلا أن وزير الخارجية الكوبي انتقد واشنطن أيضاً في هذه القضية الأساسية، وقال "نحن أيضاً نشعر بقلق لمسألة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة".

وأضاف أن "الوقائع المرتبطة بعنف عنصري أو وحشية الشرطة لا تحدث في كوبا"، كما انتقد "التعذيب" الذي يمارس في معتقل غوانتانامو الأميركي.

وكرر مطالب هافانا قبل تكريس التفاهم بين البلدين بعد خلاف دام أكثر من نصف قرن، وقال "ذكّرت وزير الخارجية بأن الرفع الكامل للحصار أساسي لإقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة وكذلك إعادة قاعدة غوانتانامو البحرية" إلى كوبا.

وأكد كيري على أن إدارة الرئيس باراك أوباما "تؤيد بشدة" رفع الحظر لكنه قال أن "لا تغيير متوقعاً في الترتيبات المتعلقة بغوانتانامو".

وشكّلت إعادة فتح السفارة رسمياً ذروة هذه الزيارة.

وسلّم ثلاثة عناصر سابقين في المارينز، كانوا انزلوا العلم قبل 54 عاماً، العلم الجديد لثلاثة من زملائهم الشباب من قوات المارينز المسؤولة عن أمن السفارة حالياً ليرفعه هؤلاء فوق المبنى التاريخي في العاصمة الكوبية.

وحضر الحفل وراء حواجز أمنية حشد صغير رفع أعلاماً كوبية، ورافق النشيدان الوطنيان الكوبي والأميركي ورفع علم الولايات المتحدة هتاف "فيفا" وتصفيق.

وبعد نحو ثمانية أشهر على الإعلان المتزامن في 17 ديسمبر من قبل الرئيسين الأميركي والكوبي راؤول كاسترو لإعادة العلاقات الدبلوماسية، أنجز كيري بذلك إحدى أهم المحطات في هذه العملية.

back to top