تلقى تنظيم الدولة الاسلامية ضربة جديدة هي الثانية في غضون اسبوع بعد سيطرة المقاتلين الاكراد بدعم من غارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على قاعدة اساسية في محافظة الرقة، معقل الجهاديين في شمال سوريا.

Ad

وتمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل المعارضة بدعم من الغارات الجوية للتحالف الدولي من السيطرة ليلا على مقر اللواء 93 الواقع على بعد 56 كيلومترا شمال الرقة. كما تمكنوا اليوم من السيطرة على مدينة عين عيسى المجاورة.

واللواء 93 عبارة عن قاعدة عسكرية كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري، قبل ان يتمكن الجهاديون من السيطرة عليها صيف عام 2014.

وقال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل لوكالة فرانس برس الثلاثاء "اكملنا السيطرة بشكل كامل على اللواء 93 ونعمل حاليا على تمشيطه من الالغام".

واضاف "سيطرنا اليوم على مدينة عين عيسى وعشرات القرى حولها".

واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان المقاتلين الاكراد وفصائل المعارضة خاضوا اليوم اشتباكات عنيفة ضد الجهاديين في عين عيسى، انتهت بسيطرتهم على المدينة بمؤازرة غارات التحالف الدولي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "انسحب عناصر التنظيم بشكل كامل من عين عيسى باتجاه شرق المدينة وشمال مدينة الرقة".

واشار الى "عمليات تمشيط تجري حاليا داخل المدينة بعد ان زرع التنظيم فيها عددا كبيرا من الالغام".

وقال خليل قبل السيطرة على المدينة انها "هدفنا المقبل لاننا نريد ضمان امن المنطقة والمدينة قريبة جدا من مقر اللواء 93 ومن الطريق الرئيسي الذي يمر عبر المنطقة".

ويقع اللواء 93 ومدينة عين عيسى على طريق رئيسي بالنسبة إلى الاكراد والجهاديين في ان معا، اذ يربط مناطق سيطرة الاكراد في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) بمناطق سيطرتهم في محافظة الرقة.

كما يربط الطريق معقلا لجهاديين في الرقة بمناطق سيطرتهم في محافظتي حلب والحسكة.

وبحسب عبد الرحمن، فإن "خطوط دفاع تنظيم الدولة الاسلامية باتت على مشارف مدينة الرقة لأن المنطقة الواقعة بين الرقة ومدينة عين عيسى عبارة عن سهول وهي ضعيفة عسكريا ولا تحصينات فيها".

ويشكل التقدم الاخير في المنطقة نجاحا جديدا للمقاتلين الاكراد وحلفائهم، بدعم من التحالف الدولي الذي يشن منذ عشرة اشهر غارات جوية تستهدف تهدف مواقع الجهاديين في شمال سوريا.

ويعد هذا التقدم الثاني من نوعه في غضون اسبوع في محافظة الرقة بعد سيطرة المقاتلين الاكراد وحلفائهم على مدينة تل ابيض الاستراتيجية على الحدود مع تركيا، وحرمانهم الجهاديين من طريق امداد حيوية كانوا يستخدمونها لنقل المقاتلين والسلع والسلاح.

وكان التنظيم يسيطر على كامل محافظة الرقة منذ حوالى سنة، لكنه خسر في الاشهر الاخيرة اكثر من خمسين قرية وبلدة في الريف الشمالي لصالح الاكراد.

وتمكن المقاتلون الاكراد بمؤازرة غارات التحالف الدولي من استعادة مدينة عين العرب (كوباني) في كانون الثاني/يناير وعدد كبير من القرى والبلدات المحيطة بها بعد طرد الجهاديين منها.

وبحسب المحلل سيروان كجو، فإن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية برهنوا انهم "القوة الاكثر فاعلية التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا".

واضاف "هم منظمون بشكل جيد ومنضبطون ويؤمنون بقضيتهم".

واشار المتحدث باسم الوحدات الكردية الى تنسيق "ممتاز" بين المقاتلين الاكراد والتحالف الدولي في مواجهة الجهاديين، لكنه كرر الاشارة الى مطالبة الاكراد بالحصول على اسلحة افضل تمكنهم من طرد التنظيم.

وامتنع خليل عن الكشف عن موقع المواجهة المقبلة، لكنه استبعد شن هجوم على مدينة الرقة في المدى القصير.

واضاف ان معركة الرقة "ابعد بكثير فهي محصنة جيد ونحتاج الى قوات ضخمة واسلحة".

في وسط سوريا، فجر تنظيم الدولة الاسلامية مقامين دينيين في مدينة تدمر الاثرية الخاضعة لسيطرة الجهاديين منذ شهر.

وقال المدير العام للاثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس الثلاثاء "فجر التنظيم قبل ثلاثة ايام مزار محمد بن علي المتحدر من عائلة الصحابي علي بن ابي طالب، ابن عم النبي محمد ورابع الخلفاء الراشدين".

ويقع المزار بحسب عبد الكريم، في منطقة جبلية تبعد نحو اربعة كيلومترات شمال مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.

ونشر التنظيم الجهادي صورا تظهر المزار قبل تفجيره واخرى لحظة تفجيره وتناثر حجارته والسحب الرملية.

كما فجر التنظيم ايضا مزار العلامة التدمري ابو بهاء الدين الذي يعود الى ما قبل 500 عام وفق عبد الكريم ويقع في واحة البساتين (500 مر عن قوس النصر في المدينة الاثرية).

ويعتقد الجهاديون وفق عبد الكريم، ان "الاضرحة الدينية تعارض معتقداتهم ويحظرون زيارتها".

وفخخ مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية نهاية الاسبوع بالالغام والعبوات الناسفة المواقع الاثرية في تدمر، من دون ان يتضح الهدف من ذلك.

وسيطر التنظيم الجهادي في 21 ايار/مايو على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة ايام. واثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء" وتشتهر باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

في جنيف، ندد محققو الامم المتحدة حول سوريا الثلاثاء بالقاء قوات النظام السوري براميل متفجرة على المدنيين.

واعلن رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان "قوات النظام والمجموعات المسلحة المعدية للنظام وتنظيم الدولة الاسلامية يفرضون حصارا على المدن تترتب عليه نتائج كارثية".

وتسبب النزاع المستمر في سوريا بمقتل اكثر من 230 الف شخص منذ منتصف اذار/مارس 2011.