‮أكدت مصادر مطلعة، أن معهد الكويت للأبحاث العلمية يمضي‮ ‬في‮ ‬توجهه نحو التطبيق التجاري‮ ‬لمخرجات أبحاثه وابتكاراته،‮ مشيرة إلى أن هناك مجالين يسعى المعهد إلى تسويق ابتكاراتهما على نطاق تجاري،‮ هما الزراعة النسيجية،‮ والخدمات البترولية التقنية‮.‬

Ad

وقالت المصادر لـ "الجريدة" إن المعهد كان قد دشن أول تطبيق تجاري‮ ‬لمخرجات أبحاثه وابتكاراته، وهو مياه كاظمة‮، الذي افتتح قبل شهرين مصنعا تجريبيا‮ ‬لإنتاج المياه.

وأشارت إلى أن مياه كاظمة سوف توفر للمستهلك مياها ذات جودة عالية، رديفة لمياه الشرب،‮ ‬خصوصاً‮ ‬أن‮ "‬كاظمة" مياه سلسة المذاق وفائقة النقاوة مستخرجة من آبار شاطئية ومتوازنة التركيب في‮ ‬عناصر مكوناتها‮ ‬تضاهي‮ ‬بمواصفاتها أفضل أنواع المياه المعبأة عالمياً.

ولفتت‮ إلى أن المعهد‮ ‬يعالج بذلك أيضاً‮ ‬واحدة من مشكلاته المزمنة، وهي‮ ‬توفير موارد مالية مناسبة للصرف على أعمال البحث والتطوير،‮ ‬إذ‮ ‬يستفيد من إيرادات المصنع في‮ ‬ذلك، ويوفر على الدولة جانباً‮ ‬مما‮ ‬يتطلبه هذا النشاط من مخصصات إضافية‮.‬

وأضافت أن مصنع كاظمة لديه فرص استثمارية واعدة، خصوصاً‮ ‬أن المياه المعبأة أصبحت صناعتها تُشكل واحدة من الصناعات الوطنية ذات النمو المتسارع،‮ ‬بل أصبحت رافداً‮ ‬من روافد تنويع مصادر الاقتصاد الوطني،‮ ‬وهناك حاجة مجتمعية ملحة لتغطية الطلب المتنامي‮ ‬على هذه السلعة.

الأمن المائي‮ ‬

وأكدت المصادر أن أوضاع الأمن المائي‮ ‬في‮ ‬الكويت جيدة جداً، ‬وسوف تتطور كذلك إلى الأفضل، بعد تنفيذ مشروع شحن مكامن المياه الجوفية،‮ ‬وكذلك بعد توسعة محطة الصليبية وتعظيم إنتاجها من مياه الصرف الصحي‮ ‬المعالجة بطريقة الأغشية.

ولفتت‮ إلى أن ما وفرته محطة الصليبية على الدولة في‮ ‬عشر سنوات، وبالتحديد منذ إنشائها عام 4002 يقدر بنحو نصف مليار دينار، لافتة إلى أن محطة الصليبية لمعالجة مياه الصرف الصحي‮ تنتج مئة مليون غالون إمبراطوري‮ ‬بمعالجة متقدمة، وجار ‬العمل على رفع هذه الكمية إلى 031‮ مليون غالون،‮ ‬وهذه المحطة تنتج مياه معالجة ذات جودة عالية مناسبة لكافة أغراض الزراعة والشحن الاصطناعي‮ ‬لمكامن المياه الجوفية، بعيداً‮ ‬عن المحاذير المرتبطة عادة بمياه الصرف الصحي‮.‬

وأضافت أن المعهد‮ ‬يعمل حالياً‮ ‬على تنفيذ مشروع تجريبي‮ ‬لشحن هذه المياه، بحيث‮ ‬يتم توسيع قاعدة الاستفادة من المياه المعالجة بطرق متقدمة وتعزيز الأمن المائي‮ ‬للكويت، من خلال توفير مخزون استراتيجي‮ ‬آمن من المياه العذبة،‮ ‬كما أنه انتهى من إنجاز مشروع مهم‮ ‬يعد من المشاريع النمطية ذات الأهمية لقطاع المياه،‮ ‬وهو مشروع‮ "‬معالجة المياه المالحة المصاحبة لإنتاج النفط‮"، ‬التي‮ ‬تحتوي‮ ‬على نسبة أملاح توازي‮ ‬خمسة أضعاف الأملاح في‮ ‬مياه البحر‮.‬

وأوضحت المصادر أن مركز أبحاث المياه بالمعهد يقوم حاليا بتنفيذ مشروع‮ ‬رائد ‬عن استكشاف المياه الجوفية في‮ ‬الصحاري العربية، وب‬المناطق‮ ‬غير المستكشفة، التي‮ ‬من الممكن أن تكون واعدة لاستخراج مياه جوفية للأجيال القادمة،‮ ‬وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع في‮ ‬شمال الكويت، وأعطى نتائج مشجعة للمضي‮ ‬قدماً‮ ‬للمرحلة الثانية منه، التي‮ ‬ستشمل بعض دول مجلس التعاون‮.‬