مع عودة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام إلى لبنان غدا، يعود ملف التعيينات الأمنية إلى الواجهة من جديد. وبات الحديث عن مخرج لائق بالمؤسسة العسكرية أولا وبحسابات القوى السياسية ثانيا هو الطاغي على طاولة البحث.

Ad

ومن المتوقع أن يعيد هذا الملف رسم خريطة سياسية بين مختلف القوى في ظل انعقاد طاولة الحوار التي تستعد لجولة ماراثونية الأسبوع المقبل، وطاولة مجلس الوزراء المفترض أن تفعل نهاية الأسبوع الحالي.

وتسير معظم القوى السياسية في «طبخة» الترقيات، ونشطت حركة الاتصالات خلال اليومين الماضيين على خطى «الكتائب» ورئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، لأنهما أبرز المعارضين لهذه التسوية، ومن دون اتضاح الموقف النهائي لـ»تيار المستقبل».

ويتخوف «الكتائب» والفريق الوزاري المحسوب على الرئيس سليمان من المس بالمؤسسة العسكرية، وسط الأخطار الجمة التي تواجهها، ولاسيما أن الملف متصل بالمجلس العسكري في قيادة الجيش وبتوفير معايير العدالة بين عدد من العمداء.

وفي وقت يحكى عن مخرج ستتضح معالمه فور عودة الرئيس سلام من نيويورك، تبرز العناوين الأساسية لهذه التسوية، التي تتمحور حول شرط اكتمال المجلس العسكري، بحيث لا تنحصر الترقية بثلاثة عمداء فقط وترفيعهم الى رتبة لواء، بل تشمل ترقية ثلاثة عمداء آخرين وتعيينهم في المراكز الشاغرة في المجلس، وهم شيعي وأرثوذكسي وكاثوليكي.

وجرت اتصالات حثيثة أمس الأول بين وزير الصحة وائل أبوفاعور موفدا من جنبلاط ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل.

وعلق وزير العمل سجعان قزي قائلا: «كل دقيقة تجرى اتصالات، إلا اننا سنبقى حزبا متمسكا بالدستور، ويطالب دوما بنزع السياسة عن القضايا الدستورية».

سليمان

إلى ذلك، شدد سليمان على «ضرورة إبقاء المؤسسة العسكرية خارج إطار الصراعات والمقايضات»، مؤكداً أن «أمن لبنان من سلامتها، ومصلحتها كانت وستبقى فوق كل اعتبار».

وأكد سليمان خلال اجتماع كتلته الوزارية، أمس، أن «هبة المليارات الثلاثة السعودية لتسليح الجيش دخلت حيز التنفيذ»، مثمنا «الدور الفرنسي الحريص على ضرورة مساعدة المؤسسة العسكرية لمحاربة الإرهاب».

في السياق، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى أمس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

وقال المشنوق إن «التشاور دائم مع سماحته وضروري ومفيد، أولا نتعلم من اعتداله، ونتعلم من تمسكه بالدولة وبالشرعية، ونتعلم أيضا من سكينة النفس التي توحي بالثقة وبالاطمئنان لكل اللبنانيين، الذين أبدى سماحته الحرص عليهم».

وتحدث المشنوق أيضا خلال اللقاء في موضوع الحراك، وقال: «طبعا هو يجد بعناوين الحراك عناوين مطلبية صحيحة، ولكن شرط ألا تكون سبيلا للفوضى أو الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، مشيرا الى الجهد التي تقوم به قوى الأمن، داعما ومؤيدا قدرتهم على إدارة الوضع بشكل يؤمن حرية التعبير ويحفظ الاستقرار في البلد».

وردا على سؤال عن الأخبار التي تقول إن تيار «المستقبل» وافق على الترقيات، أضاف المشنوق: «تيار المستقبل يوافق على أي شيء يحقق الاستقرار، ولست مطلعا على هذه التفاصيل»، مؤكدا أن «الرئيس الحريري دائما موقفه داعم للاستقرار الحكومي وللحوار، وإذا كانت هذه الترقيات هي جزء من الاستقرار السياسي وجزء من صحة العمل الحكومي، فبالتأكيد الرئيس الحريري يوافق على الترقيات».