وسط تصريحات متضاربة، لا تزال "الحلحلة" التي تحدث عنها المسؤولون اللبنانيون في ملف النفايات، تنتظر أن تتحول الى واقع، من خلال دعوة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى جلسة حكومية تخصص لموضوع النفايات وتبت خطة معالجة هذه الأزمة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين وصحتهم، وتهديداً للثروة البيئية في لبنان ولصورة لبنان الخارجية.
ولا يزال الغموض والحذر الشديدان يظللان تحركات سلام ووزير الزراعة أكرم شهيب المكلف وضع خطة الحل، ووزير المالية علي حسن الخليل الذي يتولى الجانب المالي للخطة، فيما وصف بأنه اعتماد لمبدأ "الغموض البناء"، للحؤول دون أي عراقيل تنسف المفاوضات. ورجحت أوساط قريبة من سلام، دعوته لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء غداً الاثنين، قبل جلسة الحوار الوطني المقرر عقدها في مجلس النواب الثلاثاء. واكتفى الوزير شهيب، بالقول، بعد اجتماعه بسلام والخليل صباح أمس في السراي الحكومي، إن "العمل جار، وهناك توجه للدعوة لعقد جلسة حكومية".ولم تكشف بعد مواقع المطامر في كل لبنان، وسط حديث عن طرح لمذهبة وتطييف النفايات، بمعنى أن كل منطقة جغرافية ذات لون مذهبي واحد تتولى معالجة نفاياتها، على ان تقسم نفايات بيروت، على باقي المناطق. وباستثناء الحديث عن مطمر مؤكد في منطقة سرار في عكار (منطقة سنية)، ومطمر في البقاع وآخر في منطقة الكفور في الجنوب وافق حزب الله وحركة امل على اقامتهما (منطقتين شيعيتين)، جرى الحديث عن عقدة في عدم التوصل الى مكان لإقامة مطمر في قضاءي كسروان والمتن (منطقة مسيحية).وبحسب المعطيات الأخيرة، فقد جرى الاتفاق أن تحال نفايات كسروان المسيحية الى مكب سرار، وأن تحال نفايات المتن الى مطمر الكفور. الا ان العقد لم تقف عند "النفايات المسيحية"، فقد رفض رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان أمس اقامة أي مطمر للنفايات في خلدة على الخط البحري لبلدية الشويفات (منطقة درزية). ورداً على هذه التصريحات، أكدت مصادر السراي أنّه لم يتم تداول أيّ معلومات عن إنشاء مطمر في الـ"كوستا برافا" في خلدة.«الحزب والحركة»من ناحيته، أمل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) النائب علي فياض الوصول إلى حل سريع لمشكلة النفايات في البلد، مشيراً إلى "أننا في حزب الله وحركة أمل قدّمنا كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات ومواقف وإجراءات تساعد على الوصول إلى حل سريع لهذه المشكلة التي نعتبرها مشكلة وطنية، والتي تحتاج الى تضافر وجهود الجميع متجاوزين المنطق الطائفي والمناطقي"، لافتا الى انه "لم يعد في جعبتنا ما يمكن أن نقدمه من تسهيلات في هذا الاتجاه، وباتت الكرة الآن في ملعب القوى الأخرى".«المستقبل»في المقابل، دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي أبناء عكار الى "تلبية نداء بيروت لإنقاذها من الكارثة البيئية والصحية التي تعيشها، والاصرار على أن تقر الحكومة مرسوم استملاك هذا المكان واعتماد خطة فرز النفايات وانشاء معامل الفرز والتسبيخ ومعمل معالجة العصارة بالتوازي مع أعمال تنفيذ المطمر تمهيداً لتشغيل هذه المعامل بأسرع وقت، للتمكن من استيعاب اضافة الى نفايات عكار نفايات بيروت الادارية حصرا".رواتب العسكريينالى ذلك، لا يزال موضوع رواتب العسكريين يتفاعل، وسط رفض وزراء التيار الوطني الحر المشاركة في جلسة للحكومة الا اذا حصرت الموضوع بالنفايات، مشددين على أن قضية رواتب العسكريين لا تحتاج الى قانون ومجلس وزراء.وأكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أنّ"أي طرف لم يعرض علينا حتى الساعة ما يقنعنا بالحاجة إلى العودة للحكومة لصرف الرواتب"، مضيفا: "خلال حكومة الرئيس فؤاد السنيورة كانت الرواتب تُصرف من دون قرار من مجلس الوزراء، وكذلك الأمر استمر دفع الرواتب على مدى أكثر من 11 شهراً إبان حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي من دون الحاجة إلى مثل هذا القرار".تحركاتفي غضون ذلك، نفذ ناشطون من حملة "بدنا نحاسب" اعتصاماً أمام مبنى الـ"TVA" في العدلية للاعتراض على الضرائب على اللبنانيين، وبشكل خاص الضريبة على القيمة المضافة، مطالبين بالتحويل الفوري لأموال البلديات ضمن خطة سريعة لمعالجة النفايات.ودعت مجموعات من الحراك المدني الى المشاركة في مسيرة بعنوان "ضد المرض" اليوم الاحد، الساعة الثالثة تنطلق من سد البوشرية عند مفرق شركة الكهرباء. وفي مؤتمر صحافي اعتبرت المجموعات ان "السلطة اللبنانية لم تتورع عن تهديد الناس لتمرير لعبة ابتزاز فيما بينهم"، مضيفة ان "البيئة مدمرة بسبب السياسة الاستثمارية الجشعة، ومجلس النواب مدد لنفسه مرتين من دون وجه حق، القضاء منتهك لتجريد المواطن من الحماية، والان يتم فرز النفايات طائفيا".
دوليات
لبنان: «غموض إيجابي» بشأن حل أزمة «النفايات»
01-11-2015