لماذا يفضح الفنانون أنفسهم في البرامج؟
• خيانة وطلاق ونفاق
ازدادت في الفترة الأخيرة حدة التصريحات المثيرة للفنانين في بعض البرامج الحوارية ذات الإنتاج الضخم، والتي يحصل فيها الفنان على مبلغ كبير لقاء جلوسه أمام المذيع. ثمة من يرى أن المبالغ الضخمة هي السبب في بوح الفنانين بأسرارهم وفضح أنفسهم أمام الجمهور الذي قد يصدم، بسبب هذه التصريحات الجارحة.
مايا دياب، أكثر فنانة أدلت بتصريحات مثيرة في البرامج، إذ أكدت خلال لقائها في برنامج «100 سؤال» (على فضائية «الحياة» من تقديم الإعلامية راغدة شلهوب) أنها مصممة على رأيها بضرورة «المساكنة» قبل الزواج والمعايشة الكاملة مع زوج المستقبل، كي يفهم كل طرف طبيعة الآخر، وأنها فعلت ذلك قبل الزواج، وطالبت في الحلقة بضرورة وضع مناهج جنسية في التعليم في الوطن العربي، للحد من مشاكل التحرش.فاروق الفيشاوي أحد الفنانين المثيرين للجدل أيضاً، لا سيما عندما طالب بـ «تقنين» شرب الحشيش داخل مصر خلال مشاركته في برنامج «100 سؤال»، وبرر ذلك بالنتائج الإيجابية المترتبة على سماح دول العالم، على غرار هولندا، بذلك، مثل إنعاش الاقتصاد والسياحة. كذلك اعترف الفيشاوي بأن «عينه زايغة»، ولديه علاقات نسائية.أما المغني الشعبي سعد الصغير فقال خلال برنامج «مصارحة حرة» مع الإعلامية منى عبدالوهاب: «كنت منافقاً، وضحكت على ربنا، وقلت وأنا مريض إني مش هرجع للفن تاني، ورجعت»، أضاف: «مستني ربنا يناديني، والفن عامل زي حقن الماكس».المغنية الشعبية بوسي شرحت لأمير كرارة، مقدم برنامج {الحريم أسرار}، كيف خانها طليقها مرتين، واعترفت أنها راقبته من خلال استئجار سائق تاكسي. أما غادة عبد الرازق فاكدت عبر برنامج {أنا والعسل} أن زوجها محمد فودة خانها مع امرأة أخرى، فيما كانت مشغولة عنه بتصوير مسلسل {مع سبق الإصرار}، وقد أثار هذا التصريح جدلاً لأنه اعتراف مباشر من الفنانة بخيانة زوجها لها.أجواء مختلفةالإعلامية هبة الأباصيري التي قدمت برنامج {السم في العسل} ووجّهت فيه أسئلة محرجة لضيوفها توضح: {قدمت أكثر من برنامج ضمن هذه النوعية التي تنجح غالباً بسبب غرابة فكرتها}، ضاربة المثل ببرنامجها {مذيعة من جهة أمنية}، الذي لم تتقيد فيه بثوب المذيعة التقليدي، بل أدت دورها كشخصية من جهة أمنية تحقق مع الضيف الذي يجلس أمامها كأنه متهم. تضيف: {أجواء هذه البرامج مختلفة، وتساعد الضيف على إخراج ما في صدره}، مشيرة إلى أنها تعدّ حلقاتها بشكل جيد، وأن بعض البرامج يفشل فوراً لاعتماده الإثارة فحسب، ولا يمكن إنقاذه بأي شكل، مشيرة إلى أن الجمهور يفضل مشاهدة هذه البرامج نظراً إلى جرأة فكرتها.الفنان أمير كرارة الذي قدم برنامج {الخزنة} و{الحريم أسرار} يؤكد أنه يحاول سحب اعترافات من ضيوفه تكون جديدة على مسامع الجمهور، ولا يجبرهم على أمر، أو البوح بأسرار لا يريدون التطرق إليها، لافتاً إلى أن ثمة فنانين رفضوا الرد على بعض الأسئلة وهذا حقهم، وآخرين ظهروا في برنامجه بسبب علاقته الشخصية بهم.ترفض ليلى علوي البرامج التي تحاول فضح أسرار النجوم والمشاهير، وتقول: {هذه الأسرار ملك لأصحابها ولا يمكن الاطلاع عليها أو فضحها أمام الجمهور}، مطالبة بأن تقتصر حوارات الفنانين في البرامج على أعمالهم الفنية بعيداً عن حياتهم الشخصية.جذب المعلنينيرى الدكتور صفوت العالم أن هذه النوعية من البرامج تحاول جذب المشاهدين وجلب أكبر كم من المعلنين، مشيراً إلى أن ثمة جمهوراً يتابع هذه النوعية ويفضلها، وأن تدنياً أخلاقياً انتشر في الفترة الأخيرة في بعض البرامج الحوارية.يضيف أن بعض مالكي الفضائيات الخاصة يراهنون على حضور قنواتهم على الساحة الإعلامية بأي طريقة، من دون النظر إلى مضمون ما تقدمه للجمهور والفائدة مما يتم عرضه، مشدداً على أن كثراً من مقدمي البرامج يفتقدون إلى موهبة وخبرة ومقومات هذه المهنة، ولم يحصلوا على تدريب كاف لمواجهة الجمهور ومحاورة الضيوف.بدوره يعتبر وائل أنور، منتج فني لأحد البرامج ذات الإنتاج الضخم، أن ثمة نجوماً يأتون عندما يعلمون أن موازنات ضخمة تدفع لهم، مشيراً إلى أن البعض لا يمانع في التصريح ببعض الأسرار في مقابل مبالغ يحصل عليها وتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 150 ألف جنيه في الحلقة.يضيف: «يسعى بعض النجوم إلى الظهور في هذه البرامج لما لها من نسب مشاهدة عالية، وتجلب إعلانات ضخمة للقناة، وتغطي كلفتها وتدرّ أرباحاً أيضاً»، مشيراً إلى أن ثمة نجوماً يريدون الحديث عن حياتهم الخاصة من دون خجل وآخرين يتحدثون عن أمور لم يتوقعها أحد.