بعد طول أخذ وردّ، توصل المسؤولون اللبنانيون إلى صيغة لدفع رواتب العسكريين المتأخرة. وعلم أن الصيغة التي جرى تداولها بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير المال علي حسن خليل، أسفرت عن مخرج يسمح لخليل بإمراره على شكل يشبه صدور مرسوم، بعد تلقيه رسالة من سلام في هذا الخصوص يطلب فيها تسهيل إيصال الرواتب إلى العسكريين والموظفين في القطاع العام.

Ad

وكان سلام قد التقى قبل ظهر أمس في السراي الكبير، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الذي قال: "بحثت مع دولة الرئيس في مشكلة رواتب العسكريين، كما تطرقنا لجميع المواضيع".

وأضاف: "لم أسمع عن أي بلد في العالم تداول فيه السياسيون والإعلام في مثل هذه القضية الوطنية العليا، ومن غير المقبول أن يجري التداول بها بهذه الطريقة. اليوم تنتهي العملية وتدفع رواتب العسكريين، والفضل الأكبر يعود لرئيس الحكومة الذي تصرف بصبر طويل، ودرس القضية بموضوعية كي نصل إلى نتيجة إيجابية، كذلك يجب أن نشكر وزير المالية على تعاونه والعمل الذي قام به مع الرئيس سلام لإنهاء هذه القضية".

وتابع مقبل: "الجيش هو الضامن لاستقرار هذا البلد وأمنه، وهو خشبة الخلاص ليس فقط من خلال تقديم الشهداء، واليوم أيضا قدم شهيدين كانا يعملان على ضمان الأمن والاستقرار. أتمنى عدم تدخل السياسيين والإعلام في قضية الجيش، وليتركوه في حاله وهو يقوم بمهام. أعود وأؤكد أن الجيش سيقبض رواتبه اليوم، وبذلك تنتهي القضية".

وردا على سؤال عن الصيغة التي اتبعت لإيجاد الحل قال مقبل: "المهم أن الحل وجد ودرس وتم تأمينه، وإن شاء الله قبل نهاية هذا اليوم (أمس الاثنين) تكون الرواتب قد دفعت للجيش".

في السياق، وزعت قيادة الجيش أمس نشرة توجيهية لقائد الجيش العماد جان قهوجي تحت عنوان" تأخر دفع رواتب العسكريين لشهر نوفمبر". وجاء فيها: "نتيجة تأخر دفع رواتب العسكريين لشهر تشرين الثاني عن موعده المعتاد، قامت قيادة الجيش بإجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية في الدولة، وقد أثمرت هذه الاتصالات عن إيجاد حل فوري لهذه المسألة".

وأضافت أن "ما حصل وعلى أهميته، لا يمكن أن يؤثر في معنويات العسكريين، أو يزعزع ثقتهم بالدولة أو يضعف من عزيمتهم على مواصلة مهماتهم وواجباتهم، خصوصا وأن اللبنانيين جميعا يضعون كل ثقتهم بالجيش، ويراهنون على دوره الإنقاذي في حماية الوطن من الأخطار والتحديات الجسام، التي يتعرض لها في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه".

وتابعت: "إن قيادة الجيش، وإدراكا منها لحجم التضحيات التي يبذلها العسكريون والمصاعب الحياتية التي يواجهونها، تؤكد تمسكها بكرامتهم وحقوقهم المادية، سواء من خلال دفع الرواتب والمساعدات الاجتماعية وغيرها في الأوقات المحددة، أو من خلال حفظ هذه الحقوق في مشروع سلسلة الرتب والرواتب المقترحة، فمعنويات العسكريين ولقمة عيش أفراد عائلاتهم، هي من أولويات القيادة، ولن تسمح بالتفريط بها تحت أي ظرف من الظروف".

وختمت: "وإذ تقدر قيادة الجيش عاليا، التزام العسكريين المثابرة على أداء المهمات الموكلة إليهم، بكل مسؤولية واندفاع، على الرغم من الظروف المادية القاسية، التي عاناها أفراد عائلاتهم، تأمل ألا تتكرر هذه السابقة، من خلال قيام المعنيين باستدراكها قبل حصولها، وهي على ثقة بأن أبناء المؤسسة العسكرية لن يقفوا عند مشكلة طارئة من هنا أو هناك، وسيتجاوزوا ما حصل بروح المناقبية والالتزام".

مقتل 8 بينهم جنديان في مداهمة بـ «المعاملتين»

في حادث أمني جديد على صلة بجرائم المخدرات، نفذ الجيش مداهمة فجر أمس، داخل ملهى ليلي في منطقة المعاملتين، للقبض على مطلوبين بجرم مخدرات وتسهيل دعارة، ما أدى إلى سقوط 8 قتلى بينهم جنديان.

ونتيجة العملية، استشهد عسكريان للجيش، الأول يدعى مارون الخوري (30 عاما) من بلدة بقرزلا في عكار، وهو يخدم في فرع مخابرات جونية، والثاني الرقيب الأول ميشال زكي الرحباوي من بلدة الشيخ محمد في عكار.

وفي التفاصيل أن دورية من الجيش داهمت ملهى في منطقة المعاملتين، لتوقيف عدد من الأشخاص المطلوبين الذين كانوا مسلحين وبادروا إلى إطلاق النار باتجاه الدورية التي ردت عليهم، ما أدى إلى استشهاد العسكريين، وسقوط 6 قتلى هم: م. ح. زعيتر، م زعيتر، ع. ا. أيوب، ح. ب. عزير، وفتاتين، الأولى تدعى ميرنا حسن أبوزيد، والثانية تدعى فانيسا أبورجيلي.

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورة أرشيفية للقتيلين المطلوبين وهما بلباس حزب الله

وقالت قيادة الجيش -مديرية التوجيه، في بيان أمس، إنه "فجر الاثنين، وأثناء قيام دورية تابعة لمديرية المخابرات، بالتقصي عن بعض المخلين بالأمن في أحد الملاهي الليلية في محلة المعاملتين – جونية، بادر المطلوب مهدي حسين زعيتر ومرافقوه إلى إطلاق النار باتجاه الدورية، ما أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين. وقد ردت عناصر الدورية على النار بالمثل، فنتج عن الاشتباك مقتل المدعو زعيتر والمطلوب أحمد علي عمار، و4 مواطنين كانوا برفقتهما. والمطلوبان المذكوران بحقهما 11 بلاغ بحث وتحر و6 مذكرات توقيف، لارتكابهما جرائم منظمة مختلفة في أوقات سابقة". ومن المعلوم أن ميشال الرحباوي هو نجل الرقيب زكي الرحباوي الذي استشهد في معارك نهر البارد عام 2007.