وتتواصل إنجازات وزارة الداخلية ورجالها البواسل حماة أمن الوطن من كيد كل مَن في نفسه شر تجاه الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها، حيث تمكنت «الداخلية» أمس من كشف خلية إرهابية وترسانة ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، وهو ما يعد ثاني إنجاز كبير يحسب لرجال الداخلية ووزيرهم المثابر خلال فترة قصيرة، بعد الإنجار الكبير بالقبض على خلية «داعش» الإرهابية التي نفذت التفجير الآثم في مسجد «الصادق».

Ad

 وقد أثبت رجال الداخلية بالفعل أنهم على قدر المسؤولية وتحملها، وقدرتهم على تنفيذ كل المهمات الصعبة، محققين عدة نتائج مهمة، أبرزها اطمئنان كل من المواطن والمقيم على نفسه وعرضه وماله، وهي إنجازات لم تكن لتحدث من فراغ، بل جاءت نتيجة تعب وجهد مضنٍ ومثابرة في تتبُّع مثل هذه الخلايا الإرهابية الخطيرة.

 وعلينا أن نعلم أن تتبع إرهابيين لديهم من الأسلحة والمتفجرات ما لديهم، أمر ليس بتلك السهولة التي يتصورها أي شخص، ففيه من الخطورة ما فيه، لكن رجال الداخلية أثبتوا أنهم لتلك المهمة، إذ تصدوا بكفاءة وشجاعة لكل هذه المخططات الخطيرة على أمن البلاد.

أتذكر، قبل شهر تقريباً، أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، قام بتكريم وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد (بمنحه وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى)، كما تم تكريم وكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد، والوكيل المساعد لشؤون أمن الدولة اللواء عصام النهام.

ومازلت أتذكر عندما قال الشيخ محمد الخالد لسمو الأمير، وقت التكريم: «سيدي حضرة صاحب السمو، هذا الوسام ليس على صدر محمد الخالد فقط، بل على صدر كل منتسبي وزارة الداخلية»، وبالفعل كلام الوزير الخالد صحيح، فالوسام هو على صدر كل منتسبي الداخلية، إحدى أنجح الوزارات في الكويت.

ونحن، المواطنين، نلمس دائماً جهود هذه الوزارة المتميزة، وبلا شك توجد أخطاء، كعادة أي عمل بشري، لكن الإيجابيات أكثر من السلبيات بكثير، وعندما تتعامل مع هذه الوزارة تشعر فعلاً بهيبة القانون، والتعامل المرن مع المواطن، وكما قال المثل: «لين بلا ضعف، وقوة بلا عنف»، وهذا ما عهدنا بهؤلاء الرجال الأوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وهنا أذكِّر القارئ بأن أحد الأسباب القوية لنجاح الوزير الخالد، هو اعتماده مبدأ النزول إلى الشارع والعمل الميداني المباشر، وهو بالضبط ما يحتاجه عمل أي وزير للداخلية، وهو ما ساعده بعد توفيق الله، لقيادة الوزارة بسهولة ويسر.

والآن، وقبل أن أنهي هذا المقال، أتمنى من الوزير المثابر أن يأخذ بعين الاعتبار، ملاحظة مهمة، وهي مكافأة هؤلاء الأفراد على الجهود الكبيرة التي قاموا بها، وهي إعطاء الشرطة الأفراد عند التقاعد آخر مربوط للراتب الأساسي، أسوة بزملائهم في أحد القطاعات العسكرية الزميلة، لأنه عندما يتقاعد أحد الأفراد لديهم ويكون قد حصل على رتبة وكيل أو لو مضى على ترقيته أربع سنوات، فإنه يحصل عندما يتقاعد على ميزة آخر مربوط بالراتب الأساسي، ولا أظن ذلك كثيراً على البواسل من رجال الداخلية، ولن أزايد على الوزير المتميز، في دأبه الدائم وسعيه إلى تشجيع الأفراد في هذه الوزارة.

وجدير بالذكر أن الضباط والقياديين في وزارة الداخلية قد حصلوا على مزايا تقاعدية، وهم يستحقونها بلا شك، وكان قرار تكريمهم بمزايا التقاعد حكيماً وصائباً، ولا أعتقد أن الوزير، وهو الذي يعتبر قائد الداخلية، سينسى أبناءه الأفراد.

لم أكتب هذا المقال للمدح أو الإشادة، بل لإنصاف الداخلية ووزيرها المجتهد، بما يستحقان من كلمات طيبة هما أهل لها.

قال تعالى «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» (التوبة - الآية 105).

حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه وسوء.