حلف الاطلسي يؤكد ان انتهاك روسيا لاجواء تركيا لم يكن عرضيا

نشر في 06-10-2015 | 17:31
آخر تحديث 06-10-2015 | 17:31
No Image Caption
اتهم حلف شمال الاطلسي الثلاثاء روسيا بتعمد انتهاك المجال الجوي التركي خلال شنها ضربات في سوريا، في حين حذر الرئيس رجب طيب اردوغان موسكو من خسارة صداقة بلاده بعد كشف انقرة عن تعرض مقاتلاتها لمضايقة جديدة.

وتزامن هذا التوتر مع شن روسيا للمرة الاولى منذ بدء عملياتها الجوية في سوريا ضربات استهدفت مدينة تدمر الاثرية ومحيطها في وسط سوريا، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب الاعلام السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بروكسل ان تكرار روسيا خرق الاجواء التركية "ليس عرضيا. انه انتهاك خطير" داعيا الى "عدم تكرار الامر".

واعلن الجيش التركي الثلاثاء عن تعرض مقاتلات تركية من طراز اف16 امس لـ "مضايقات" جديدة من طائرة ميغ29 مجهولة الهوية اقدمت على تشغيل رادارها لتحديد هدفها استعدادا لاطلاق صاروخ لمدة "استمرت اربع دقائق وثلاثين ثانية".

واضاف ان "مضايقة" اخرى طالت طائراته هذه المرة بصواريخ ارض-جو نشرت على الاراضي السورية استمرت اربع دقائق و15 ثانية.

وشدد الرئيس التركي في تصريح من بلجيكا على انه "لا يمكننا البقاء مكتوفي الايدي والتغاضي عن ذلك"، محذرا انه "اذا خسرت روسيا صديقا مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فانها ستخسر الكثير. يجب ان تعلم روسيا ذلك".

ويعد اعلان الجيش التركي اليوم الثالث من نوعه في غضون يومين، اذ اعلنت انقرة الاثنين عن اعتراض مقاتلات اف 16 تركية لطائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي يوم السبت عند الحدود السورية وارغمتها على العودة. وافادت عن تعرض مطاردتين تركيتين الاحد "لمضايقة" من طائرات ميغ-29 مجهولة على الحدود السورية ايضاً.

وبحسب ستولتنبرغ، استمر هذان الحادثان "لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق اخرى في اوروبا" موضحا "لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير".

وحاولت روسيا احتواء التوتر مع انقرة وحلف شمال الاطلسي، واقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف مساء الاثنين بدخول "طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 لبضع ثوان الى المجال الجوي التركي اثناء مناورة فيما كانت عائدة الى مطارها"، لكنه برر الحادث بانه "نتيجة احوال جوية سيئة في هذه المنطقة ولا يتوجب النظر اليها بوصفها مؤامرة".

وتؤكد موسكو ان ضرباتها الجوية تستهدف منذ الاربعاء المجموعات "الارهابية" في سوريا. ولكن على غرار النظام السوري، يصنف الكرملين كل فصيل يقاتل نظام الاسد بـ"الارهابي" بخلاف دول الغرب التي تواصل انتقاد روسيا لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة تصنفها بالـ"معتدلة".

واعلنت وزارة الدفاع الروسية انها قصفت امس عشرة اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في محافظات دمشق وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب).

ونقل التلفزيون السوري الرسمي الثلاثاء عن مصدر عسكري ان "القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت اوكار تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها، ما ادى الى تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الطائرات الحربية الروسية شنت ثلاثين غارة على الاقل على مدينة تدمر امس وبعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، ما ادى الى مقتل 15 عنصرا من التنظيم واصابة العشرات بجروح".

وافاد المرصد كذلك عن شن الطائرات الروسية ضربات جديدة الثلاثاء استهدفت مواقع تنظيم داعش في تدمر وفي مدينة القريتين المجاورة، ذات الغالبية المسيحية.

وشنت الطائرات الروسية ليلا وفق المرصد، اربع غارات استهدفت محافظة الرقة، معقل التنظيم الجهادي في شمال سوريا، ادت الى مقتل اربعة من عناصر التنظيم.

وفي محافظة حلب (شمال)، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري ان الطائرات الروسية نفذت "سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة على مجموعة أهداف لتنظيم داعش الارهابي في منطقة دير حافر والباب"، ادت الى تدمير مقر قيادي للتنظيم.

في موازاة ذلك، نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية القريبة من دمشق عن "ضابط سوري رفيع" ان الضربات الحالية للطائرات الروسية "تستهدف نقاط ارتكاز المجموعات المسلحة التي تربط المحافظات، كتلبيسة والرستن التي تربط حمص بحماه (وسط)، واللطامنة وكفرزيتا وخان شيخون التي تربط حماه بإدلب (شمال غرب)، وجسر الشغور التي تربط اللاذقية (غرب) بإدلب".

واوضح مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس ان "العمليات الروسية لا تزال في مرحلتها الاولى ولن تقتصر على هذه المناطق" مضيفا انها "ستتوسع لتشمل مناطق اخرى في الاشهر المقبلة".

واعتبر انه من المبكر الحديث عن عملية عسكرية برية انطلاقا من ان "المجال مفتوح اليوم امام الضربات الجوية التي يشنها الطيران الروسي".

وتاتي الضربات الروسية في وقت يشن فيه الائتلاف الدولي بقيادة اميركية غارات جوية تستهدف منذ ايلول/سبتمبر 2014 مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وحذرت الامم المتحدة الاثنين من ان ما تشهده الاجواء السورية من وجود لمقاتلات تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واخرى تابعة لروسيا "يؤدي الى وضع مليء بالمخاطر".

وفي مؤشر على تعقيد الوضع الراهن، اكد الجيش الاسرائيلي الثلاثاء انعقاد مباحثات بين مسؤولين روس واسرائيليين في تل ابيب على مدى يومين بعد اتفاق الطرفين على آلية لتنسيق الاعمال العسكرية الثنائية بهدف تجنب اي احتكاك في سوريا.

ودخل النزاع المتشعب الاطراف في سوريا منعطفا جديدا مع شن روسيا ضربات جوية، وبلغت حصيلة الحرب المستمرة منذ 2011 اكثر من 240 الف قتيل.

back to top