«الحمار» صرخة تشكيلية في القاهرة ومعارض تحتفي بجماليات الخزف والنحت والغرافيك

نشر في 20-12-2015
آخر تحديث 20-12-2015 | 00:01
شهدت القاهرة فعاليات تشكيلية عدة تنوعت بين الرسم والنحت والخزف والغرافيك، أبرزها معرض بعنوان «الحمار» للفنان د. رضا عبد الرحمن، أقيم في غاليري مصر وتناول من خلاله منظوراً فلسفياً، العلاقة الشائكة بين الإنسان وغيره من كائنات، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة.
ضم معرض «الحمار» خمسين لوحة تصويرية، تميزت بطبقات متعددة، وبثراء الرموز والنقوش، بالإضافة إلى استلهام خصائص البيئة المصرية، والحضارة الفرعونية، والتناغم بين البعد الإنساني للفكرة، وجماليات السرد التشكيلي. لفت الفنان د. رضا عبدالرحمن إلى أن معرضه، يتضمن رسائل إلى المجتمع، ويشكل نوعاً من الصرخات أو الصدمات المطلوبة أحياناً، للفت الانتباه تجاه قضية مجتمعية غاية في الأهمية، ومن وجهة نظر إنسانية خالصة، ودعوة إلى معاملة أكثر رقياً للحيوان مهما كان نوعه.   أوضح عبد الرحمن أن تجربته مع {الحمار} بدأت منذ عام 2013، واستخدمه كفكرة لمهرجان {كارفان}، وبعدها رسم هذه المجموعة من اللوحات، ومن خلال معالجات مختلفة لهذا الكائن، الذي يجمع بين الذكاء والغباء والرحمة والطيبة وأحياناً القسوة، والكثير من الشقاء والانصياع للآخر.

ارتكزت اللوحات على رفض تلك النظرة الانتقائية بين الحيوانات، ومنها المُدلل كالقطط والكلاب والخيول، والشقي البائس المظلوم كالحمار، واعتبار الأخير حالة ثابتة منذ عصر الفراعنة وحتى الآن، ويتعرض لذات الشقاء والقسوة من البشر.

من جهته، قال الناقد محمد كمال، إن لوحات {الحمار} لحن بصري تراثي، وزاخر بالرموز والزخارف المحملة بعمق التاريخ، وارتحال من الماضي إلى الحاضر، وتوثيق لسيرة كائن {سيزيفي} يحمل شقاءه على كاهله، ويذكر الرائي بحكاية الفلاح المصري الفصيح، وهرولته بحماره ليقدم مظلمته للحاكم.

قال الفنان محمد طلعت مدير غاليري مصر، إن المعرض يمثل قيمة راقية على المستوى الإنساني والإبداعي، ويطرح فكرة غير تقليدية، ويحمل الكثير من الرسائل، ومخاطبة الوجدان وفطرة المتلقي، ويشي بمخزون بصري ثقافي، وخبرات جمالية ترتكز على خصائص بيئية وحضارية.

شهد المعرض حضور نخبة من النقاد والفنانين، منهم الفنان د. أحمد نوار، والفنان د. أشرف رضا، ووزيرا الثقافة السابقان د. عماد أبو غازي ود. شاكر عبدالحميد، والفنان فرغلي عبدالحفيظ، ود. محمد أسحق عميد كلية التربية الفنية، والفنان د. صلاح المليجي، والشاعر أحمد الشهاوي.

سحر الفراغ

من جهة أخرى، افتتح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرض «سحر الفراغ» للفنان هاني عبد البديع، بقاعة نهضة مصر بمتحف محمود مختار في القاهرة، وضم مجموعة من الأعمال النحتية، تناغمت بين الرمزية والتجريد، واستعادة الحضور للجماد برؤية جمالية متفردة.

قال د. خالد سرور إن «سحر الفراغ» يجسد ملامح تجربة الفنان هاني عبدالبديع، أحد الفنانين الذين يمكن أن نطلق عليهم أصحاب بصمة فنية خاصة، وتتضح من خلال أسلوبه ولغته التشكيلية المرهفة رغم قساوة الخامة، وتطويعها بإتقان، لتصبح منحوتة فنية زاخرة بكثير من الدلالات والمعاني والقيم، وثراء وجهها الجمالي والأكاديمي.

ضم {سحر الفراغ} مجموعة متميزة من المنحوتات بخامات مختلفة، لا سيما الخشب، وانطلقت في قوالب تجريدية تعتمد على مخاطبة الوجدان، والارتكاز على حوار الكتلة والفراغ، وتوظيفهما بدقة متناهية، والتشكيل الموحي بعصرية التكوين، ومنح المتلقي متعة بصرية، وقيماً جمالية متفردة.

في سياق متصل، افتتح د. خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أربعة معارض تشكيلية، بمركز سعد زغلول الثقافي في القاهرة، وهي {تصوير ورسم} معرض استيعادي للفنان للراحل أحمد كمال، و}مزججات خزفية} للفنانة مؤمنة كامل، و}غرافيك} للفنانة منى مدحت، و}نحت} للفنان أيمن فرغلي من ذوي الاحتياجات الخاصة، تكريماً له على مشاركته المتميزة بالدورة الخامسة لصالون الفن الخاص.

كذلك جال د. خالد سرور في متحف بيت الأمة بمركز سعد زغلول، ورافقه خلالها عدد من مسؤولي القطاع، منهم رئيسة الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض سلوى حمدي، ومدير المركز الفنان طارق مأمون، واستمع إلى شرحٍ وافٍ عن مقتنيات المتحف وحالته الحالية، ووجه بضرورة الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة قبل الاحتفاء بمئوية ثورة 1919 المصرية.

«خارج الإطار»

من جهة أخرى، استضافت جمعية محبي الفنون الجميلة، معرض {خارج الإطار} للفنانة نهى سلطان وافتتحه د. أحمد نوار رئيس الجمعية. ضم المعرض نحو 40 عملاً فنياً تتنوع بين الغرافيك والتصوير باستخدام الألوان المائية، وحضره لفيف من النقاد والفنانين. تضمن {خارج الإطار} مجموعة من الأعمال الغرافيكية، جسدت حالات شعورية ورؤى للفنانة تجاه قضايا متنوعة للمرأة، وتناولت كيفية التعايش خارج إطار الجنس أو الوظيفة أو الطبقة الاجتماعية، والاعتداد بالذات، كمحور أساسي للشخصية الإنسانية عموماً.

كذلك ضمّ {خارج الإطار} مجموعة من اللوحات التصويرية، جسدت إحساس الفنانة بجماليات الطبقات اللونية المائية وتعبيراتها، وشغفها بالملامح التجريدية للوجوه، وبعناصر موحية بمرجعية ريفية، مستحضرةً جماليات الأواني الفخارية في فضاء يتراوح بين الأزرق الخفيف والبياض الشاهق.

back to top