بدأت أمس، معالم معركة قوية حول اقتناص الأغلبية داخل البرلمان المصري، قبل المحطة الأخيرة من السباق الانتخابي، مع إعلان اللجنة العليا للانتخابات في مصر نتائج جولة الأولى من المرحلة الثانية في الانتخابات البرلمانية، أمس الأول.

Ad

فقد كشفت النتائج تحقيق قائمة ائتلاف "في حب مصر" العلامة الكاملة باقتناص جميع مقاعد القوائم في المرحلتين الأولى والثانية، من دون الحاجة للدخول في جولة الإعادة، في حين لم ينجح إلا 9 مرشحين في حجز مقاعدهم في الجولة الأولى من المرحلة الثانية، في حين تجرى جولة الإعادة مطلع الشهر المقبل، على 213 مقعداً فردياً.

ورغم بدء التحالفات الانتخابية بحثاً عن أغلبية تحت قبة البرلمان، لكن جولة الإعادة التي تجرى خارج مصر يومي 30 نوفمبر والأول من ديسمبر، وفي الداخل في يومي الأول والثاني من الشهر المقبل، تشهد تعزيز مواقف بعض الأحزاب الراغبة في المشاركة بقوة في لعبة التحالفات، إذ أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار أيمن عباس، نتائج الجولة الأولى من المرحلة الثانية أمس الأول، مؤكداً أن 213 مقعداً في 9 دائرة انتخابية ستدخل جولة الإعادة، من أصل 222 مقعداً فردياً.

وأشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات – خلال المؤتمر الصحافي لإعلان نتائج المرحلة الثانية - إلى أن عدد من شارك وأدلى بصوته بلغ 8.4 ملايين ناخب، بنسبة 29.83 في المئة، ولفت إلى أن أعلى المحافظات تصويتاً محافظة جنوب سيناء بنسبة 41 في المئة، في حين كانت محافظة السويس الأقل مشاركة بنسبة 18 في المئة، وأشار إلى أن عدد من صوت من مصريي الخارج، كان 37 ألفاً و141 ناخباً، وأن السعودية جاءت أولاً ثم الكويت، في تصويت المغتربين.

مساعي الأغلبية    

الاستعداد لجولة الإعادة، لم يشغل قيادات قائمة ائتلاف "في حب مصر"، التي سحقت جميع منافسيها، وحصدت كل مقاعد القوائم، في البرلمان المصري المقبل، والمقدرة بـ120 مقعداً، وبالتالي لن تدخل جولة الإعادة، إذ بدأت قيادات القائمة -المتهمة بتلقي دعم من الدولة والمعروفة بولائها للرئيس عبدالفتاح السيسي- مساعيها لتشكيل ائتلاف مع الأحزاب الرئيسية في البرلمان، لتكريس هيمنة "في حب مصر" على الأغلبية البرلمانية، التي تسمح بحسب الدستور القائم بتشكيل الحكومة وإصدار القوانين وتعديل الدستور.

وقال النائب عن قائمة "في حب مصر" مجدي مرشد، إن الاتصالات بالأعضاء الفائزين من المستقلين والأحزاب الأخرى، لا تزال مستمرة لتشكيل جبهة أو تحالف قوي تحت قبة البرلمان، مشيراً إلى أن ما يزيد على 300 عضو أعلنوا موافقتهم على الانضمام لهذا التحالف، وأشار إلى أن بعض الأحزاب وعلى رأسها حزب "المصريين الأحرار"، تسعى هي الأخرى إلى تشكيل كتلة لها تأثير تحت القبة.

في المقابل، تنشغل الأحزاب السياسية بمعركة جولة الإعادة، خصوصاً أحزاب "المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن" و"الوفد"، والتي لها 53 و50 و43 مرشحاً على التوالي في جولة الإعادة، إذ قال المتحدث الرسمي لحزب "المصريين الأحرار"، شهاب وجيه، إن "من المبكر الحديث عن ائتلافات أو أغلبية تحت قبة البرلمان"، وأشار إلى أن الحزب سيبدأ التفكير في الأمر عقب انتهاء العملية الانتخابية، خصوصاً إذا ما حافظ على تفوقه على بقية الأحزاب بعد انتهاء جولة الإعادة.

وذهب المتحدث الرسمي باسم "مستقبل وطن"، أحمد حسن، إلى أن حزبه يركز حالياً على جولة الإعادة، حيث نستهدف الوصول إلى نسبة 15 في المئة من إجمالي عدد أعضاء مجلس النواب، موضحاً أن حزبه لا يسعى لأي تحالفات في المرحلة الحالية، وأضاف :"نركز أكثر على المنافسة على رئاسة اللجان الفرعية في البرلمان".

السيسي يدشن

وفي مساع لدفع عجلة الاقتصاد المصري، دشن الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشروع تنمية شرق بورسعيد أمس، والذي يتضمن عدداً من المشروعات، أهمها مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد، الذي يعد جزءاً من تطوير منطقة قنال السويس، وتهدف المشروعات إلى جذب أكبر عدد من السفن للدخول في ميناء شرق بورسعيد، لزيادة حركة دخول وخروج السفن وحركة التجارة العالمية داخل الميناء المحوري.

وقال رئيس أركان الهيئة الهندسية والمشرف على المشروع، اللواء كامل الوزير، إن مشروع تطوير الميناء يتضمن تنفيذ ميناء بحري كبير، إلى جانب إقامة منطقة صناعية ولوجستية وسكنية ومزارع سمكية، بالإضافة إلى 4 أنفاق جنوب بورسعيد، فضلاً عن إنشاء قنال جانبية بمدخل قنال السويس الشمالي بطول 9 كيلومترات، بهدف تيسير دخول السفن العملاقة إلى ميناء شرق بورسعيد.

عودة السياح

وبينما تراجعت نسبة الاشغالات في منتجع شرم الشيخ السياحي إلى 10 في المئة، متأثرة بواقعة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ومقتل جميع ركابها الـ224، نهاية الشهر الماضي، كشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن وفداً مصرياً يطير إلى موسكو خلال الأيام القليلة المقبلة، للاتفاق على عودة الرحلات الروسية إلى المطارات المصرية، ورفع قرار الرئيس فلاديمير بوتين بحذر تسيير الرحلات الروسية إلى مصر، تمهيداً لعودة السياحة الروسية لمصر مرة أخرى.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن وفداً أمنياً روسياً سيزور مصر مطلع ديسمبر لمراجعة إجراءات تأمين المطارات المصرية، وخطة تأمين الرعايا الروس داخل إجراءات تأمين المطارات المصرية والمنشآت السياحية، تمهيداً لعودة السياح مع أعياد رأس السنة.