اصطدمت المعارضة السورية المسلحة التي حققت سلسلة من الانتصارات الخاطفة على حساب قوات الرئيس بشار الأسد في الآونة الأخيرة بمعركة صعبة لانتزاع مدينتي حلب في الشمال ودرعا في الجنوب.

Ad

ويبدو أن إصرار القوات الحكومية على وقف سلسلة الانتكاسات التي منيت بها فضلا عن وجود أوجه قصور في استراتيجية قوات المعارضة وفي تسليحها هو ما يصعب عليها السيطرة على مدينتين بمثل هذه القيمة الاستراتيجية.

وهذا لا يعني بالضرورة أن الأسد الذي تتركز سطوته في غرب سورية يوشك أن يشن هجمة مرتدة كبرى. فلايزال الجيش والجماعات المتحالفة معه مستنزفة في حرب متعددة الجوانب مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وتنظيم «القاعدة» وفصائل مقاتلة أخرى.

لكن المعارضة المسلحة تقول إن الوضع أصعب من المتوقع في المدن التي تتحصن فيها القوات الحكومية جيدا وتستعين فيها بالقوة الجوية التي يفتقر مقاتلو المعارضة لسبل التصدي لها.

ومنذ أواخر مارس الماضي خسر الأسد كل محافظة إدلب الشمالية الغربية تقريبا أمام تحالف إسلامي يضم جبهة النصرة ذراع تنظيم «القاعدة» كما انتزع مقاتلون أكثر اعتدالا السيطرة على مناطق مهمة في الجنوب منها معبر حدودي وبلدة تضم حامية عسكرية.

كما دخل مقاتلو «داعش» مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وبسطوا هيمنتهم على تدمر بوسط سورية لتكون أول مدينة ينتزعها التنظيم من الأسد.

وسعيا منهم لمواصلة المكاسب شن مقاتلو المعارضة في الجنوب هجوما لإخراج البقية الباقية من قوات الحكومة من درعا في أواخر يونيو الماضي. ومدينة درعا أيضا تخضع في جانب منها لسيطرة المعارضة وتحيط بمشارفها قرى معظمها في أيدي المعارضين.

ودرعا بالنسبة للأسد أهم استراتيجيا من مناطق أخرى فقدها في الآونة الأخيرة. فلو أن فصائل الجبهة الجنوبية المنظمة جيدا سيطرت على المدينة فسيعجل ذلك بتقدمها صوب دمشق الواقعة على بعد 100 كيلومتر فقط شمالا.

إلى ذلك، قال الجيش السوري مساء أمس الأول إنه يضيق الخناق على متشددي «داعش» في مدينة تدمر في هجوم كبير يهدف لاستعادة المدينة الأثرية الرومانية من أيدي المتشددين، فيما أفاد التلفزيون الرسمي بإخماد حريق ضخم شب في مقر الحكومة بمحافظة الحسكة شمال شرق البلاد بعد سقوط قذيفة مورتر أطلقها «داعش» عليه.

(بيروت ــ أ ف ب ـ رويترز)