قوى خارجية ترسم حدود الطاقة الأوروبية

نشر في 10-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 10-11-2015 | 00:01
No Image Caption
الولايات المتحدة تعمل على تعزيز الاتحاد الأوروبي للطاقة بطرق أخرى

يخضع مشروع الطاقة الأوروبي لتوجهات قوى خارجية، كما يتأثر بتطورات في مناطق أخرى من العالم وخاصة أوكرانيا والخطر الذي تمثله بالنسبة إلى إمدادات الغاز الروسي
إلى أوروبا.
تشير توقعات صناعة الطاقة العالمية إلى ضرورة توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل نهاية هذه السنة إلى تفاهم مشترك يفضي إلى خفض مستويات انبعاثات الكربون بشكل يدفع الدول الأخرى إلى اتخاذ خطوة مماثلة لتحسين أحوال المناخ في العالم.

حول هذا الموضوع كتبت صحيفة نيويورك تايمز أخيرا، تقول إن الاتحاد الأوروبي يجهد لإقامة ما يدعوه "اتحاد الطاقة".

ويبرز هذا التوجه تطويرا للسياسات الحالية التي تهدف الى تحسين أمن الطاقة، وتسريع التحول الى اقتصاد متدني الكربون كما يظهر– على الصعيد السياسي– أن في وسع دول الاتحاد الأوروبي الـ28 وضع مشروع متكامل جديد في وقت تنقسم تلك الدول بشدة حول سياسة الهجرة والبرامج النقدية.

الطاقة الأوروبية

وبحسب الصحيفة، فإن مشروع الطاقة الأوروبي يخضع أيضا لتوجهات قوى خارجية كما يتأثر بتطورات في مناطق أخرى من العالم، خاصة أوكرانيا والخطر الذي تمثله بالنسبة إلى امدادات الغاز الروسي الى أوروبا.

وكان هذا الخطر العامل الرئيسي وراء الدعوة التي أطلقها دونالد تاسك في العام الماضي، والذي يشغل الآن منصب رئيس المجلس الأوروبي لتوحيد مواقف دول أوروبا ازاء ابتزاز محتمل من جانب موسكو بشأن امدادات الطاقة.

وإذا اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوجه السيئ في هذه الدراما– تضيف الصحيفة– فإن الرئيس الأميركي باراك اوباما بخطته الجديدة حول الطاقة النظيفة من أجل خفض الانبعاثات الكربونية قد يعتبر العراب المحتمل لاتحاد الطاقة في أوروبا.

وفي سنة 2009 تجاوز أوباما جهود الاتحاد الأوروبي التي هدفت إلى موافقة قمة كوبنهاغن حول المناخ على تحقيق بروتوكول دولي ملزم بخفض الانبعاثات. ومنذ ذلك الوقت تملك الخوف دول أوروبا بسبب ثورة الزيت الصخري الأميركية التي خفضت أسعار الغاز الطبيعي الأميركي الى أقل من مستوى الأسعار الأوروبية.

الطاقة النظيفة

ومضت "نيويورك تايمز" الى القول إن ادارة اوباما تزعم أن خطة الطاقة النظيفة ستخفض في نهاية المطاف تكلفة الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة، ولكن ذلك سيتم من خلال فعالية الطاقة وليس عبر الحدود التي فرضتها وكالة حماية البيئة على انتاج مصانع الطاقة الأميركية.

وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز اتحاد الطاقة الأوروبي بطرق اخرى، وذلك من خلال اسهامها في شحن الغاز الطبيعي المسال الى أوروبا بغية تنويع مصادرها من الغاز بعيداً عن روسيا.

وعمدت دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لها موانئ قادرة على استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة – دول البلطيق وبولندا – الى مطالبة واشنطن بتخفيف قيودها على صادرات الغاز وقوبلت تلك المطالبة بترحيب في الكونغرس.

ومن المحتمل أن يصل بعض الغاز الطبيعي المسال الأميركي الى أوروبا، ولكن الوجهة الأرجح له ستكون آسيا حيث يحصل على أسعار أعلى.

وعلى أية حال، ترددت واشنطن في تضمين مفاوضاتها التجارية مع أوروبا قضية الطاقة، كما ان الاتحاد الأوروبي يخشى مزيدا من الانكشاف أمام البضائع الأميركية المرتبطة بالطاقة، ولكنه يريد تضمين مواد الطاقة الأولية حتى تتمكن أوروبا من الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.

وفي نهاية المطاف قد يكون لدى الولايات المتحدة أشياء اخرى تعرضها على اتحاد الطاقة الأوروبي من خلال المشاركة في تجربة ادارة الكربون المنخفض بحيث لا يقتصر الأمر على المواد الأولية فقط.

ويتمثل التحدي الرئيسي بالنسبة الى أوروبا في اتمام الربط الجغرافي لأسواقها الـ28 عبر بنية تحتية وترتيبات تجارية، كما يتمثل التحدي الأشد حدة في تكامل طاقة الشمس والرياح في سوق الكهرباء، اضافة الى أن سعة قطاع الطاقة المتجددة تنمو بصورة متزايدة سنة بعد اخرى نتيجة المساعدات التي تقدم له ولكن الانتاج يتباين يوميا بسبب أحوال الطقس.

من جهة اخرى، تتشاطر اللجنة الأوروبية وادارة اوباما مشكلة الحوكمة. ومن الوجهة النظرية يتعين أن يكون من الأسهل بالنسبة الى اوباما التصرف والعمل لأنه يحكم دولة واحدة، ولكن الأميركيين يظلون منقسمين بقدر أكبر من الأوروبيين ازاء اجراءات المناخ. وفي أوروبا أيضا يوجد إجماع حول الخطوات المتعلقة بالمناخ ولكن ليس حول وسائل تحقيقها. وعلى سبيل المثال تريد بريطانيا ودول اوروبا الشرقية أن يمثل اتحاد الطاقة لمسة خفيفة، في حين تريد ألمانيا واللجنة الأوروبية فرض عقوبة على الدول التي تحجم عن التقيد ببرامج الطاقة النظيفة.     

back to top