بعدما وقع الاختيار على قسنطينة الجزائرية لتكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2015، وشهدت المدينة، التي تقع في الشرق الجزائري، الكثير من التظاهرات الثقافية، والفعاليات اليومية، يودع أهلها الاحتفالية، ونهاية العام، باستقبال «أيام الفيلم العربي المتوج»، الذي يُنظم خلال الفترة من 18 إلى 23 ديسمبر الجاري، وتُشرف عليه وزارة الثقافة الجزائرية، عبر محافظة المهرجان الثقافي العربي للسينما، التي أشرفت على تنظيم فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي  للفيلم العربي (3 - 12 يونيو 2015)، برئاسة إبراهيم صديقي، وحققت نجاحاً كبيراً.

Ad

«أيام الفيلم العربي المتوج» بمثابة دورة استثنائية من «مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي»، الذي حرص على تسجيل حضوره في تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، التي بدأت باحتفالات شعبية من باب القنطرة بوسط المدينة مروراً بقصر ثقافة الشاعر الجزائري محمد العيد آل خليفة، وصولاً إلى افتتاح الكثير من الفعاليات الفنية، مثل: الطبعة السادسة للمهرجان الدولي الثقافي للإنشاد، في المسرح الجهوي تحت شعار «قسنطينة تنشد للأقصى»، والطبعة الثامنة للمهرجان الوطني للشعر النسائي، التي استضافتها جامعة الأمير عبد القادر تحت شعار «المدينة في الشعر النسائي العربي المعاصر». وها هي تستقبل «أيام الفيلم العربي المتوج»، تحت شعار «التسامح إنتاج مشترك»، حيث الموعد مع الصورة والحوار والإبداع، واللقاء مع نجوم الفن السابع، بالإضافة إلى النقاد والباحثين العرب، ممن ستجمعهم «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية».

اللافت أن «أيام الفيلم العربي المتوج»، بدت حريصة، ومن هنا جاء الاسم، على دعوة الأفلام الروائية الطويلة التي حصدت جوائز مهمة في محافل سينمائية عربية وعالمية في العام 2015، ونجحت فعلاً في دعوة اثني عشر فيلماً، على رأسها فيلم التحريك اللبناني «موج 98»، وانتزع مخرجه إيلي داغر السعفة الذهبية في فئة الأفلام القصيرة بالدورة الثامنة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، الفيلم الموريتاني «تمبكتو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو، وهو الفائز بجائزة «سيزار» الفرنسية، وكان مرشحاً لأوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، والفيلم المغربي «جوق العميين» إخراج محمد مفتكر، الذي حصد أكثر من جائزة رفيعة القيمة، مثل «الوهر الذهبي» في الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، «التانيت الذهبي» في الدورة 26 لأيام قرطاج السينمائية، أفضل فيلم في الدورة 18 لمهرجان خريبكة للفيلم الإفريقي بالمغرب، بالإضافة إلى فوزه بجائزتي أفضل مخرج وأفضل دور في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل. أما الفيلم الأردني «ذيب» إخراج ناجي أبو نوار فهو الذي نجح في انتزاع جائزة أفضل إخراج في تظاهرة «أفاق جديدة» (أوريزونتي) في أول عرض عالمي له بمهرجان فينيسيا، بالإضافة إلى جائزة «فيبريسكي» لأفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم من العالم العربي في مسابقة آفاق جديدة بالدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبي السينمائي، بينما حصد فيلم «بتوقيت القاهرة» إخراج أمير رمسيس جائزتي لجنة التحكيم، وأفضل ممثلة دور ثان (آيتن عامر) في مهرجان خريبكة، وجائزتي أفضل سيناريو (أمير رمسيس)، وأفضل ممثل (نور الشريف) في الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. ثم عاد النجم الكبير ليفوز، بعد رحيله عن دنيانا، بجائزة أفضل ممثل في الدورة الخامسة لمهرجان «مالمو» للفيلم العربي بالسويد، في حين انتزع الفيلم السوري «بانتظار الخريف» إخراج جود سعيد جائزة أفضل فيلم في النسخة الثانية لمسابقة «آفاق عربية»، في إطار الدورة 37 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بينما توج الفيلم التونسي «الزيارة» إخراج صاحب ولد الطابع بالجائزة الكبرى (الجوهرة الزرقاء) في الدورة الأولى لمهرجان السعيدية السينمائي، في المدينة الشاطئية السعيدية، شرق المغرب على الحدود مع الجزائر. ونال الفيلم السوري «المهاجران» إخراج محمد عبد العزيز الجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة 13 لمهرجان الكاميرا العربية، في مدينة روتردام الهولندية. وحصد «الفيل الأزرق» إخراج مروان حامد جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة 33 لمهرجان بروكسل الدولي للسينما الخيالية، وجائزة النيل الكبرى في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، بالإضافة إلى تسع جوائز من مهرجان جمعية الفيلم السنوي الـ 41  للسينما المصرية. أما الفيلم الجزائري «الآن بإمكانهم المجيء» إخراج سالم براهيمي، فاختير للمنافسة الرسمية في الطبعة الـ37 لمهرجان مونبلييه الدولي للسينما المتوسطية.

«قسنطينة»، التي عُرفت بأنها عاصمة الجسور المعلقة، ومدينة العلم والعلماء، لوجود تمثال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس في أشهر ميادينها، اختيرت عاصمة للثقافة العربية في أبريل الماضي، ويستقبل مسرحها الجهوي ندوة بعنوان «التسامح والسينما»، كما تمنح الأفلام المشاركة درع «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية».