«الجريدة» استطلعت آراء صيادي الاتحاد حول أسباب ظاهرة النفوق التي تحدث كل عام تقريبا، فعددوها بين ملوثات وإهمال وعدم التحرك لحل المشكلة. وفي ما يلي التفاصيل:

Ad

بداية، قال رئيس اتحاد الصيادين ظاهر الصويان: يهمنا في الاتحاد بالمقام الأول المحافظة على أرواح مستهلكي الأسماك، فصحة الناس أهم لدينا من المكاسب المادية، وعقب ظهور النفوق تلقيت اتصالا من مدير إدارة الرقابة البحرية بوقف صيد الميد، لاكتشاف منطقة محددة بها نفوق للأسماك، وإبلاغ الصيادين بعدم صيد أسماك الميد وعدم بيعه، وعدم تداوله حفاظا على أرواح الناس، إلى أن تتضح الرؤية بشكل أكبر ونعرف أسباب النفوق.

وأضاف: في كل عام يحدث نفوق الأسماك في أوقات محددة، مشيرا إلى أنه تم فتح باب صيد الميد في الأول من يونيو، وبعد أول أسبوع تم اكتشاف نفوق للأسماك ومنع صيده.

وأشار إلى أن هناك بعض القنوات التلفزيونية سلطت الضوء على هذه المشكلة، وفي إحدى المداخلات تحدث المهندس علي أبوالبنات (من وزارة الأشغال)، مشيرا إلى أن هناك مشروعا عليه 500 ملاحظة من وزارة الأشغال، وهذا التسريب للمياه الملوثة يحدث في الصليبية، وهناك بعض القنوات الإعلامية أشارت إلى أن النفوق يحدث عند مستشفى الولادة، وهناك من أشار إلى أن هناك بعض المواد غير المعروفة أو كيميائية يتم تصريفها في الجون.

وتابع: هناك من صور مياها ذات لون أسود في تلك المنطقة التي حدث فيها النفوق، علما بأن الجون ممنوع صيد الميد فيه نهائيا، كما يمنع بعيدا عن أي ساحل أو جزر لمسافة تصل إلى 3 أميال، وصرح لنا بالصيد داخل 3 أميال عند جزر «مسكان، وفيلكا وعوهه، وعند رأس حمار»، وهذه هي المناطق التي يسمح لنا فيها بصيد الميد.

وقال: ليس هناك خوف على الأماكن التي يصطاد الصياد فيها، مؤكدا أن المشكلة في المناطق التي اكتشف فيها النفوق، وهي مناطق قريبة من الساحل عند مستشفى الولادة، وهذه المناطق ممنوع على الصياد الاقتراب منها، والمناطق التي نصطاد فيها لم يكتشف النفوق فيها.

خريطة الصيد

وأضاف: لو لاحظنا خريطة الصيد في الكويت سنجد أن الصيد في الجون ممنوع، إضافة إلى الصيد في ثلاثة أميال من جميع السواحل البحرية الكويتية وجميع الجزر، لافتا إلى أنه يمنع الصيد كذلك في جزيرة بوبيان، إضافة إلى أن هناك مناطق محظور الصيد فيها مثل خور عبدالله، وخور الصبية، وهناك مياه دولية لا نستطيع التجاوز عليها والخروج والدخول فيها، وهذه الممنوعات تجعل مناطق الصيد محدودة، فلا نستطيع تجاوز القوانين أو الدخول في مخالفات لتوفير الأسماك للمستهلك، لأن هناك بعض المخالفات تعرضنا للإبعاد الإداري.

النفوق الأول

من جانبه، قال أحمد الجداوي (من صيادي الاتحاد)، النفوق الذي يحدث بين فترة وأخرى للأسماك بسبب ظاهرة يطلق عليها «حيض البحر»، وأول مرة حدث فيها نفوق انتشرت الأسماك على شواطئ الكويت جميعها، وشم الناس رائحة عفن، وفي تلك الفترة كانت هناك أبنية ضخمة تبنى في شرق، وعند الحفر لتلك المباني على أعماق بعيدة في باطن الأرض تظهر لهم المياه الجوفية، ويتم التخلص منها عن طريق مصارف الأمطار التي تصب في البحر.

وأضاف: هذه المياه ذات رائحة كريهة، ويوجد بها غازات وزيوت، وكونت طبقة زيتية على سطح البحر، مع عدم وجود حركة للمياه أو هواء، فأدى ذلك إلى نفوق الميد في تلك الفترة، وغرقه في قاع البحر، فتناوله الهامور والشحم والأسماك الأخرى وتسممت أنواع مختلفة من الأسماك وصعدت على سطح البحر، وتفاقمت المشكلة بتعفن تلك الأسماك وتكوينها طبقة زيتية عفنة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وركود المياه.

وتابع: عندما بدأت الهيئة العامة للبيئة دراسة الحالة اقترحت عليهم إنشاء 4 نافورات في جون الكويت تعمل على تحريك المياه الراكدة، وإشباعها بالأكسجين، فتجدد روح البحر، وتتحرك المياه، لافتا إلى أنه على الرغم من اقتراحه للفكرة فإن المشروع لم ينفذ ويسأل عن عدم تنفيذه الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية مع استمرار نفوق الأسماك لأسباب أصبحت معروفة للجميع. وأشار إلى أن هذه النافورات، إضافة إلى أنها ستحرك المياه الراكدة وتزودها بالأكسجين ستكون ذات منظر جمالي في الجون وتضع حلا للمشكلة.

صرف المجاري

من جانبه، قال جمال إبراهيم: المشكلة تعود لصرف مياه المجاري في الجون بداية من مستشفى الصباح، إلى المستشفى الأميري، فهذه المستشفيات تصرف مياهها في البحر، لافتا إلى أن مجاري تصريف الأمطار كذلك تصرف في البحر، إضافة إلى صرف منطقة الشويخ الصناعية.

وأوضح أن جون الكويت مثل الحاضنة فالأسماك تتكاثر في الجون وتضع بيضها في الجون، لافتا إلى أن هناك قرابة 4 مصارف في «الخيوسة»، وهي المنطقة التي توجد بها المستشفيات، وهذه المنطقة هي السبب الرئيس في تلوث المياه، واتحاد الصيادين تحدث كثيرا بسبب النفوق والتلوث إلا أن كل جهة تلقي باللوم على الجهة الأخرى.

وأشار إلى أن السبب الرئيس يعود إلى ركود المياه، وهناك أسباب عديدة فالصرف الصحي ليس المتهم الوحيد في تلك القضية، إذ إن هناك سفنا تقوم بتبديل الزيوت في البحر، وهي سفن كبيرة تلقي بملوثاتها في البحر، لافتا إلى أن مواقع تصريف المجاري متعددة، فهناك مصرف عند مجلس الأمة، وآخر عند سوق السمك وكلما تحركنا على الشاطئ وجدنا مصرفا، ولو عددنا المصارف على الجون فقد تصل إلى قرابة 2000 مصرف أو تزيد، داعيا وزارة الأشغال إلى وضع حلول إلى تلك المشكلة، وفحص تلك المياه التي تصب في جون الكويت ومدى نسبة تلوثها.

منع الصيد

من جانبه، قال يوسف المراغي (من مؤسسي اتحاد الصيادين): قطع الأرزاق ولا قطع الأعناق، فلو سمحوا للصيادين بالصيد تلك الأسماك ما حدث لها نفوق، فهناك دراسات مختلفة تم إجراؤها وأشارت إلى أن كثرة أسماك الميد مع ركود المياه وقلة الأكسجين تؤدي إلى اختناق الأسماك ونفوقها.

وأشار إلى أن تصريف مياه الأمطار في الجون قائم منذ زمن بعيد، ولم يحدث هذا النفوق إلا من بعد الغزو العراقي للكويت، حيث شاهدنا نفوق الأسماك قرابة خمس مرات، مؤكدا أن منع صيد الميد فترات طويلة يؤدي في المقابل إلى نفوقه.

منع الصيد يرفع الأسعار

أشار الصويان إلى أن الزبيدي أوقف صيده 1 يونيو، والميد تم التصريح بصيده 1 يونيو وبعد أسبوع أغلق، وعلى الصيادين كثير من المصاريف، ولا يستطيعون تغطية تلك المصاريف مع إيقاف الصيد، وعند السماح بالصيد ستكون القوارب قليلة، وبالتالي سيكون سعر الأسماك مرتفعا.

ولفت إلى أن أسعار الأسماك خلال تلك الفترة مرتفعة، فالنويبي وصل إلى 4 دنانير ونصف الدينار، والشعوم 4 دنانير ونصف الدينار، والنقور بين 5 إلى 6 دنانير، والشيم 6، والسبيطي 6، البالول 7، الهامور 5، والزبيدي الإيراني وصل سعره ما بين 8 دنانير ونصف الدينار و9، والباكستاني 8، والربيان الهندي 3.5 دنانير، والجامبو 5، فمن الطبيعي أن ترتفع الأسعار الآن في هذا الوضع، مع استمرار منع الربيان والزبيدي وحظر صيد الميد.

وتابع: نحن هدفنا كاتحاد أن نصطاد الأسماك ونوفرها للمستهلك، لكن المشكلة أن الإقبال أكثر من الكميات المعروضة أو الموفرة، لأن المنطقة المسموح فيها الصيد منطقة محددة وصغيرة جدا، لأن الرقعة البحرية الخاصة بالصيد في الكويت صغيرة.