شهدت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، ترشح العديد من رجال الجيش والشرطة، ما أعاد للأذهان أسماء جنرالات اقتنصوا مقاعد تحت قبة البرلمان تاريخيا، بينها أسماء لامعة لقادة وضباط مارسوا دورا برلمانيا، بدءا من أول رئيس لمجلس النواب المصري إسماعيل باشا راغب، مرورا بأنور السادات وخالد محيي الدين، وصولا إلى سعد الجمال وسامح سيف اليزل.

Ad

ومع بداية ظهور الحياة النيابية في مصر تم اختيار راغب أول رئيس لمجلس النواب في عام 1866 وحصل على رتبة "ملازم أول" بترقية من محمد علي باشا قبل أن يحصل على رتبة بكباشي "مقدم" ثم قائمقام "عقيد" ثم أميرالاي "عميد".

وبعد ثورة 23 يوليو 1952 دخل معظم الضباط الأحرار "مجلس الأمة"، حيث انتخب الضابط عبداللطيف البغدادي أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، كأول رئيس لأول مجلس نيابي بعد الثورة، والرئيس الراحل أنور السادات ترشح للانتخابات عن دائرة تلا بمحافظة المنوفية عام 1957، وفاز بالعضوية لثلاث دورات متتالية، تولى خلالها رئاسة مجلس الأمة مرتين.

ومن الضباط الأحرار أيضا: خالد محيي الدين عن دائرة كفر شكر عام 1957، وعلوي حافظ عن دائرة الدرب الأحمر والباطنية، في حقبة الستينيات، وكمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة عن دائرة بنها، ومجدي حسنين عن دائرة قصر النيل.

وشهدت الانتخابات البرلمانية الحالية في عام 2015، غزوا ملحوظا من جانب العسكريين للعديد من المقاعد على المستويين الفردي والقائمة، ورغم أن الأمر ليس بالظاهرة الجديدة فإن زيادة أعدادهم هذه المرة لفتت الأنظار وتباينت حولها الآراء.

وضمت قائمة "في حب مصر" العدد الأكبر من رجال الجيش والشرطة بواقع 7 مرشحين أبرزهم اللواء سامح سيف اليزل، إلى جانب اللواء كمال عامر، مدير المخابرات الحربية الأسبق، تلتها قائمتا "تحالف الجبهة المصرية" و"تيار الاستقلال"، التي ضمت اللواء عصام الدين محمد بدوي، والعميد يونس أبو جبير.

ووسط 64 نائبا فازوا بعضوية مجلس النواب من الجولة الأولى، يشكل العسكريون نسبة 7.8 في المئة منهم، حيث فاز في قائمة شمال ووسط وجنوب الصعيد اللواء سعد الجمال، مساعد وزير الداخلية الأسبق، واللواء يحيى كدواني، وكيل المخابرات العامة سابقاً، والمقدم عبدالنبي محمد الشعيني.

وفي الإسماعيلية فاز ضابط الشرطة السابق هشام عمارة، واللواء يحيى عيسوي، في حين تمكن مساعد رئيس هيئة الرقابة الإدارية السابق اللواء محمد صلاح أبوهميلة من خوض جولة الإعادة في العياط بالجيزة.

وجاء في بيان لـ"جبهة العسكريين المتقاعدين" أن مؤسسها اللواء مدحت الحداد، اعتبر أن "التناحر السياسي بين الأحزاب وتحركات التيار الديني"، مثلت أهم الأسباب وراء ترشح العسكريين على العديد من المقاعد، وأن قرارات الترشح من جانب رجال الجيش والشرطة هدفها "إنقاذ البلاد"، على حد قوله.

إلى ذلك أوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق، أن هناك أسبابا وراء ظهور العسكريين في البرلمان، منها طبيعة مصر كدولة صنعها في شكلها الحديث محمد علي وهو رجل عسكري، كما ساهم "السياق السياسي العام" في وجود الجنرالات ضمن خريطة برلمان 2015، حيث تحارب الدولة حاليا الإرهاب، ومن الطبيعي أن يظهر ضباط وعسكريون سابقون داخل البرلمان.