لبنان: تسوية تعيد «القوات» و«التيار» إلى «التشريعية»

أنقذت الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم في ربع الساعة الأخيرة بعد تفاهم "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" مع تيار "المستقبل" من خلال الاتصالات التي أجريت في الساعات القليلة الماضية، والتي أسفرت تفاهما بينهم على تمرير قانون استعادة الجنسية، بعدما تراجع "المستقبل" عن اقتراحه بإعطاء الأم اللبنانية حق الجنسية لأولادها، على أن يدرج قانون الانتخابات على جدول أعمال أول جلسة للهيئة العامة، بعد جلسات اليوم وعلى هذا الأساس قرر النواب "العونيون" و"القواتيون" المشاركة في الجلسة.

وبقي حزب "الكتائب" على موقفه الرافض للتشريع في غياب رئيس الجمهورية، ووجه دعوة لمصلحة الطلاب في الحزب للتجمع في حركة اعتراضية أمام البيت المركزي الكتائبي التاسعة من صباح اليوم.

وفور الإعلان عن التسوية تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي اتصالين من رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، واطلع منهما على نتائج المشاورات التي أجريت وتفاصيل التسوية التي تم الاتفاق عليها.

جعجع

وشدد جعجع، أمس، على أن "الشراكة الوطنية فوق كل اعتبار، واليوم كان انتصارا للجميع، انتصارا للروح الوطنية اللبنانية الجامعة، انتصارا للروح التي رافقت الملايين من اللبنانيين في 14 آذار، انتصارا للمبادئ التي نادى بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي جسدها في هذا النهار الرئيس سعد الحريري".

وتابع: "موقف الحريري مشرف جدا، وقد أنقذ قانون الانتخاب وأنقذ جلسة الغد وأنقذ الانتخابات النيابية الجديدة". وأضاف: "كتلة المستقبل لن تذهب إلى أي جلسة تشريعية إذا لم يكن قانون الانتخاب مدرجا، وهكذا نكون قد أمّنا أكثرية نيابية تيار المستقبل، تيار الوطني الحر والقوات اللبنانية للوصول إلى قانون انتخابي جديد في أقرب وقت ممكن".

وأكد جعجع "الذهاب إلى الجلسة التشريعية غدا (اليوم) مهنئا الشعب اللبناني بما حصل في هذين اليومين وآملا أن نقول هنئيا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وختم منوها بالتعاون مع "التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية الذي كان بأساس النتيجة التي وصلنا إليها اليوم، وأشكر صديقي رفيق النضال سعد الحريري على تصرفه الذي أنقذ الموقف اليوم".

كما أعلن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "المشاركة في جلسة مجلس النواب"، وقال: "هو يوم سعيد بالنسبة الى التطورات التي حصلت، فكل الإشكالات في جدول أعمال جلسة مجلس النواب زالت، وحصل اتفاق شامل حول قوانين الجنسية، والبلديات، والانتخاب، وما تبقى من أمور تفصيلية. سنحضر الجلسة التشريعية غداً (اليوم) لإقرار القوانين المطروحة، وخصوصا القوانين المتعلقة بالاتفاقات الدولية، والقروض، وبقية جدول الأعمال. نبارك للبنانيين بهذا الإنجاز، ونتمنى أن يستمر هذا التعاون دائما من دون الحاجة إلى أي مصالحة جديدة".

«المستقبل» ملتزم

وكان رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري أعلن بعد ظهر أمس "مشاركة تيار المستقبل في الجلسة التشريعية لإقرار المشاريع المالية التي تتعلق بمصلحة لبنان المالية والاقتصادية وعلاقته بالمجتمع الدولي في هذا المجال"، مؤكداً "التزام تيار المستقبل عدم حضور أي جلسة تشريعية بعد جلسة الغد (اليوم) لا تكون مخصصة لمناقشة قانون جديد للانتخابات، بهدف التوصل إلى صيغة لإقراره"، مضيفا: "قررنا التصويت لإقرار قانون تحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية، كما تخلص إليه اللجنة النيابية العاكفة على وضع نصه النهائي".

وكان نواب من "التيار الوطني الحر" والمستقبل" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"14 آذار" عقدوا اجتماعا تنسيقيا، بعد ظهر أمس في مجلس النواب، استكملوا خلاله مناقشة اقتراح قانون استعادة الجنسية المدرج في جدول أعمال الجلسة التشريعية.

وقال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان: "وصلنا اليوم الى اتفاق حول اقتراح قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، كل المسائل نوقشت، كان هناك تفهم لخلفية الاقتراح المقدم وأهداف هذا القانون. الأهم عندما نتقدم باقتراح قانون نعرف ما هي خلفية المشترع ونيته، وبالتالي نعمل لتحقيق هذه النية إذا كنا متفقين على ضرورته. هذه ضرورة وطنية ونعرف هذه الثروة: الانتشار اللبناني. نعرف أن لبنان أهم ما عنده هو انتشاره، ونعتبر اليوم أن هناك خطوة الى الأمام إذا ما كتب لهذه الجلسة أن تحصل غدا، لأننا سنقارب هذا الموضوع. أعتقد أنه إنجاز لكل اللبنانيين، لأن استعادة الجنسية هي غنى للبنان، وخصوصا في ظل الظروف التي يعيشها".

أربع نقاط

وأضاف: "لقد تحدثنا في أربع نقاط، هي موضع نقاش، كما تذكرونه من يومين، وهذه النقاط اتفقنا في شأنها اليوم بشكل يرضي ويتوافق مع ما كنا نطالب به نحن ومؤسسة الانتشار الماروني التي من المؤكد كان لها دور مشكور في كل هذا العمل وهذا الجهد. طبعا، مقدم الاقتراح بالأساس هو الاستاذ نعمة الله أبي نصر نشكره، "القوات اللبنانية" و"التيار" والكتائب هذه واجباتهم. نحن مشرعون في المجلس النيابي لكي نقوم بواجباتنا تجاه مجتمعنا وناسنا وشعبنا، إن شاء الله، بعد هذا العمل التحضيري لأن إنجازه يكون عبر الهيئة العامة، يكتب لهذا الإنجاز إذا ما تم، والذي يشارك فيه الجميع، وخصوصا كتلة "المستقبل" وما عرفناه أن الكتل الأخرى من كتلة "التحرير والتنمية" الى كتلة "اللقاء الديمقراطي" الى كتلة "الوفاء للمقاومة" لا أستثني أحدا، أسمي الكتل، نحن في جو أن هناك موافقة مبدئية وأكثر بعد اجتماع اليوم هذا الإنجاز هو نموذج عما نستطيع أن نحققه في المستقبل".