«أعزائي المشاهدين مافيش مشكلة خالص» الذي انطلق منذ أسابيع ويقدمه محمد صبحي، يناقش عادات خاطئة للمصريين والعرب. ركزت أولى الحلقات على عادة الاستهلاك التي يتبعها المصريون، سواء أثناء رحلاتهم في الخارج أو داخل بلدهم، وأظهرت سلبياتها. فيما تمحورت الحلقة الثانية حول التعليم وتفريط بعض المواطنين في تعليم أبنائهم.
أما «الفرنجة»، تقديم الثلاثي شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد، فيحاول المقارنة بين العادات الخاطئة للمصريين وعادات الأوروبيين، وفي كل حلقة يسافر فريق العمل إلى دولة أوروبية مختلفة ويؤدي ممارسات خاطئة في هذه الدول، ليرى المشاهد ردة فعل الغرب على عاداتنا السيئة. في إحدى الحلقات ركز الثلاثي على القيادة الخاطئة للسيارات ومخالفة إشارات المرور، وفي حلقات أخرى تطرق إلى عدم مراعاة البعض لشعور الآخرين، وإصدار أصوات عالية في الشقق السكنية، ما يؤثر سلباً على الجيران ويدفعهم إلى إبلاغ الشرطة، وفي نهاية كل حلقة يستضيف مقدمو البرنامج إحدى الشخصيات المصرية أو العربية الناجحة لسؤالها حول كيفية حل مشاكل المجتمع العربي والمصري.«بيت العائلة» الذي عادت به المذيعة نجوى إبراهيم إلى شاشة التلفزيون واتخذ شعار «عهد علينا نرجع لكم لمتنا وابتسامتنا الحلوة من تاني في بيت العائلة»، فتقوم فكرته على البحث عن إيجابيات المجتمع ومحاولة استثمارها وزيادتها ونبذ العنف والكراهية. في إحدى الحلقات أكدت نجوى في المقدمة أن ثمة أمثالاً شعبية خاطئة، على غرار: «معاك قرش تسوى قرش، معاك قرشين تسوى قرشين»، مؤكدة أن الشخص لا يقيّم بمال، وأعطت مثالا إحدى المواطنات الفقيرات (54 سنة) التي تعمل ماسحة أحذية وتدرس في الجامعة لتكمل تعليمها، وفي حلقة أخرى، ركزت نجوى على ضرورة احترام الصغير للكبير وعدم الانفعال والعصبية، ليعود المجتمع إلى ما كان عليه في الماضي.فهم وتعلمفي أولى حلقات برنامجه أكد محمد صبحي أنه قرر تقديم البرنامج في هذا التوقيت بالذات، «لأننا نحتاج إلى فهم بعضنا أكثر أو التعلم من بعضنا البعض»، موضحاً أنه لا يريد أن تكون العلاقة بينه وبين المشاهدين على غرار علاقة الأستاذ بالتلميذ أو علاقة الخبراء بالمواطنين، أو أن يظهر كحكيم أو شخص لا يخطئ.أضاف أن الفن والإعلام يكملان بعضهما البعض ويعملان على بناء المجتمع، مشيراً إلى أنه فكر كثيراً في خوض هذه التجربة، لكنه كان يؤجلها حتى شعر أن الوقت أصبح مناسباً في هذه اللحظات الفارقة من عمر الوطن، لا سيما أن الإعلام أسرع من ناحية الانتشار من أي وسيط آخر.تابع أنه أراد تقديم برنامج مختلف عن النوعية المقدمة حالياً، وقال: «كثرت برامج الصراخ أخيراً، لذا أردت تقديم برنامج هادئ يقدم النصح والمعلومة للمشاهدين ويحل أزماتهم»، مشدداً على أن هؤلاء يريدون أن يشعروا بالتفاؤل الذي غاب عنهم خلال الفترة الماضية. تؤكد نجوى إبراهيم ضرورة وجود برامج هادفة تنشر الحب والسلام، لا سيما بعدما انتشر العنف وفقدت الأسر تواصلها بسبب التكنولوجيا العالية التي أصبحت موجودة لدينا، ولم نعد نهتم ببعضنا البعض، موضحة أنها حزينة للحالة السيئة التي وصل إليها الأطفال والشباب الذين كبروا وشبوا على أخلاقيات مغايرة لما تربى عليها أجيال الخمسينيات والسيتينيات والسبعينيات.وتضيف: «لطالما رغبت في تقديم برنامج يجتمع حوله الجد والجدة والأطفال والآباء والأمهات لتعود جلستنا مرة أخرى، من هنا انبثقت فكرة البرنامج»، موضحة أن الأمل كبير في الشباب والأطفال، «وعلينا عدم تركهم بسهولة بل على الفن والإعلام إرشادهم إلى الطريق الصواب من خلال التوعية غير المباشرة طبعاً».حاجة وضبطالخبير الإعلامي الدكتور حسن علي، رئيس «جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء»، يرى أننا أصبحنا في حاجة إلى بعض هذه البرامج التي تذكر الناس بالأخلاقيات التي كنا نتحلى بها، موضحاً أنه شعر بسعادة غامرة عندما شاهد برنامج «أعزائي المشاهدين مافيش مشكلة خالص»، ولافتاً إلى أن القنوات التي تحرص على تقديم هذه النوعية تحترم متابعيها.يضيف أن هذه البرامج قد تعيدنا إلى أجواء احترام الكبير واحترام العلم، ومناقشة القضايا الأولى بالاهتمام، متمنياً أن تمتلئ القنوات بمثل هذه الأعمال التي يعتبرها أفضل من الإعلام المنفلت الذي لا يهتم إلا بالإثارة والمبالغة لجلب المعلنين والمشاهدين، مهما كلفت هذه الطريقة الدولة خسائر مادية ومعنوية وأدبية.
توابل - مزاج
برامج الفضائيات... تأديب وتهذيب وإصلاح للمجتمع
01-12-2015