شيع عشرات الآلاف مساء أمس جثامين شهداء الحادث الإرهابي بمسجد الإمام الصادق إلى مثواها الأخير في مقبرة الصليبيخات.
وشكل الحشد الكبير من أهل الكويت الرد الحقيقي على الجريمة وأبعادها، وجسد المواطنون تضامنهم في وجه محاولات زرع الفتنة والمساس بأمن الوطن واستقراره.وأجمعت مواقف المشيعين على مواجهة الأحداث يداً واحدة، ولفت جثامين الشهداء بعلم الكويت قبل أن توارى الثرى وسط مواقف التنديد بالجريمة، والدعوات إلى صون الوحدة الوطنية."الجريدة" رافقت المشيعين ورصدت بعض المواقف، إذ قال الشيخ حسين المعتوق "نقدم التعازي لأهالي الشهداء الذين استشهدوا في شهر رمضان المبارك أثناء الصلاة وأثناء السجود، تغمدهم الله بواسع رحمته"، موضحا أن هذا الحادث يؤكد أن أكبر خطر يواجهنا هو خطر هؤلاء التكفيريين والخوارج، ونحن نقول لهم إن هذا الأمر لن يزيدنا إلا عزيمة وإصراراً.وأضاف "أغتنم هذه الفرصة لأشيد بموقف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي بادر بالحضور إلى موقع الانفجار ودوره في حفظ ودعم الوحدة الوطنية"، قائلا: "إننا مطالبون بالتماسك أكثر والوقوف في وجه الإرهاب والتصدي لهؤلاء".وذكر "نأمل أن يكون هناك مزيد من التعاون بين الشعب والسلطة لمواجهة هذا الخطر، ونسأل الله تبارك وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء للمصابين".بدوره، قال والد الشهيد الطفل محمد الجعفر "الحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ندعو الله العلي القدير أن تكون هذه الفاجعة المؤلمة خاتمة الأحزان".وأضاف "لا نملك إلا الدعاء بالرحمة للشهداء والشفاء العاجل للمصابين"، متمنيا ألا تتكرر هذه المأساة في بلد الأمن والأمان"، مشيداً بتماسك الشعب الكويتي في مواجهة هذا العمل الإرهابي الجبان، ومؤكداً أن الشعب الكويتي بقيادته الحكيمة سيتجاوز هذه المحن.سد منيعمن جانبه، قال النائب السابق مبارك النجادة"، إن "وجود مختلف أطياف وشرائح الشعب الكويتي في المقبرة أبلغ رسالة للتكفيريين بأن الكويت ستكون سداً منيعاً أمام مخططاتهم الشيطانية".وطالب النجادة بضرورة التصدي لجميع الأصوات التكفيرية والقنوات التحريضية الطائفية التي تروج للتكفير، سواء كانت داخل أو خارج الكويت، مؤكداً أننا ببركة الروح الكويتية الواحدة المتماسكة سنفشل مؤامراتهم التي تهدف إلى هدم واستقرار هذا البلد الآمن.زعزعة الأمنمن جانبه، قال محافظ العاصمة ثابت المهنا إن من يقف وراء الحادث أراد أن يدق إسفيناً بين أبناء الشعب الكويتي، لكنه لا يعلم أن الكويتيين مرت بهم محن كثيرة تجاوزوها وتغلبوا عليها بفضل تماسكهم وتعاضدهم، وخير دليل على ذلك الغزو الغاشم، الذي أوضح أن الكويتيين لحمة واحدة.وأضاف المهنا أنه عندما قام هذا الجبان بذلك الفعل الدنيء بترويع الآمنين وتفجير المصلين كان يهدف إلى زعزعة الأمن وزرع الخوف في قلوب الناس، لكنه فشل وسيفشل بإذن الله بفضل تماسك أبناء هذا الشعب الطيب، ولعل وجود سمو أمير البلاد في موقع الحدث بعد فترة وجيزة كان أبلغ رسالة للمخربين بأن هذا الشعب الأبي لن ينكسر ولن يستسلم لمخططات الإرهابيين.وسأل الله القدير أن يرحم شهداء الكويت بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، معرباً عن أطيب الأماني للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.مصاب جللمن ناحيته، تقدم وزير الأشغال العامة السابق الدكتور فاضل صفر بأحر العزاء لجميع أهل الكويت بهذا المصاب الجلل الذي آلم الجميع، لكن "عزاءنا أنهم يحتسبون عند الله الأجر خاصة وأنهم كانوا في بيت من بيوت الله في يوم الجمعة من شهر رمضان وأثناء أداء الصلاة".وأضاف صفر أن حضور سمو الأمير إلى موقع الحدث وفي اللحظات الأولى إنما هو دليل واضح على أبوته وعطفه وحنانه على الجميع من أبناء الكويت، مؤكداً أن مثل هذه المواقف الأبوية من سمو الأمير وكذلك سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد هي محل احترام وتقدير من قبل أهل الكويت الذين لا يستغربون هذه المواقف الأبوية.وشدد صفر على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية، وعدم الالتفات إلى الإشاعات، وضرورة أخذ الأخبار من مصادرها الرئيسية ، داعيا الشعب إلى نبذ كل صوت ينعق بهدف إشعال فتنة الطائفية التي تعطي المجال لتغلغل من يريد السوء بأمننا.وذكر أن الكويت، كانت وما زالت وستكون عصية بإذن الله على من يعاديها أو يريد بها السوء، والشواهد على ذلك عديدة على مر التاريخ، سائلاً الله تعالى أن يحفظ الكويت وأهلها تحت ظل سمو الأمير وسمو ولي العهد.جرس إنذارمن ناحيته، قال النائب السابق علي الراشد إن "ما حدث من عمل إجرامي جبان يعد جرس إنذار لكل الكويتيين ليتكاتفوا حول قيادتهم الرشيدة، مضيفاً أن المجرمين أرادوا أن يفرقونا، ولكن خاب مسعاهم، فالكويتيون جسد واحد".وسأل الله تعالى "أن يتقبل شهداءنا ويشفي مرضانا ويلهم أهليهم وأهل الكويت جميعا الصبر والسلوان، ولهذا يجب على كل الكويتيين أن يقفوا جسداً واحداً وقلباً واحداً، ووحدة واحدة، ولن يستطيعوا تمزيق وحدة الكويتيين"، بل "زادنا الحادث تلاحماً وترابطاً وسنكون يداً واحدة بإذن الله تعالى".جموع من القطيف والبحرين والأحساء لتشييع الشهداءشهد تشييع جثامين الشهداء أمس حضور جموع غفيرة من القطيف والبحرين والاحساء. كما شهدت المقبرة تحليق طيران كثيف خلال التشييع، إضافة إلى أكثر من ست حالات إغماء تعامل معها رجال وزارة الصحة.الغانم: أهداف الحادث الجبان فشلتقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم "عظّم الله أجر الجميع وأهل الكويت، والجموع التي شيعت الشهداء خير دليل على قوة وتلاحم وتماسك أبناء المجتمع الكويتي، ونسأل الله أن يسكن الشهداء فسيح جناته، ويعوض أهل الكويت خيراً".وأضاف "كما ذكرت في الدقائق الأولى للحادث الإرهابي الجبان ان أهداف هذا العمل الجبان فشلت، ونحن يوماً بعد يوم نثبث للجميع أننا يد واحدة، ووجود الجموع الغفيرة في المقبرة أكبر رد لمن كان يعتقد واهماً أنه يستطيع أن يفرق بين أبناء الشعب الكويتي".
ألبومات
ثرى الوطن يحتضن شهداء «الصادق»
28-06-2015