تلقيت هدية كريمة، عبارة عن كتاب فاخر للأستاذ ياسين شملان الحساوي، بعنوان «دوار»، صادر عن دار الوقت في البحرين، وهو كتاب يجمع بين دفتيه مقالات متنوعة للكاتب القدير أبي محمد، فشكراً له على هذه الهدية المعبرة.

Ad

ومن الأساس، أنا أحد قراء الحساوي، لذلك كانت الهدية في محلها، إذ ما أجمل أن يهدي إليك كاتبك المفضل كتاباً يوثق مقالاته، حيث تم ترتيبها بتناسق مع مواضيع المقالات، حيث تكون السهولة في تعيين أي مقال بالنظر إلى تصنيفه في الكتاب، سواء كان في الأدب أو السياسة أو الشعر، وبالنسبة للشعر فكاتبنا أبومحمد شاعر معروف يشار إليه بالبنان، ولشعره انتشار ورغاب.

ما يميز الكاتب قدرته الفائقة على الكتابة بنفس المستوى، سواء في مواضيع السياسة المحلية أو الدولية، أو في مواضيع الساحة المحلية، وبعض المواضيع الثقافية، ومما أعجبني في كتاباته استخدامه الرمز التاريخي، بقصص من التراث الإسلامي والعربي.

من المقالات التي ضمها الكتاب ولفتت نظري، مقال بعنوان «الحسابات خاطئة لا تندموا»، وقد نشر 16 يوليو 2007 في جريدة «الوقت» البحرينية، وهنا سأنقل فقرة من المقال، كأنها تحكي عن واقع حالي، وتتجلى فيها بصيرة الكاتب وفكره:

«لكن العقول لم تصلها ثورة حضارات الأمم، فظلت على تفكيرها العتيق بممارسة إرهابها السياسي والعسكري ضد جاراتها، وهذه العقول لا تريد أن تعترف بالتغيير الجذري لطرق التفكير السياسي الذي تطور مع سياسات العالم أجمع، وأن الاقتصاد الآن هو الذي يحدد سياسات الأمم تجاه بعضها، وليست القوة العسكرية، فقوة الاقتصاد وتقدم الحضارات ورفاهية الشعوب، هي الركائز الفعلية التي تعتمد عليها الحكومات الحديثة في تدعيم سياستها تجاه الآخرين، العالم انفتح على مصراعيه بسبب الثورة العلمية والتقنية الاتصالاتية».

هذه الفقرة تبين بجلاء فكر الكاتب، الذي يشجع العلم والنهضة الاقتصادية التي تؤدي إلى رفاهية الشعوب، وبالطبع كلما كان الشعب في حالة اقتصادية جيدة، كانت الأحوال أفضل، والفساد المالي والإداري أقل.

أشكر الأستاذ الوقور ياسين الحساوي على هذا الكتاب القيم، وبانتظار عودته لاستئناف مقالاته في جريدة «النهار» الكويتية، وعلى موقع الشبكة الوطنية الكويتية، وأسأل الله أن يوفقه لما يحبه ويرضاه.