سفير تشاد لـ الجريدة•: الاستثمار في إفريقيا هو المستقبل
علاقتنا بالكويت متجذرة... وبألفي دولار أميركي يمكن تأسيس شركة في بلدي بغضون 3 أيام
دعا السفير التشادي لدى الكويت علي أحمد أغبش المستثمرين والمهتمين إلى الإقبال على القارة الإفريقية بدولها كافة، بما فيها تشاد، مشيراً إلى أن توجيه رؤوس الأموال إلى إفريقيا مثمر ومجد، لأنها القارة البكر وتحوي الموارد الطبيعية والأرض الخصبة ورأس المال البشري وسوقاً كبيراً والمواد الأولية اللازمة لعملية الصناعة والبيئة الخصبة المستقرة خلافاً لما يروج له في بعض وسائل الإعلام.وثمن أغبش صاحب الخبرة العسكرية والمتحدث بلغة عربية طليقة، في لقاء مع " الجريدة" دور الكويت في المساهمة بتنمية بلاده عبر الصندوق الكويتي للتنمية. وفي ما يلي نص اللقاء:
• كيف تصفون العلاقات الثنائية بين الكويت وتشاد؟- العلاقات التشادية الكويتية متجذرة وتعود إلى حقبة الستينيات مع قيام ثورة جبهة التحرير الوطني التشادي التي ناضلت ضد الاستعمار الفرنسي وقام العديد من قادتها بزيارة للكويت واحتضنتهم بيوت أهلها الكرماء التي دعمت مسيرتهم، ومنذ ذلك الوقت تعززت العلاقة بين الطرفين.ومنذ الستينيات حضر العديد من التشاديين إلى الكويت كطلبة واستقروا بعد ذلك فيها للعمل في مواقع عدة.• ما طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الطرفين؟- التعاون الاقتصادي بين البلدين محصور بالدعم الاقتصادي التنموي لتشاد من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، وهناك اهتمام كويتي بالاستثمار في تشاد، فخلال سنة و10 أشهر زار 54 كويتياً تشاد في زيارة للأعمال الخيرية والرسمية وللاستثمار في القطاع الخاص والعام. وأدعو المستثمرين إلى الاستثمار في إفريقيا التي هي مستقبل العالم خصوصاً في مجال الأمن الغذائي، وبالأخص في تشاد لما فيها من أراض خصبة صالحة للزراعة تقدر مساحتها بـ6 ملايين هكتار وثروة حيوانية متنوعة تقدر بـ 20 مليون رأس من المواشي المختلفة و12 مليون رأس من الأبقار و 3.5 ملايين من الإبل و4.5 ملايين من الماعز والخرفان، ناهيك عن حالة الاستقرار خلافاً لما يروج له سلباً في بعض وسائل الإعلام.فرص غير مكتشفةوتعتبر تشاد دولة ناشئة، وتمتلك فرصاً استثمارية غير مكتشفة في مجال الطرق والبنية التحتية والمعادن مثل اليورانيوم والذهب والألماس، الحديد ، المغنسيوم، الأسمنت، وكذلك جميع أنواع الغلال إضافة إلى أن تشاد تحتل المركز الثاني في تصدير الصمغ العربي والقطن بعد جمهورية السودان وغيرها.وأهم ما يميز الاستثمار هو نظام الشباك الموحد، الذي يمكن المستثمر من تأسيس شركته في غضون ثلاثة أيام برأس مال يبدأ من ألفي دولار أميركي إلى مئتي ألف دولار، ضمن إطار قانوني مشجع على الاستثمار من خلال الوكالة الوطنية للاستثمار والصادرات.وبخصوص التواصل، تعتمد البلاد اللغة العربية والفرنسية كلغتين رسميتين وهذا يسهل عمليات التواصل بين المستثمر والسلطات.• ما هي المجالات السياحية في تشاد؟- تتميز تشاد ببيئة متنوعة وتتربع على مساحة تبلغ مليوناً و284 ألف كيلو متر مربع، وتتمتع البلاد شمالاً بتضاريس جبلية تحتوي على جبال تيبستي الرائعة ومساحتها 111 ألف كيلو متر مربع وارتفاعها 3015 فوق سطح البحر، وذات مناخ بارد كما تحتوي هذه الجبال الشاهقة على نقوش تاريخية تظهر مراحل التطور للمجتمعات التي عاشت في هذه المنطقة منذ العصور المظلمة إلى الوسطى. من جهة أخرى، هناك بحيرات طبيعية في تشاد ومن أشهرها بحيرة واجنغا التي صنفت ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي من منظمة التربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" عام 2012 .كما أن هناك بحيرة ارشي التي تحيطها الجبال في قلب الصحراء الكبرى حيث تتعايش الإبل والتماسيح والبشر بسلام في مكان واحد. أما المنطقة الوسطى من تشاد، فتتمتع بمناخ مداري مناسب لرحلات السفاري.وأما جنوب البلاد فيتضمن أكبر محمية طبيعية في منطقة وسط إفريقيا فيها أكثر من ثلاثة آلاف نوع من الطيور والحيوانات، التي يمكن للسياح التعرف عليها من خلال مرشدين سياحيين والتمتع بمنتجعاتها. بالإضافة إلى خمس بحيرات دائمة هي: بحيرة تشاد والتي تسمى البحر الداخلي لإفريقيا وتمر عبر خمس دول ( تشاد– إفريقيا الوسطى-نيجيريا- الكاميرون – النيجر) ويعيش على ضفافها نحو 30 مليون نسمة، إضافة إلى بحيرات واجنغا، ايرو، الفتري وليري.ممالك إسلاميةهناك حضارة غنية في البلاد منذ أن كانت ثلاث ممالك إسلامية، وأولها مملكة كانم بورنو والتي أسسها محمد الأمين الكانمي الذي ينحدر من سلالة سيف بن ذي يزن صاحب الأصول اليمنية، وكانت من أقوى الممالك القائمة في القرن الثامن الهجري، وكانت تسمى بظهير الإمامة إبان الدولة العباسية وتقع غرب تشاد، والمملكة الأخرى هي مملكة وادي العباسية في شرق البلاد وتأسست عام 1635 على يد عبدالكريم جامع مجدد الإسلام، وكان لها الدور الأبرز في نشر الإسلام في المنطقة وكانت السد المنيع في مقاومة الاستعمار الفرنسي، وعاصمتها مدينة وارا شرق تشاد ومعالمها الأثرية قائمة إلى الآن والمملكة الأخرى تقع في الوسط والجنوب وتسمى مملكة باقرمي.• ماذا عن متطلبات الفيزا؟- يمكن الحصول على الفيزا عبر السفارة في الكويت.• ما هو دور القوات التشادية في مكافحة الإرهاب؟- الجيش التشادي من أقوى الجيوش في المنطقة وله دور إيجابي في إنهاء الكثير من الصراعات ومحاربة الإرهاب. وأرسلنا 2500 جندي إلى مالي وقضينا على منابع الإرهاب في غضون شهرين وهناك قوات تشادية باقية إلى الآن تحت مظلة الأمم المتحدة. كما ساهمت تشاد في حل قضية دارفور وهناك 1500 عسكري من ضمن القوات المشتركة بين الجانبين السوداني والتشادي.وتوجد القوات التشادية ضمن القوات المشتركة في المثلث الحدودي بين تشاد والسودان وإفريقيا الوسطى، كما توجد في شمال نيجيريا وشرق النيجر وشمال الكاميرون بأكثر من أربعة آلاف جندي وخلال بضعة أشهر سيتم القضاء على بوكو حرام نتيجة الخبرة التي تمتد إلى أكثر من أربعين عاما في الميادين المختلفة.عودة للذاكرةوعلى سبيل المثال، بخبرة جيشنا في مكافحة الارهاب، نعود بالذاكرة إلى عام 1992، حيث قام قائد خلية إرهابية يدعى عبدالعزيز البارا باختطاف أربعة عمال أجانب جنوب الجزائر وتمكنا من تحرير الرهائن والقبض على قائد الخلية وتم تسليمه للسلطات أثناء وصوله إلى منطقة جبال تبستي الوعرة والممتدة شمال تشاد وجنوب ليبيا بالإضافة إلى قتل القياديين مختار بالمختار زعيم الإرهابيين في شمال مالي وعبدالحميد أبو زيد القيادي البارز في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي ونتيجة لدور التشاد في محاربة الارهاب والمساهمة في حلحلة المشاكل الأمنية في القارة تم التصويت بالإجماع في مجلس الأمن لتكون عضواً غير دائم في المجلس، ولدينا الأن حوالي 700 مقاتل خارج حدودنا من أجل محاربة المتطرفين بالتنسيق مع أشقائنا في العديد من البلدان الإفريقية.