باكستان تحقق في فضيحة اغتصاب 280 طفل وابتزاز أهاليهم

نشر في 10-08-2015 | 14:43
آخر تحديث 10-08-2015 | 14:43
No Image Caption
تحقق باكستان الأثنين في فضيحة اغتصاب أطفال قد تكون الأكبر في تاريخها، حيث تم تصوير حوالي 300 ضحية فيما كانوا يتعرضون للاغتصاب قبل أن يبتز المرتكبون لاحقاً أهاليهم مالياً.

وقال لطيف أحمد سارا ممثل عائلات الأطفال الضحايا أن ما لا يقل عن 280 طفلاً غالبيتهم تقل أعمارهم عن 14 عاماً صوروا في أثناء تعرضهم للاغتصاب في بلدة حسين خان والا إلى جنوب غرب لاهور، ثاني مدن البلاد.

وأضاف أن الأطفال صوروا فيما اغتصبهم رجل أو أكثر، في قضية تورط فيها 25 شخصاً بالإجمال، بهدف إرسال الشرائط إلى أهلهم وتهديدهم بكشفها في حال لم يدفعوا لهم مبالغ كانوا يحددونها.

وأوضح سارا ووسائل إعلام عدة أن الأطفال أجبروا أيضاً على إقامة علاقات جنسية بين بعضهم البعض وصوروا في نحو 400 شريط فيديو منذ عام 2007.

وتابع سارا أن "نحو 300 شريط فيديو لهؤلاء الأطفال وزعت وأن طفلاً من أصل أثنين في القرية وقع ضحية هذه الاعتداءات".

وفي مؤشر إلى حجم الفضيحة، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف التي تشكل لاهور معقله الانتخابي، في بيان عن "الغضب" و"الألم"، مؤكداً على أنه "لن يتم التساهل مع المذنبين إطلاقاً".

وأعلن شقيقه رئيس حكومة ولاية البنجاب شهباز شريف أنه طلب إجراء تحقيق قضائي "مستقل" لكشف ملابسات هذه الفضيحة التي أثارت غضب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان واهتمام وسائل الإعلام.

وصرح في بيان أن "الأفراد الضالعين سيعاقبون وستحصل العائلات المعنية على العدالة بأي ثمن".

لكن الأثنين، اتهم محامو الضحايا الشرطة المحلية بالتواطؤ مع المتهمين بالاعتداءات عبر فرض منع للتجول في القرية واعتقال الضحايا "بغير وجه حق" ورفض تسجيل شكاواهم القضائية.

وصرّح رئيس مكتب حماية الطفولة في البنجاب سابا صادق أن هذه المسألة "هي أكبر فضيحة اعتداءات بحق أطفال في تاريخ باكستان"، وكتبت صحيفة ديلي تايمز أن هذه الفضيحة "تشكل على الأرجح الجزء البارز من جبل الجليد".

وأضافت أن "الأطفال غالباً ما يتعرضون للاستغلال الجنسي، سواء في المدارس القرآنية أو المنزل أو من قبل أرباب عملهم مقابل رواتب بائسة، وهؤلاء الأطفال وعائلاتهم يسكتون عن الاستغلال الجنسي لأنه من المحرمات في باكستان".

وتفيد شهادات أن المتهمين بارتكاب هذه الجرائم حاولوا ابتزاز المال من أهالي ضحاياهم وهددوهم ببيع التسجيلات المشينة محلياً مقابل 40 روبية "30 يوروسنت" إن لم يسددوا المال.

وأكدت والدة إحدى الضحايا رافضة كشف اسمها لفرانس برس "سجلوا شريطاً لأبني في 2011 ونحن ندفع مذذاك للمبتزين".

واقترح أطفال من القرية على مراسل فرانس برس مشاهدة مقتطفات من التسجيلات على هواتفهم المحمولة.

وأشار تقرير أول أمرت به الإدارة الإقليمية للبنجاب في الأسبوع الفائت إلى رفض السلطات المحلية الاتهامات بالاعتداء واعتبارها أنها "بلا أساس".

وصرّح قائد الشرطة المحلية شاهزاد سلطان لفرانس برس "إنها حادثة قديمة جداً والذين يزعمون اليوم أنهم ضحايا يستفيدون من هذه الرواية لحل مشكلة مالية".

وأضاف "نشرنا إعلاناً عبر المساجد عندما جئنا للتحقيق في الحادثة وأوقفنا ثمانية أشخاص، عندئذ توقفت الحوادث".

وأفاد أن مجموعة من الرجال كانوا يصورون مشاهد جنسية بين شبان "برضاهم" للتسلية.

لكن ناشطين يعملون على مكافحة استغلال الأطفال جنسياً أكدوا على أن هذه الظاهرة منتشرة في البلاد، غير أنه يصعب تقييم حجمها بسبب رفض الضحايا كشفها غالباً.

وصرّح ممتاز حسين من جمعية ساحل التي تعمل على هذا الملف لفرانس برس عن وجود أكثر من 3500 حالة مماثلة مسجلة في العام الفائت، مشيراً إلى أن الرقم الصحيح أكبر بكثير على الأرجح.

back to top