لا يزال الترقب سيد الموقف في لبنان في ما يخص "الطبخة الرئاسية"، التي بدأت تتضح معالمها، حيث تبين أن زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية بات يحظى بمباركة دولية وإقليمية للوصول إلى سدة الرئاسة، وأن "الثنائي المسيحي"، المكون من زعيم "التيار الوطني الحر" العماد النائب ميشال عون "المطعون" من داخل فريقه، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي تجاهله حليفه وتخطاه، هما الوحيدان القادران على تعطيل هذه التسوية.

Ad

وفي وقت حاز فرنجية دعما غير متوقع من قبل البطريرك بشارة الراعي، ألمح حزب "القوات" إلى إمكانية إعلان دعمه لترشيح عون للرئاسة، الأمر الذي سيخلط الأوراق، خصوصا أن "عماد الرابية" لا يزال يحوز دعما من "حزب الله"، للوصول إلى قصر بعبدا.

وقال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا مساء أمس الأول إنه "عندما كان يقال لنا ليتفق المسيحيون على الاستحقاق الرئاسي، كنا نرد ان الاستحقاق ليس شأنا مسيحيا فقط بل وطنيا. لكن بكلامنا لا نقصد أن يكون شأنا إسلاميا، وتتبلغ به الجهات المسيحية"، مشيرا إلى أن "هناك شيئا ما يطبخ، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري لم يتشاور معنا ولا مع غيرنا في هذا الشأن".

وأضاف زهرا أن "رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع ليس بوارد أن ينتقل لأي مكان لمقابلة أي أحد"، في إشارة إلى رفض جعجع دعوة من الحريري إلى باريس، مشددا على أنه "عندما نصل إلى المفاضلة، سيكون لرئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الاولوية".

في المقابل، اعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد أن "التلميحات والتسريبات التي صدرت مؤخرا عن القوات اللبنانية حول احتمال ترشيح فرنجية، غير جدية، وتأتي فقط من قبيل المناورة السياسية لكسب الوقت، والإيقاع بين عون وفرنجية من جهة، كما تأتي من جهة أخرى لاستدراج السعودية إلى دعوة جعجع إليها، للوقوف على خاطره، والتفاوض معه حول الضمانات والسعر السياسي الواجب دفعه إليه، بعدما اعتبر انه تم تجاهله كليا في إعلان ترشيح فرنجية".

ومع بدء الأسبوع الحالي تتجه الأنظار إلى بيت الوسط، حيث من المرجح أن يعود رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى لبنان من أجل الإعلان رسمياً عن بنود "التسوية"، التي يعتقد أنها ستوصله إلى رئاسة الحكومة، مقابل إيصال فرنجية إلى سدة الرئاسة، إضافة إلى الاتفاق على قانون انتخاب، قد يكون قريبا جدا من "قانون الستين"، الذي يتمسك به خصوصا النائب وليد جنبلاط أحد عرابي "خيار فرنجية".

في موازاة ذلك، أطلق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أمس الوثيقة السياسية لحزبه الجديد الذي حمل اسم "لقاء الجمهورية".

وأكد سليمان أن "إعلان بعبدا يعتمد سياسة التحييد، وليس النأي بالنفس، وهو ليس تحدياً لأحد، وهدفه منع اقتتال اللبنانيين على أراضي الغير"، مضيفاً انه "عندما نتمكن من الدفاع يجب أن يكون السلاح فقط وحصرا بيد الجيش".

وشدد على أن "الجيش اللبناني هو جيش للوطن والشعب، وليس جيشاً للنظام"، معتبرا أن "الجيش أثبت عن إرادة وعزيمة أنه اقتلع الإرهاب، في حين أن الدول المجاورة عاجزة عن القضاء على الإرهاب".