أعلن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم، أن اللقاءات المتواصلة مع القيادة الكويتية تكشف عن إلمام القيادة "الحكيمة" بمجمل الأوضاع في العراق، موضحاً "أننا نلمس تفهماً من أمير البلاد والمسؤولين الكويتيين لطبيعة ما يحدث في العراق".

Ad

أكد رئيس المجلس الأعلى الاسلامي في العراق السيد عمار الحكيم "اننا ننظر بإيجابية للخطوة السعودية بتسمية سفير للمملكة في العراق"، موضحا "اننا نرحب بذلك، لاسيما ان دولة الكويت كانت سباقة في هذا الشأن بتسمية أكثر من سفير خلال السنوات الماضية"، مبينا ان "كل علم لدولة عربية يرفع على أرض بغداد هو مصدر سعادة لنا".

وأضاف الحكيم في اللقاء المفتوح الذي جمعه بالصحافة المحلية والعربية مساء أمس الأول بجمعية الصحافيين الكويتية، ان اللقاءات المتواصلة مع القيادة الكويتية تكشف دائما عن حرص القيادة الحكيمة على متابعة مجمل الأوضاع السياسية في العراق، موضحا ان "هناك متابعة حثيثة من سمو امير البلاد والمسؤولين الكويتيين للوضع في العراق"، مبينا أن "عدم زيارة هذا البلد الكريم في شهر رمضان الماضي كان بسبب وجود الإرهابيين على مشارف بغداد".

الوضع العراقي

وعن الوضع في العراق، قال ان "مبادرة السلم الأهلي وبناء الدولة التي أطلقناها تمثل حصيلة كل الجهود والمبادرات الخيرة التي أطلقها القادة العراقيون على مدار العقد المنصرم، إذ إننا لم نتحدث بهذه المبادرة بلغة الطوائف والقوميات بل وضعنا كل الأوراق ضمن مشروع ورؤية لبناء الدولة العراقية"، موضحا ان "المبادرة تستند الى حقوق المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين وهي اليوم تأخذ حيز الاهتمام الكبير بين القوى السياسية العراقية دراسة وإثراء"، متمنيا ان "ينتج عن هذه الملاحظات وثيقة عراقية ومطالب وطنية عراقية تهتم بجميع العراقيين".

منطقة ملتهبة

وأشار إلى ان "الاوضاع في العراق ليست استثناء عن اوضاع المنطقة الملتهبة، فالعراق جزء من هذا الواقع، والتحول الديمقراطي الذي حصل في العراق جعله على المحك في ظروف استثنائية"، لافتا إلى "التطورات السلبية للعبث الارهابي في العراق من القاعدة الى تنظيم الدولة (داعش)"، مشددا على ان "الفرص بحجم التحديات فاذا كانت التحديات كبيرة فهذا يعني ان الفرصة كبيرة أيضا"، لافتا إلى أن "المبادرة في العراق الآن أصبحت بيد الجيش والشرطة وأبناء العشائر والحشد الشعبي والبيشمركة، وكل هذه العناوين التي تحمل السلاح تتعاون وتتكامل مع بعضها وتطرد الارهاب الداعشي وتحرر المناطق التي اغتصبت من قبلهم، لاسيما أننا نرى اليوم الآلاف من أبناء العشائر السنية الكريمة يواجهون الإرهاب الداعشي بشراسة".

تطور كبير

وتابع ان "هذا التطور الكبير الذي جعل المبادرة بيد الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية وأبناء الشعب العراقي لم نجد له استثناء إلا في مدينة الرمادي التي لم تسقط بقتال، بل كانت هناك ملابسات نتمنى ان تنتهي لجنة التحقيق التي بلغت مراحلها النهائية للاعلان عن رأيها في طبيعة الملابسات التي أدت الى سقوط المدينة"، نافيا ان "يكون العجز العسكري هو السبب في سقوط الرمادي، خصوصا أنه لم يحدث قتال وكانت القوات العراقية تمتلك من السلاح والامكانات ما يكفي لمواجهة داعش"، مؤكدا "أننا نحرز تقدما ملموسا وواضحا على الارهاب الداعشي في مواقع دون أخرى".

الحشد الشعبي

وعن الاتهامات التي توجه للحشد الشعبي، أكد الحكيم ان "هناك حملة شعواء ضد بطولات الحشد الشعبي، ومن المفارقات الغريبة ان المحافظات الجنوبية في مأمن من وصول الإرهابيين، لكن في نفس الوقت آلاف أبناء هذه المحافظات يضحون بأنفسهم للدفاع عن إخوانهم وشركائهم في الوطن من أبناء المحافظات الغربية"، موضحا أن "هذا العمل يعتبر قمة في الوطنية واللحمة الحقيقية للشعب العراقي، لأنها لحظة تضحيات كبيرة، فعندما يقدم مواطن روحه رخيصة لشركائه في الوطن في مناطق بعيدة عن محافظته فهذا يمثل قمة العطاء والتضحية".

وأشار إلى أنه "ربما تحصل أخطاء فردية هنا أو هناك فهذا لا يعني أنها تمثل الحشد الشعبي بشكل عام، لاسيما أن مثل هذه الخروقات تحصل في كل معارك العالم، وأبرز مثال على ذلك الأحداث التي حصلت في سجن أبوغريب من الجيش الأميركي، فلماذا يحمل الحشد الشعبي كل هذه المسؤولية؟"، مستغربا "ما تقوم به بعض وسائل الإعلام العربية من إطلاق تسمية ميليشيا على الحشد الشعبي، في حين ان افراد الحشد الشعبي يتقاضون رواتبهم من الحكومة العراقية وأسلحتهم من الجيش العراقي، فلا يوجد أي سمة من سمات الميليشيات التي يعرف أنها مجموعات تعمل خارج سيطرة الحكومة"، مؤكدا أن "الإصرار على إبراز أخطاء أو إلصاق تهم يكشف الخلفيات السياسية التي تكتنف مثل هذه الأعمال من بعض وسائل الإعلام".

صعوبات اقتصادية

وحول الوضع الاقتصادي في العراق، قال ان "انخفاض اسعار النفط بشكل كبير وملحوظ واعتماد العراق على النفط بالدرجة الأساس مثل ثغرة في مجمل الموازنة والامكانات المطلوبة لاسيما اننا مع مواجهة الدولة لحرب ضروس أمام الارهاب"، مشيرا إلى أن "العراق يواجه صعوبات اقتصادية، لكننا ننظر لهذا التحدي على انه فرصة لنفتح مجال الاستثمارات بشكل واسع والاهتمام بالقطاعات الزراعية والصناعية والتجارية بشكل أكبر والخروج من الاعتماد على الاقتصاد الاحادي والاعتماد على كل الفرص والافاق الرحبة في المجال الاقتصادي".

وأوضح ان "هناك ثلاثة ملايين نازح يعيشون ظروفا صعبة بعيدا عن مدنهم يمثل عنصرا ضاغطا في النطاق المجتمعي"، متمنيا "تحرير الاراضي العراقية ومن ثم تطهيرها من الألغام التي يزرعها الارهابيون وتوفير المناخ المناسب لعودة النازحين لمدنهم في اسرع وقت ممكن"، لافتا إلى أن "العراق يخطو خطوات مهمة في مد جسور المحبة والمودة الى دول الجوار ودول المنطقة ودول العالم اجمع اذ اصبح اليوم حاضرا وبقوة للدفاع عن قضية تمس الأمن القومي للكثير من دول العالم".

حوار وتواصل

وعن إمكانية قيامه بمبادرة بين بعض دول المنطقة حول العديد من القضايا المهمة، أكد الحكيم، ان "الحوار والتواصل مع كافة الأطراف ودول المنطقة أمر حيوي ومهم، إذ يوضح لكل الأطراف ما يفكر فيه الآخر، فالسياسة ليست خصومات بل مصالح، وكيف نجعل مصالحنا ترتبط بالآخر"، مشددا على "ضرورة الحوار وعدم تجاوز الخطوط الحمراء من الجميع ووجود رؤية متكاملة تحدد فيها جميع المصالح، لأنه إذا استمر الجميع في الفعل وردة الفعل فلا يمكن أن تنتج هذه الخطوات فائزا".