لماذا تأجل عرض فيلم {سعيكم مشكور يا برو} أكثر من مرة؟

Ad

في بادئ الأمر، كنا قد اتفقنا على عرض الفيلم في منتصف شهر أغسطس الماضي، لكن بعدما قررنا عرضه في «مهرجان الإسكندرية» فأجلنا ظهوره إلى الجمهور حتى انتهاء فعاليات المهرجان.

«سعيكم مشكور» مقبس من الفيلم الأجنبي Death at a funeral... لماذا لجأت إلى ذلك؟

أردت تقديم تجربة مختلفة، خصوصاً أننا اعتدنا على الاقتباس منذ زمن بعيد، وشاهدنا أعمالاً خالدة هي في الأصل مقتبسة من أعمال أجنبية وكان لدينا كتاب كبار يقومون بهذه المهمة بشكل جيد مثل أبوالسعود الإبياري وبهجت قمر وغيرهما، إذ كانوا يمصرون الأعمال الأجنبية بشكل ناجح لدرجة أن مسرحية {سيدتي الجميلة} صارت أفضل من النص الأصلي، واختار مؤلفها أسماء الشخصيات التي تتناسب مع المجتمع المصري وترجم حواراتهم بفنية بالغة ليخرج منها الضحك الحقيقي، وصارت أحد أهم الأعمال الفنية في مصر.

يشارك معك في الفيلم عدد كبير من الوجوه الجديدة. هل لجأت إليهم كي لا تتضخم الميزانية؟

الميزانية ليست لها علاقة باختياري وجوهاً جديدة لكنني أردت أن أصنع تجربة سينمائية مختلفة رغماً عن إرادة الدولة التي لا تقوم بدورها نحو السينما، ولو كانت الميزانية هي السبب لما لجأت إلى كل هذا الكم من الوجوه الجديدة، وكنت سأتعاقد مع نجوم الوسط غير المكلفين مادياً.

 ولم يكن في حسباني تقديم رسالة محددة لأن الفن لم يُصنع لتقديم رسائل بل هدفه الرئيس الإمتاع، ويكفي الفيلم أنه قدم وجوهاً جديدة عدة سيصبحون في غضون سنوات قليلة نجوماً للكوميديا وسيعملون على إنعاش الفن المصري.

لكنك تلقيت هجوماً شديد على الفيلم أثناء عرضه في {المهرجان} بسبب أنه يتشابه مع أفلام السبكي بشكل كبير وتم تصويره في فترة قصيرة جدا.

فعلاً، صورت الفيلم في أسبوعين فقط وهذا لا يعيبه لكني قدمت تجربة مشابهة لما يحدث في سوق السينما ولكن في قالب سينمائي مقبول وجمعت 14 وجهاً جديداً من فرق فنية مختلفة ومن خبرات مختلفة وفي موقع تصوير واحد وقدمت إفيهات بشكل محترم ولائق للأسرة. وأعتبره فيلماً اجتماعياً يناقش الكثير من القضايا الحياتية التي نعيشها بشكل يومي.

ثمة من أكد أن شهادة التقدير التي حصلت عليها من {الإسكندرية السينمائي} جاءت للترضية، لا سيما أن الفيلم لا يحتوي على أي قضية أو خط درامي واضح.

لا أعتقد أن شهادة التقدير جاءت للترضية وأنا راضٍ عن الفيلم بشكل كبير لأنني أردت من خلاله إيضاح أن لا علاقة بين الميزانية الضعيفة والذوق السيئ، وليس عيبا كسينمائي أصنع فيلماًضعيفاً لكنه في الوقت نفسه ممتع مثل بعض أفلامنا القديمة. ومن الممكن أن يكون العمل مسلياً وكوميدياً وميزانيته ضعيفة لكنه مقبول جماهيرياً ونقدياً. ولا أعلم لماذا أصبح الجميع ينظر إلى الأعمال الكوميدية نظرة الضعف؟

هل ترى أن الأعمال الكوميدية فقدت احترامها لدى النقاد والجمهور والمهرجانات؟

فعلاً، الجميع أصبح يتحدث عن عدم وجود رسائل في الأعمال الكوميدية رغم أن صناعة الكوميديا أصعب كثيراً من تقديم أي أعمال أخرى، والجميع يعرف ذلك.

هل تريد القول إنك قدمت فيلمك الجديد من باب {الجمهور عايز إيه}؟

لا أعترف بهذه المقولة من الأساس ويجب على السينمائيين ترقية وتطوير ذوق المشاهدين والمتابعين وعدم الانسياق وراء رغبات الجمهور لأن السينما يجب عليها أن تتطور وفق المنظور الجيد وليس وفقاً لطلب الجمهور فهي كـ {الموضة} التي يجب تحديثها وتغييرها وتطويرها كل عام.

هل ترى أن الدولة هي السبب في الحالة المتردية التي وصلت إليها السينما المصرية؟

لا أحمل الدولة المسؤولية بصفتها جهة إنتاج بل يجب على المسؤولين أن يعوا أهمية وتأثير هذه الصناعة التي تنعكس إيجاباً على الاقتصاد. حينما كان لدينا سينما وفن جيدين كان العالم العربي كله يستمع إلينا، لكن عندما رفعت الدولة يدها عن الفن والسينما شاهدنا النتيجة السيئة. والعجيب في الأمر، أن الجميع يرى ما يحدث لكن نرى تدخلاً لحل الأزمة أو تقديم حلول حقيقية وصادقة لمواجهة هذه الأزمات المستعصية.

ابتعدت لفترة عن الوسط السينمائي... لماذا عدت حالياً؟

أحاول من خلال {سعيكم مشكور} العودة إلى السينما دعماً لها، وبتقديم وجوه جديدة  تبث الحياة في دمائها بعدما أصاب الكساد الوسط الفني كله، خصوصاً السينما بسبب القرصنة، لا سيما أن الفيلم كوميدي خفيف لم يتكلف كثيراً.

أين شركة {غودنيوز} حالياً، ولماذا توقفت عن العمل والإنتاج؟

لا يوجد قانون يحمي الفنانين والمنتجين السينمائيين، وثمة سوق احتكاري لا يجد من يحاسبه، بالإضافة إلى القرصنة التي أكلت الأخضر واليابس، ومن يقدم فيلماً خلال هذه الأيام يفكر ألف مرة قبل خوض هذه التجربة الصعبة، التي ربما تكبده الكثير من الخسائر.