صوره لها تاريخ: فريج الرومي والشملان في الحي الشرقي (1)
يقع فريج بن رومي والشملان في الحي الشرقي بمدينة الكويت، ويحده ساحل البحر من الشمال، وفريج المطبة من الجنوب والجنوب الشرقي، وبيت ديكسون وفريج العسعوسي وبراحة مجيبل من الشرق، وبيت سالم بوقماز الذي اشتراه من صقر الغانم عام 1900م من الغرب.وهو فريج كبير الحجم قياساً ببعض الفرجان الصغيرة من حوله، إذ يتخلله العديد من السكك الضيقة، والسكك السد، ومسجد واحد، وبراحة صغيرة. كما يوجد به ثلاثة مسقفات قديمة. والمسقّف جسر مبني من الطين والأخشاب يربط بين بيتين في نفس الفريج من الجهة العلوية ومخصص لمرور النساء وإضفاء خصوصية أكثر للعائلة. وأول هذه المسقفات في فريج الرومي والشملان هو مسقف "بن رومي" وطوله حوالي 12 متراً تقريباً ويقع في سكة ديوان شملان. والمسقف الثاني هو مسقف "ملا حسين" الذي يبلغ طوله 15 متراً تقريباً ويربط بين بيوت التركيت وفوقه بنيت غرفتان. أما المسقف الثالث فهو مسقف "القطامي" وهو صغير الحجم ولا يزيد طوله عن خمسة أمتار على الأكثر ويربط بين بيوت القطامي.
أما بالنسبة للمسجد الذي يوجد بالفريج وهو مسجد القطامي، فقد بنته ملكة بنت محمد بن غانم الجبر الغانم في عام 1834م مقابل بيت عبدالعزيز عبدالوهاب القطامي. وقد صلى إماماً في المسجد الملا حسين بن عبدالله التركيت، ومن بعده ابنه الشيخ محمد صالح التركيت، ثم أصبح إمام المسجد الشيخ محمد بن محمد صالح التركيت، ومن بعده الملا مبارك بن بشر الرومي، ثم الملا إبراهيم التركيت، وذلك طبقاً لما ورد في كتاب مساجد الكويت القديمة.أما المؤذنون في هذا المسجد فأولهم الملا عبدالسلام شعيب، ثم الملا سلطان بورسلي، ثم الملا عبدالوهاب السنان، ثم الملا حميّد الحقان، ثم الملا عيسى خليفة الديين. ويوجد في هذا الفريج حفرة (تتجمع فيها مياه الأمطار) تقع قريباً من براحة "المجيبل" وبجوار بيت عبدالرحمن التويتان. أما براحة المجيبل المشهورة فتقع في نهاية فريج الرومي والشملان من الناحية الجنوبية وتقع حولها بيوت التويتان والشيرازي والمجيبل (ومن بعدهم الستلان).ويوجد بهذا الفريج ديوان صغير للشاعر عبدالله السعد اللوغاني في بيت والده المقابل لبيت علي مبارك الدوب، وهو أشبه ما يكون بمنتدى أدبي يرتاده شعراء وأدباء من الكويت وخارجها ومن أشهرهم أحمد بشر الرومي، وفهد عبدالمحسن الفهد، وزيد الحرب، وسلطان بن فزران، وبن منيع، وسليمان بن شريم، وأحمد زيد السرحان، وأحمد الرشود، ومبارك العصفور، وحسين بورقبة، وغيرهم. في الأسبوع المقبل، سنتناول أسماء العائلات التي سكنت في هذا الفريج، وسأقدم إلى القراء الكرام مخططاً للفريج وفيه أسماء من استطعت أن أتحقق من استقرارهم في هذا الفريج الشرقاوي.