تشهد المنطقة سلسلة تحركات دبلوماسية هدفها التوصل الى ترتيبات إقليمية تحضر لحل للأزمة السورية بدفع أميركي ـ إيراني ـ سعودي ـ روسي. والى جانب المبادرة الإيرانية التي كانت محط بحث في الأيام الماضية، برز أمس توافق أميركي ـ روسي على محاسبة مستخدمي السلاح «الكيماوي» الأمر الذي قد يشكل أحد مفاتيح الحل السياسي.  

Ad

قبل لقاء متوقع سيجمع بين وزير خارجية السعودية عادل الجبير وإيران محمد جواد ظريف في سلطنة عُمان، شهدت المنطقة سلسلة تحركات دبلوماسية مكوكية للتوصل الى حل للأزمة السورية بدفع أميركي - إيراني - سعودي - روسي ناتج على ما يبدو عن توقيع الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن.  

وفي ما بدا أنه جزء من الترتيبات الإقليمية التي تحضر لحل ما للأزمة لسورية المستمرة منذ 2011، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إلى العاصمة العمانية مسقط، قادماً من طهران حيث بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «المبادرة الإيرانية المعدلة» بشأن سورية وملحقاتها.

تغير روسي

وتأتي زيارة المعلم إلى عمان أيضاً بعد «اجتماع الدوحة الثلاثي» الأميركي - السعودي- الروسي، ووسط مؤشرات متزايدة من قبل موسكو تظهر تبدلاً في موقفها من الأزمة السورية.

في السياق، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس عن توصله خلال محادثات جرت في ماليزيا أمس الأول مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إلى اتفاق على مسودة قرار في الأمم المتحدة يهدف إلى تحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيماوية، التي استخدمها نظام الرئيس بشار الأسد على نطاق واسع، من أجل مثولهم ومحاكمتهم أمام القضاء، موضحاً أن اللمسات الأخيرة وضعت على الاتفاق، الذي يرجح أن يصوت عليه مجلس الأمن اليوم.

وفي إشارة أخرى على تبدل الموقف الروسي، وافق ائتلاف المعارضة على تلبية دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو.

وقال عضو الائتلاف هادي البحرة أمس، إن الزيارة هدفها مناقشة المبادرة الإيرانية وتعديلاتها. وتتضمن المبادرة الجديدة 4 بنود هي: وقف فوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة تعديل الدستور السوري بما يضمن حقوق كافة الأقليات، وإجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين.

تواصل تركي ـ إيراني

وفي إطار الترتيبات الإقليمية، وبعد ساعات قليلة من تدشين أنقرة وواشنطن تعاونهما الجديد في الحرب على تنظيم «داعش» في سورية، هاتف الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره التركي رجب طيب إردوغان لتنسيق المواقف.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، قال روحاني لأردوغان، إن «إيران وتركيا وقفتا في ظروف عصيبة جداً جنباً إلى جنب، وفي الظروف العصيبة التي نمر بها حالياً يجب أن نتعاون معاً لحل قضايا المنطقة»، ورد الرئيس التركي بالدعوة إلى «التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف ولاسيما داعش»، الذي حذر من خطورته على العالم الإسلامي.

«النصرة» تسلم

وفي ما بدا أنه أحد الانعكاسات الميدانية للتوافق الدولي الإقليمي، سلمت «جبهة النصرة» نقاطاً تسيطر عليها على الحدود السورية – التركية لكتائب «الجيش الحر»، وذلك بعد اجتماع ضم الفصائل العسكرية الكبرى في حلب.

وفق وكالة «مسار برس»، فإن «النصرة» سلمت قرية حور كلس لـ «لواء السلطان مراد»، كما تعهدت بإخلاء جميع مواقعها على جبهات «داعش»، وتسليم جميع مقراتها في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي لـ «الجبهة الشامية».

«جيش الفتح»

إلى ذلك، تواصلت المعارك في منطقة سهل الغاب التي تربط محافظات إدلب وحماة واللاذقية. وشن «جيش الفتح» بقيادة «النصرة»هجوماً على قوات النظام التي تحاول تحقيق تقدم في المنطقة واستعاد منها بعض المواقع المهمة ومنها محطة زيزون الحرارية.

قيادة جورين

وكانت «النصرة» وفصائل إسلامية مقاتلة تضم في صفوفها عناصر من آسيا الوسطى والشيشان باتت على بعد أقل من كيلومترين عن مركز قيادة حيوي لعمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية جورين في محافظة حماة التي تتخذها قوات النظام مدعومة بمقاتلين إيرانيين ومن حزب الله مركزاً لقيادة العمليات العسكرية في سهل الغاب.

تقدم «داعش»

على المقلب الآخر، سيطر تنظيم «داعش» ليل الأربعاء- الخميس على مدينة القريتين الاستراتيجية الواقعة في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن القريتين تحظى بأهمية استراتيجية نتيجة موقعها على طريق يربط مدينة تدمر الأثرية بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق، موضحاً أن هذا التطور «يخول تنظيم الدولة ربط مناطق سيطرته في ريف حمص الشرقي بمناطق سيطرته في منطقة القلمون الشرقي وتتيح له نقل قواته وامداداته بين المنطقتين».

«أشبال الخلافة»

في المقابل، أفاد المرصد عن مقتل 51 «داعشياً» بينهم 8 أطفال مقاتلين من «أشبال الخلافة» خلال اليومين الماضيين جراء قصف مكثف لطائرات الائتلاف الدولي على مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.

(دمشق، واشنطن، طهران-  أ ف ب، رويترز، د ب أ)