غداة إقدامها على خطف ثمانية عناصر من "الفرقة 30" بينهم قائدها، شنّت "النصرة" أمس هجوماً كبيراً على مقر هذه المجموعة المدربة أميركياً في إطار برنامج دولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي تمكن بدوره من استعادة مدينة صيرين الاستراتيجية في ريف حلب من قبضة الأكراد.

Ad

هاجمت جبهة «النصرة» أمس مقر «الفرقة 30»، التي تلقى أعضاؤها تدريبات عسكرية في إطار برنامج أميركي- تركي وقع في أنقرة في فبراير الماضي لتأهيل وتجهيز قوة عسكرية من المعارضة المعتدلة، في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي هذا الهجوم غداة إقدام الجبهة على خطف ثمانية عناصر من الفرقة بينهم قائدها العقيد نديم الحسن، وهو أمر نفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وأكدته الفرقة نفسها في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأول.

وأكد المرصد أن الهجوم تلته اشتباكات تسببت في مقتل 11 شخصاً هم 5 من عناصر «النصرة» ومقاتلون موالون لها و6 مقاتلين من فصائل مقاتلة مؤيدة للفرقة كانوا يدافعون عن المقر، موضحاً أن الجبهة «تسعى الى الاستيلاء على أسلحة عناصر الفرقة 30»، وهي  ثلاثين عربة رباعية الدفع وأسلحة وذخيرة أميركية، دخلت بها قبل أكثر من أسبوعين من الحدود التركية إلى سورية.

نفي وغارات

ونفت المتحدثة باسم «البنتاغون» إليسا سميث أن يكون أي من المخطوفين من المقاتلين، الذين شاركوا في برنامج وزارة الدفاع.

وقالت، لفرانس برس: «لن نكشف أسماء المجموعات المشاركة في برنامج التدريب والتجهيز السوري، ولكن يمكنني أن أؤكد أن ليس هناك عناصر من القوة السورية الجديدة مختطفة أو محتجزة».

وفي وقت لاحق، أعلن المرصد السوري أن طائرات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصفت مواقع لجبهة «النصرة»  قرب بلدة أعزاز بعد هجومها على الفرقة.

وأعلنت واشنطن وأنقرة هذا الأسبوع عزمهما توفير غطاء جوي لمقاتلي المعارضة السورية والتعاون لطرد «داعش» من قطاع من الأراضي الحدودية، إذ أصبح من الممكن أن تنطلق المقاتلات الأميركية من قواعد في تركيا لشن ضربات، وعلى رأسها «إنجليك».

استفزاز «النصرة»

وسبق أن سحقت «النصرة»، التي تصنفها واشنطن تنظيماً إرهابياً، مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في سورية، ففي العام الماضي ألحقت الهزيمة بجبهة «ثوار سورية» بقيادة جمال معروف الذي كان يعد أحد أقوى قادة مقاتلي المعارضة إلى أن هزم، كما لعبت دوراً أيضاً في تفكك حركة «حزم»، التي تدعمها الولايات المتحدة، وانهيارها هذا العام بعد اشتباكات دامية في شمال غرب سورية.

«داعش» يتقدم

وغير بعيد، سيطر «داعش» فجر أمس على صرين في ريف حلب التي كانت تعتبر مركز تجمع قواته ونقطة انطلاق هجماته على المناطق الكردية في كوباني وما حولها.

وبعد 4 أيام من انسحابه منها، نفّذ «داعش» هجوماً مباغتاً على مواقع ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في صيرين القريبة من نهر الفرات، بحسب المكتب الإعلامي لـ»ولاية حلب» التابعة للتنظيم، الذي أشار إلى ان عناصره تسللوا إلى البلدة وقتلوا العشرات من الوحدات الكردية، قبل أن يفجر أحد عناصر «داعش» نفسه بحزام ناسف وسط مجموعة، مما أدى إلى ازدياد أعداد القتلى الجرحى.

وأكدت مصادر ميدانية أن هجوم التنظيم تركز على مدرسة تتخذها الوحدات الكردية مقراً لها جنوب شرقي داخل بلدة صيرّين، واندلعت الاشتباكات داخل بناء المدرسة.

 سهل الغاب

وفي حماة، شنت مقاتلات ومروحيات الجيش النظامي أكثر من 200 غارة على قرى وبلدات سهل الغاب بريف حماة خلال الـ48 ساعة الماضية.

وأوضح مركز «حماة الإعلامي» أمس أن ريف المحافظة الشمالي شهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، التي تمكنت من السيطرة على جميع أجزاء ريف محافظة إدلب الغربي المتاخم لمحافظتي حماة واللاذقية مع وجود العديد من القرى والبلدات الموالية.

جبهة دمشق

من جانب آخر، قال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت الغازات السامة للمرة الثانية هذا الأسبوع خلال المواجهات مع المعارضة مساء أمس الأول في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق.

وأكدت مصادر طبية مقتل مسلح وإصابة 15 من جراء استهداف الحي بقذائف تحمل غاز الكلور السام، تزامنت مع غارات جوية و قصف ببراميل متفجرة على الحي.

وفي ريف دمشق، قالت المعارضة إنها تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع تابعة لحزب الله فوق منطقة الزبداني، مشيرة إلى مقتل القيادي في ميليشيا حزب الله اللبناني حسين راتب أمهز و3 من عناصره في معارك الزبداني.

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)