في خضم مشهد إقليمي بالغ التعقيد، أطلق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس جملة مواقف حددت سياسته الداخلية والخارجية، وتركز مجملها على مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط وتأثيراتها على المملكة، وقضية الإرهاب المتشعبة، وحل الأزمة السورية.

Ad

وأعلن الملك سلمان، خلال مشاركته في افتتاح الدورة السنوية لمجلس الشورى السعودي، عزمه تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً له، ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، والاستفادة من الموارد الاقتصادية، وزيادة عوائد الاستثمارات الحكومية، مطمئناً بأن تراجع أسعار البترول لن يؤثر على اقتصاد المملكة.

وفي الخطاب الملكي، الذي عادة ما يلقيه الملك أمام مجلس الشورى، أصدر العاهل السعودي توجيهات لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، برئاسة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بوضع الخطط والسياسات والبرامج اللازمة لذلك.

وفي الشأن الخارجي، أكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة سارت «في سياستها على مبادئها الثابتة، الملتزمة بالمواثيق الدولية، المدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، الرامية إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، الساعية إلى توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية».

وفي الشأن السوري، حمل العاهل السعودي نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية توفير «أرض خصبة» للتنظيمات «الإرهابية»، مجدداً الدعوة إلى حل سياسي يشمل تشكيل حكومة انتقالية بكل الصلاحيات.

وشدد على أن «موقف المملكة من الأزمة واضح منذ بدايتها، وهي تسعى إلى المحافظة على أن تبقى سورية وطناً موحداً يجمع كل طوائف الشعب، وتدعو إلى حل سياسي يخرجها من أزمتها».

ورأى أن الحل يجب أن «يمكّن من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تجد أرضاً خصبة في سورية لولا سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف وتشريد الملايين».

وفي الشأن اليمني، اعتبر الملك سلمان أن عملية عاصفة الحزم، بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية وبطلب من الحكومة الشرعية، جاءت لإنقاذ اليمن من فئة انقلبت على شرعيته وعبثت بأمنه واستقراره، وسعت إلى الهيمنة وزرع الفتن في المنطقة، مؤكداً دور عملية إعادة الأمل وبرامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، ليستعيد اليمن دوره الطبيعي إقليمياً ودولياً، وينعم بأجواء الأمن والاستقرار.

وشدد على حرص السعودية على الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.