تجدد الصدام مرة أخرى بين وزارة الأوقاف المصرية والتيار السلفي، إثر قيام مجموعة من السلفيين في محافظة الإسكندرية الساحلية، بمنع إمام وخطيب الأوقاف الشيخ حسني بدوي من الصعود إلى المنبر لإلقاء خطبة الجمعة بمسجد "أولياء الرحمن"، التابع لإدارة أوقاف العامرية، ما أحدث حالة من الهرج والمرج داخل المسجد.

Ad

مديرية الأوقاف بالإسكندرية أصدرت بيانا أكدت فيه أنها لن تتسامح في حق أحد من أئمتها، بل سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حفاظا على بيوت الله، وستواجه ما حدث بكل قوة وحسم وتفعيل دور القانون، مضيفة أنها قامت على الفور بتحرير محضر جنحة مباشرة برقم 50777 بقسم شرطة العامرية، ضد عدد من الأشخاص بينهم أحمد ممدوح، السلفي الذي ألقى الخطبة.

من جانبه، قرر وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية عبدالناصر نسيم منع نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي نهائيا من إلقاء الخطب أو الدروس الدينية في المحافظة، وإلغاء التصريح الخاص به.

وقال نسيم لـ"الجريدة" إنه قرر أيضا إعفاء مدير إدارة العامرية من منصبه، وعودته إلى عمله الأصلي، كما قرر تكليف الشيخ البدري السمان، وكيل المديرية بوضع خطة محكمة وعاجلة للسيطرة على مساجد زاوية عبدالقادر والقُرى المجاورة لها.

وشدد على أنه لن يسمح بسيطرة "أعداء الوطن" على المساجد أو الزوايا، مناشدا أجهزة الأمن القيام بدورها في منع أعضاء الدعوة السلفية من القيام بأي نشاط ديني داخل المساجد.

في المقابل، أعرب نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي عن استغرابه الشديد من قرار منعه من اعتلاء المنابر، مشيرا إلى أنه ليس له علاقة بالمشكلة التي حدثت في الإسكندرية، وأنه ملتزم بموضوعات الخطبة التي تحددها الوزارة، ويتعاون طوال الفترة الماضية معها.

واعتبر برهامي، في تصريحات لـ"الجريدة"، ان قرار منعه يتضمن نوعا من التربص به، واستغلالا لموقف لم يخطئ فيه، مضيفا: "الخطأ في هذه الواقعة يتحمله الطرفان، لأن الأوقاف اعتادت الاتصال قبل يوم الجمعة من كل أسبوع، للإبلاغ عن هوية الخطيب الذي سترسله من قبلها، إلا أن هذا الإجراء لم يحدث هذا الأسبوع، ما دفع الشباب إلى منعه من اعتلاء المنبر، باعتبار أنهم غير متأكدين من هويته".