رويدا رويدا تنتقل كرة اللهب المشتعلة بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والأكراد في شمال سورية إلى تركيا، حيث يرجح خبراء أن الاعتداء الدامي الأخير الذي وقع في جنوب تركيا، ويحمل بصمات التنظيم المتطرف، استهدف الأكراد أكثر منه الاتراك، لكنه بالتأكيد يؤشر إلى هشاشة الموقف التركي من النزاع في سورية المجاورة.

Ad

ووجهت الحكومة التركية المحافظة أصابع الاتهام في العملية الانتحارية، التي استهدفت مركزا ثقافيا في سوروتش على مقربة من الحدود السورية، وقتل فيها 32 شخصا، إلى «داعش»، إلا أن أي تبن رسمي لم يصدر عن الأخير.

ولطالما وجهت إلى تركيا اتهامات بغض الطرف عن تنقل عناصر «داعش» عبر حدودها، وادخال الدعم العسكري لهم. وهي المرة الأولى التي توجه فيها أنقرة اتهاما مباشرا إلى التنظيم الجهادي بتنفيذ عمل ارهابي على أرضها.

وكان الضحايا وغالبيتهم من الشبان المؤيدين للأكراد يحضرون داخل المركز المستهدف لمهمة دعم لعملية إعمار مدينة كوباني الكردية المدمرة، والتي تحولت إلى رمز لمواجهة «داعش» في سورية.

ومنذ يناير، تاريخ إخراج الأكراد للتنظيم من كوباني (عين العرب)، تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من الاستيلاء على مساحة واسعة من الأراضي في شمال سورية، طاردة منها «داعش»، بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي ينفذ غارات مكثفة ضد مواقع وتجمعات الجهاديين.

وأثار التقدم الكردي هجمات مضادة من «الدولة الإسلامية» على كوباني الواقعة في محافظة حلب، من دون أن يتمكن من العودة إليها، وعلى مناطق في محافظة الحسكة والرقة.

ويقول آرون شتاين، من مركز «اتلانتيك كاونسيل» للابحاث، الذي يتخذ من واشنطن مقرا، إن اعتداء «سوروتش» يعكس «تمدد الحرب بين الأكراد وتنظيم الدولة إلى تركيا».

ويرى ان الهجوم «يستهدف بالأحرى الأكراد المناصرين لكوباني»، مشيرا الى تفجير حصل في يونيو في دياربكر بتركيا، واستهدف تجمعا لحزب موال للاكراد، ما تسبب في مقتل اربعة اشخاص.

ويتوقف الخبراء من جهة ثانية على حصول الاعتداء بعد توقيفات قامت بها القوى الأمنية التركية أخيرا شملت عشرات المناصرين لـ»داعش» في مناطق مختلفة من البلاد.

ويقول ماكس ابرامز، الخبير في قضايا الارهاب والاستاذ في جامعة نورث ايسترن الاميركية، «عموما، يبدو ان هناك حملة حقيقية ولو متأخرة في تركيا» على تنظيم الدولة، «لذلك، فان تنفيذ تنظيم الدولة الاسلامية اعتداء على تركيا امر غير مستغرب».

ويرى المحللون ان الاعتداء قد يدفع انقرة الى تشديد اجراءاتها ضد «داعش» على أراضيها، واتخاذ موقف اكثر وضوحا ضد التنظيم في سورية.

(أنقرة - أ ف ب)