أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة ان بلاده لا تفكر بالتدخل في ليبيا معربا عن استعدادها لتقديم أي مساعدة للدفع في إنجاح حل سياسي جامع يتوصل اليه الليبيون أنفسهم.

Ad

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايطالي باولو جينتيلوني عقب مباحثات ثنائية على هامش (منتدى الحوار المتوسطي) المنعقد في العاصمة الايطالية "اننا لم نفكر ولم نخطط للتدخل العسكري في ليبيا بسبب عدم تلقي أي طلب من حكومة كاملة الشرعية في ظل التناقض القائم بين طبرق وطرابلس".

وأشار الى أنه تناول الأزمة الليبية مع رئيس الجمهورية الايطالي ومع جينتيلوني موضحا أن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذي تتضارب المعلومات عن حقيقة مخططاته في ليبيا ليس الا أحد مظاهر المشكلة الليبية التي تتجاوز حدودها الجغرافية.

وفي وقت لاحق ذكر لافروف في مداخلته أمام المنتدى المتوسطي أن موسكو تعمل مع ايطاليا بصدق النوايا وتدعم أي جهد لحل الأزمة في ليبيا ومساعدة الأطراف على تشكيل حكومة موحدة لتجنيب البلاد الانهيار التام.

وأكد أن روسيا ستبذل كل ما بوسعها بعد غد الأحد خلال مؤتمر روما الدولي حول ليبيا من أجل تشجيع انضمام الذين ما زالوا يعارضون الاتفاق المطروح والتركيز فقط على حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.

من جانبه قال الوزير الايطالي أن "الملف الليبي بالغ الأهمية بالنسبة للأمن القومي الايطالي" معربا عن تقديره للدعم الذي يقدمه الوزير الروسي لمساعي الحل عبر المؤتمر الذي تستضيفه روما يوم الأحد المقبل من أجل فتح الطريق نحو اتفاق بين الليبيين" بمساعدة المجتمع الدولي الذي لا يمكن أن ينوب عنهم.

وأضاف جينتيلوني ان اجتماع روما يرمي الى حشد أقصي تأييد واتفاق ممكن حول تشكيل حكومة وحدة وطنية لافتا الى صعوبة التوصل لاتفاق بنسبة 100 بالمئة حيث أن المأمول التوصل الى أعلى نسبة حبذا لو بلغت 90 بالمئة.

وحول التردد حيال استيلاء مسلحي (داعش) على مدينة صبراتة قال جينتيلوني أن الأنباء عن تعزيز تواجد التنظيم بمناطق جديدة في ليبيا تحتاج الى التحقق منها مشددا في المقابل على أنه من الجوهري أن "تكون الدبلوماسية أسرع وأقوى من سرعة تنامي داعش".

وفي هذا السياق شدد مسؤول الدبلوماسية الايطالية على ضرورة التعاون الأوروبي مع موسكو في محاربة خطر الارهاب مؤكدا أنه ولافروف أكدا أهمية العلاقات التي تربط ايطاليا وروسيا والتي لم تنقطع أبدا في ظل الصعوبات التي اكتنفتها بشأن الأزمة الأوكرانية.

وتستضيف ايطاليا يوم الأحد المقبل اجتماعا دوليا حول الأزمة الليبية بمشاركة وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري المقرر وصوله غدا والروسي لافروف وذلك أسوة باجتماعات فيينا حول سوريا بمشاركة القوى الدولية والاقليمية الفاعلة بهدف تذليل أخر العقبات ودفع الأطراف الليبية الى الاتفاق النهائي على تشكيل حكومة وفاق وطني.