بالعربي المشرمح: الفساد وباء منشط وحيوي!
ابتلي وطني بعينات كثيرة، معظمها وبائية أتت لها إثر فيروس يسمى الفساد يمنح المصاب به طاقةً عجيبة تجعله يعمل بهمة ونشاط، الأمر الذي جعل المصابين به يزيدون نشاطهم وهمتهم ليلاً ونهاراً، خوفاً من شخص يجد لهذا الفيروس مضاداً يقضي عليه.معظم المصابين بهذا المرض يحاولون نشره بصورة أكبر، لعل وعسى أن يصيب عدداً واسعاً من المواطنين، فيعجز عن معالجتهم، فيستمروا بنشاطهم وهمتهم في تحصيل ما يمكن تحصيله قبل فوات الأوان، لذلك نجد معظمهم قد انتفخت كروشهم وازدادت أموالهم وكثرت مصالحهم.
فيروس الفساد وباء عجيب، حيث لا يبدأ بالفقراء وعامة البشر، بل يبدأ من أعلى الهرم، ليكون كالصاعقة على من هم في أسفله فينحدر عليهم كالسيل الجارف وبسرعة قصوى، لذلك نجد معظم مرضى هذا الوباء اللعين هم من يعتلون القمة ويتربعون على عرشها، ويملكون القرار حتى إذا ما خرج لهم شخص ما مبشراً باكتشاف علاج يقضي على هذا الوباء استغلوا "علوهم" ليبطشوا به ويجعلونه عبرةً لمن يعتبر.الكارثة أن الفقراء لا يصابون بهذا الوباء، لاسيما من هو بعيد في علاقاته عن علية القوم المصابين به، لذلك نرى بعضهم يتمنى الإصابة بهذا الفيروس ليكون بنشاط وهمة المصابين به، ومنهم من يتمنى زواله حسداً للمصابين به وما جنوه بسبب مرضهم به، لكن لا أحد يفكر في كيفية علاجه، ولم نرَ مدركاً لخطورة هذا الوباء على الوطن بعد حين. يعني بالعربي المشرمح:حامل هذا الوباء يعمل بكل ما أوتي من قوة لينتشر ويزداد مصابوه، بينما تجد بعض من لم يُصَبْ حتى الآن ينتظر إصابته بفارغ الصبر، وبعضهم يتمنى زواله عن المصابين حسداً لهم لا حباً أو إدراكاً لخطورته، خصوصاً أن وباء الفساد يجعل من حامله شخصية عجيبة ملؤها النشاط والحيوية، كما يزيد ثراءه وسطوته، وطبيعة البشر أنهم يتبعون هواهم، فالنفس أمارة بالفساد، أقصد بالسوء، ورحم الله من لم يُصَب بهذا الوباء.