ذكرت وكالة الطاقة الدولية أخيراً أن أسعار النفط الرخيصة ستزيد من الضغط على الإنتاج العالي التكلفة مثل الزيت الصخري في الولايات المتحدة.

Ad

وسط استمرار التذبذب في أسعار النفط وخاصة في نهاية الأسبوع الماضي– وإن كان في نطاق ضيق– أظهرت التقلبات التي شملت الخام خسارة بلغت 3 في المئة، وذلك في اعقاب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يقول إن بنك غولدمان ساكس يتوقع هبوط سعر البرميل الى عشرين دولارا.

وبحسب تقرير الصحيفة، كانت شركات الحفر الأميركية الخاسر الأكبر في هذا التطور الذي دفع أسعار العقود الآجلة تسليم أكتوبر الى حدود 45 دولارا للبرميل.

كما رفع ذلك مؤشرات داو جونز الصناعي بنسبة 0.14 في المئة واس and بي 500 وناسداك بصورة طفيفة.

ويقول فيل اورلاندو، وهو كبير الاستراتيجيين لدى شركة ادارة الأموال "فيديريتد انفسترز": إن هذه ردة فعل طبيعية لآخر أنباء الصناعة التي تتسم بالحذر والترقب بشكل واضح.

الأسعار الرخيصة

وكانت وكالة الطاقة الدولية أعلنت أخيرا أن أسعار النفط الرخيصة ستزيد من الضغط على الانتاج العالي التكلفة، مثل الزيت الصخري في الولايات المتحدة، ما سيفضي الى اكبر خفض في الانتاج منذ حوالي ربع قرن.

وترى الوكالة ان ذلك سيؤثر أيضا على شريحة المستهلكين، إذ يتوقع أن يصل نمو الطلب على النفط في هذه السنة الى أعلى مستوياته خلال خمس سنوات. وترى الوكالة أن هبوط أسعار النفط سيجبر المنتجين من خارج منظمة أوبك على خفض انتاجهم في العام المقبل بأعلى وتيرة في أكثر من عقدين، ما قد يعيد التوازن الى أسواق النفط المتخمة بالمعروض.

يذكر أن ارتفاع أسعار النفط الى أكثر من 100 دولار للبرميل في سنة 2013 سمح لمنتجي الزيت الصخري الأميركي باستغلال التقنية المكلفة لاستخراجه وهي طريقة كانت تنطوي على صعوبة بالغة في الماضي ويواكبها العديد من العقبات البيئية والعملية، وقد مكنتهم تلك الظروف من زيادة المعروض بشكل حاد في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.

ولكن مع رفض منظمة اوبك خفض سقف انتاجها تراجعت أسعار النفط الخام من أكثر من 100 دولار للبرميل في نهاية سنة 2013 الى ادنى مستوياتها في 6 سنوات في الشهر الماضي، كما انخفض سعر النفط الأميركي الى اقل من 40 دولارا.

خفض سقف الإنتاج

وبحسب خبراء الطاقة، فإن هذه الصناعة بدأت الآن بالتفاعل مع واقع هبوط الأسعار عبر تحقيق خفض تدريجي في سقف الانتاج، كما أشاروا الى أنه "من المرجح أن يتحمل انتاج النفط الأميركي العبء الأكبر من هبوط الأسعار الى حوالي النصف".

ويذكر في هذا السياق أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمعدل 2.6 مليون برميل في الأسبوع الماضي لتصل الى 458 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تتحدث عن زيادة بحدود 933 ألف برميل، ومن شأن ذلك زيادة الضغط على وضع النفط بصورة عامة ومؤثرة ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في مختلف مناطق الاستهلاك بالعالم.

ومن شأن هذه التطورات المثيرة للقلق أن تهدد الاقتصاد العالمي بقوة خاصة في ضوء تفاقم مستويات التباطؤ في الصين والعديد من الأسواق الناشئة وتوقعات قيام مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي برفع معدلات الفائدة التي كانت تشجع على تحفيز الأنشطة الاقتصادية والمشاريع، كما كان الحال في اعقاب الأزمة المالية العالمية سنة 2008.