إعلانات رمضان... دليل نجاح أم سبب هروب المشاهدين؟

نشر في 26-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 26-06-2015 | 00:01
هل من الممكن أن تتحكم الإعلانات في نوعية الأعمال الدرامية التي يتم تقديمها، وتؤدي إلى إبعاد بعض الفنانين عن الساحة الدرامية؟ أما السؤال الأهم فهو هل من الممكن أن يكون الإعلان دليلا على نجاح بعض المسلسلات أم سبباً في ابتعاد الجمهور عنها لكثرة الفواصل الإعلانية؟...
في كل عام تصل كلفة الإعلانات المرافقة  للمسلسلات الدرامية إلى مئات الملايين من الجنيهات، وهذه الملايين تحمي، بنظر البعض، صناعة الدراما من الفناء، مؤكدين أن لولاها لما رأينا هذا الكم من القنوات الفضائية والأعمال الدرامية.

مهزلة

يرفض محمد صبحي مهزلة الإعلانات والمشاركة في عمل تنتهكه الإعلانات بشكل عشوائي ولا تراعي أي أصول، كذلك يرفض قطع أعماله من أجل الإعلان عن «زيت قلي» و{أجهزة تكييف»، ويطالب بضرورة وضع هذه الإعلانات  بشكل لا يهين العمل الفني وأبطاله، معتبراً هذه الأرباح  مجرد نجاح زائف.

يضيف: «قللت الفواصل الإعلانية من أهمية الدراما، وجعلت المسلسلات مجرد سلعة تجارية تهدف إلى الربح»، مؤكداً أن الإعلانات لا تصنع فناً محترماً وهادفاً، لأن من يصنع مسلسلاً وفقاً لاعتبارات إعلانية، يؤدي في نهاية الأمر إلى ظهور عمل فني ضعيف.

بدوره يوضح السيناريست أيمن سلامة، مؤلف «مريم»،  أن المعلنين يريدون التركيز على موضوعات معينة، وأنهم السبب في عدم إنتاج أعمال دينية أو تاريخية نظراً إلى الصعوبات والمشاكل التي تواجهها، أبرزها هروب المنتجين وحاجتها إلى دراسة متأنية وعدم إقبال المعلنين عليها.

يضيف: «يتابع الجمهور الأعمال التي يريدها بغض النظر عن وجود إعلانات أم لا»، مشيراً إلى  أنه يكتب المسلسل ولا يتدخل في تفاصيل لا تخصه مباشرة مثل الإعلانات، بل يتركها لمن هو مسؤول عنها، مشيراً إلى أن الإعلانات دليل ومؤشر على نجاح الأعمال الدرامية وعلى متابعة الجمهور.

من جانبه ينتقد محفوظ عبدالرحمن، رئيس جمعية كتاب الدراما المصرية،  الإعلانات التجارية التي ترافق المسلسلات، سواء أثناء عرضها أو قبل إذاعتها، مؤكداً أنها من أسوأ الآفات التي تواجه الإنتاج التلفزيوني، ومشيراً إلى أن الأمر وصل إلى الاتفاق المسبق مع شركات الإعلانات التي تحدد لشركة الإنتاج الدرامي أبطال العمل.

يضيف أن منتج المسلسل يصب اهتمامه على كيفية تسويق عمله بعيداً عن الجودة أو القصة، وضمان نسبة كبيرة من الإعلانات، لذا يضع  البعض نهايات غريبة أو يستعين بضيوف شرف من النجوم  لا دور لهم إلا التسويق وجلب الإعلانات.

مافيا

ترى المخرجة إنعام محمد علي أن مافيا الإعلانات وما يحدث فيها من تلاعب أديا إلى تلاشي جزء من الدراما التلفزيونية، وأصبح الشغل الشاغل للمنتجين جلب الإعلانات بعيداً عن الهدف الأساسي من الدرما، موضحة أن الحكومة المصرية تخلت عن دورها في إنتاج أعمال راقية لا تهدف إلى الربح وقادرة على المنافسة بقوة.

تضيف أن ثمة سيناريوهات جديرة بالاحترام ما زالت حبيسة الأدراج، خوفاً من عدم وجود إعلانات تغطي كلفتها في حال تنفيذها، مشيرة إلى أن الفن لا يمكن معاملته بهذه الطريقة الخاطئة التي من شأنها تدميره،  خصوصاً عندما يتم اختراق المسلسل بطريقة فجة،  لعرض أحد إعلانات مساحيق الغسيل.

بدورها تؤكد الخبيرة الإعلامية الدكتورة ليلى عبدالمجيد رفضها التام للطريقة التي تدار بها سوق الإعلانات، لافتة إلى أن تكثيف الإعلانات ينسي المشاهد ما كان يشاهده قبل الفاصل الإعلاني، وموضحة أن الإعلانات ضرورية وحتمية لتستكمل القنوات مسيرتها، لكن على أصحاب القنوات إدارتها بشكل سليم حتى لا يضطر المشاهد للانتقال إلى قنوات أخرى.

تضيف أن ثمة إعلانات تفتقد الجانب الإبداعي والجاذبية والتشويق، ما يجعل المشاهد لا يطيق مشاهدة القناة  التي تعرضها، رافضة أن تلعب الإعلانات على وتر تعاطف الناس مع حالات مرضية وتعرض أطفالا مشوهين أو يعانون أمراضاً خطيرة لجمع التبرعات، موضحة أن هذه النوعية من الإعلانات غير مقبولة.

من جانبها تلاحظ الناقدة ماجدة موريس أن الأعوام الماضية شهدت عرض  مسلسلات جيدة، لكن الإعلانات الطويلة والمملة عكرت صفو مشاهدتها، وجعلت البعض يلجأ إلى القنوات المشفرة التي تعرض الأعمال من دون إعلانات، وثمة من لجأ إلى الـ{يوتيوب} كي ينجو من هذا الفخ.

تضيف: {من غير الطبيعي أن نرى إعلاناً عن الجوع والعطش والفقر ثم يتبعه مسلسل يتحدث عن الثراء الفاحش}، مطالبة بتنسيق العملية الإعلامية وتنظيمها واختيار أوقات مناسبة لعرض هذه الإعلانات، بدلاً من الضغط على عواطف المشاهدين بطريقة خطأ.

back to top