التماسك الوقتي مفيد ولكن!!!
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
الأزمة الأولى كانت حين الاستقلال ١٩٦١، والثانية أزمة الصامتة ١٩٧٣، والثالثة أزمة الغزو ١٩٩٠، وهي ثلاث حكايات قد نشرح تفاصيلها في وقت لاحق. أن نتماسك ونلتحم ونفوت الفرصة على من كان يريد إيجاد ثغرة للولوج منها لتدمير المجتمع، صفة محمودة لا ريب فيها، وكنت جزءاً من فعاليات ذلك التماسك شخصياً في ثلاث أزمات. ولكن ما إن ينجلي غبار تلك الأزمة، حتى يتضح أننا لم نتعلم من أزمة ولم نستفد من درس، بل تجدنا نتفنن في تدمير المجتمع لتدمير الخصم، على طريقة "عليّ وعلى أعدائي يا رب"."الأزمة" الأخيرة التي جاءت على شكل مخطط إجرامي راحت ضحيته أرواح زكية بريئة، كان التماسك فيها في قمته، بقيادة مبادرة غير مسبوقة ممثلة بصاحب السمو أمير البلاد، وتحولت إلى حالة عبرت عن نفسها بأشكال مختلفة، وتم فيها استثمار في مفردات كانت حتى فترة قريبة ممنوعة، ودخلت على الخط الحكومة بكل ثقلها، وشركات، وبنوك، وأفراد، ومجتمع مدني، الكل يريد إثبات وحدته الوطنية، التي كانت حتى فترة قريبة في حكم "المبني للمجهول"، كلنا أمل في أن تكون محطة انطلاق لإدارة الدولة بمعناها الشامل.هي الحكاية الرابعة إذن في التماسك المؤقت، وليست الثانية كما يتردد، وفي الحكايات السابقة تلا التماسك تفكك ومزيد من عدم التوازن.إن كانت هناك رغبة في الاستفادة من زخم التماسك الوقتي لكي نعيش معه مدة أطول فعلينا أن نفعل أكثر من مجرد خطابات وفعاليات وقتية ستتبخر مع شمس أغسطس. أعرف جيداً ما يجب علينا أن نفعله لكي نحافظ على وطن مستقر متوازن يتعايش فيه البشر من دون تمييز، فهي مبادئ عامة تحفظ كرامة الإنسان، أغلبها مسطّر بالدستور الكويتي، لا تحتاج إلى اجتهادات يمينية أو يسارية، ولكن في الوقت الحالي وفي ما يظنه البعض إعادة اكتشاف للذات، فقد صار لزاماً علينا أن نحدد المحظورات التي قد تؤدي إلى الانحراف السريع وخروج القطار عن السكة بأسرع مما ينبغي.