سلّم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس، المحكمة الجنائية الدولية ملفاً يتعلق بحادثة قتل الرضيع الفلسطيني علي الدوابشة حرقاً في منزله في قرية دوما بالضفة الغربية على يد متطرفين يهود قبل أيام.

Ad

وقال المالكي في مقابلة مع إذاعة "صوت فلسطين": "أنهينا للتو اجتماعا مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية وطاقمها الخاص بموضوع التحقيق في مكتبها بمقر المحكمة في لاهاي، وقدمنا لها ملفاً مرتبطا بالجريمة الأخيرة النكراء التي ارتكبت بحق الطفل علي دوابشة، وبالتأكيد بشكل خاص".

وأضاف "ولكن عرجنا على موضوع إرهاب المستوطنين بشكل عام. ملف متكامل فيه العديد من المعلومات والمعطيات والوثائق والخرائط قدمناها لها (المدعية العامة) بشكل رسمي في مكتبها، وتسلمت هذا التقرير".

وأوضح المالكي أن الملف الذي جرى تقديمه "هو استكمال للبلاغ الذي قدمناه في الخامس والعشرين من يونيو الماضي، كما تعلمون البلاغ الذي قدم كانت فيه معلومات مرتبطة بالعدوان الأخير على غزة وبموضوعي الأسرى والاستيطان".

وأضاف: "وبالتالي جاء هذا التقرير الأخير استكمالا لهذا التقرير الخاص، وفيه إشارة كاملة للجريمة الأخيرة ضد الطفل علي وعائلته، ولكن عرجنا بشكل كبير جدا على الإرهاب الذي يقوم به المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته".

الى ذلك، افادات مصادر أمنية إسرائيلية بأن مرتكبي الاعتداء في قرية دوما "ينتمون كما يبدو إلى مجموعة يهودية متطرفة". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر قولها إن "المجموعة تضم بضع عشرات من المستوطنين الذين يسعون للقضاء على إسرائيل وإقامة نظام يعتمد على أحكام الشريعة اليهودية بدلا منها".

الى ذلك، تحقق الشرطة الاسرائيلية في "تصريحات معادية" تم توجيهها للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد إدانته قتل الدوابشة حرقا.  

وكتب ريفلين على صفحته على موقع فيسبوك باللغتين العربية والعبرية يوم الجمعة الماضي: "يفوق شعوري بالألم شعوري بالخجل. ألم على قتل رضيع صغير. ألم على أن أبناء شعبي قد اختاروا طريق الإرهاب وفقدوا إنسانيتهم".

وأضاف: "طريقهم ليست طريق دولة اسرائيل ولا طريق الشعب اليهودي. مع الأسف الشديد، حتى الآن يبدو أننا تعاملنا مع ظاهرة الإرهاب اليهودي بتساهل".

وأثار ما نشره ريفلين موجة من التعليقات، بعضها إيجابي، بينما هاجمه البعض وكتبوا تعليقات مسيئة.

وذكرت صحيفة "معاريف" أن هناك تعليقات وردت مثل "الخائن القذر. ستكون نهايتك أسوأ من نهاية شارون"، في إشارة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي ظل في غيبوبة لثماني سنوات قبل أن يتوفى.

ومن التعليقات أيضا "في روسيا، كان سيتم العثور عليك الآن مقطعا داخل علبة أحذية". وأشارت الشرطة الاسرائيلية الى انها تلقت مواد من طاقم ريفلين الأمني وأمرت بإجراء تحقيق "لفحص المنشورات المسيئة للرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين قد اغتيل في الرابع من نوفمبر 1995 في تل أبيب في ختام تظاهرة مؤيدة للسلام مع الفلسطينيين على يد متطرف يهودي، بعد حملة تحريض من اليمين ضد اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين.