في وقت تتواصل التحقيقات لمعرفة أسباب تحطم طائرة "أيه321" الروسية في سيناء، السبت الماضي، اعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن تبني جماعة "ولاية سيناء، "فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" في مصر، إسقاط الطائرة فوق شبه جزيرة سيناء "محض دعاية تهدف الإضرار بسمعة مصر".

Ad

وأضاف السيسي، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن "الموقف في سيناء، والمنطقة التي وقع فيها الحادث على وجه التحديد، تحت سيطرتنا الكلية".

وتابع: "جميع الأطراف التي تبدي اهتماماً بهذه القضية يمكنها المشاركة في التحقيق".

جهود مصرية

في هذه الأثناء، أعلن وزير الطيران المدني المصري حسام كمال أن لجنة تحقيق الحوادث التي تبحث عن أسباب سقوط الطائرة الروسية ستنتهي مساء اليوم من عملية البحث الميداني التي تقوم بها بموقع الحادث لتبدأ بعدها العمل في إجراءات التحقيق، وتشمل بحث جميع الشواهد وتحليل بيانات الصندوقين الأسودين.

وقال كمال، في بيان أصدرته وزارة الطيران المدني أمس، إن الحكومة المصرية بذلت جهوداً كبيرة من أجل الوصول إلى موقع حادث الطائرة الروسية في غضون ساعات قليلة بعد أن اختفت من على شاشات الرادار وتم انتشال الصندوقين الأسودين في اليوم نفسه، وكذلك نقل جثامين الضحايا إلى المستشفيات في القاهرة على الفور كما تم تقديم جميع أوجه العون إلى الجانب الروسي لسرعة إرسال رفات الضحايا إلى موسكو.

وأضاف أنه تم تشكيل لجنة في يوم الحادث نفسه لتتولى التحقيق وأن مصر تقود التحقيق بالتعاون مع الجانب الروسي وأيرلندا (بلد تسجيل الطائرة) والشركة المصنعة، حسب تشريعات الطيران الدولية.

من جانب آخر، عثرت فرق البحث، أمس، على أشلاء جثتين من ركاب الطائرة، التي كانت تقل 224 شخصاً من بينهم 220 روسياً عندما تحطمت.

مراجعة أمنية

في السياق، أفاد مصدر مصري رفيع بأن جهات سيادية بدأت في مراجعة إجراءات تأمين المطارات، وأنه تم تشكيل لجنة تُقيّم حالة المطارات لرئاسة الجمهورية.

وأشار إلى أن خبراء التحقيق استعانوا بصور من الأقمار الصناعية ترصد رحلة الطائرة، وأن تلك الصور أكدت مبدئياً عدم تعرض الطائرة لهجوم خارجي.

وأكد مصدر آخر أنه تتم حالياً مراجعة بيانات مستقلي الطائرة، للتأكد من عدم تعرض الطائرة لعمل إرهابي من الداخل، فضلاً عن فحص ملف قائد الطائرة ومساعده للتأكد من عدم تعرضهما لأي اضطربات نفسية، مشيراً إلى أن مصر قررت توزيع تقارير معلوماتية عن الحادث بكل اللغات على السفارات لطمأنتها بأن الحادث ليس إرهابياً.

تحذير أميركي

في غضون ذلك، حذرت سفارة الولايات المتحدة في القاهرة، المواطنين الأميركيين من السفر إلى أي مكان في شبه جزيرة سيناء، "كإجراء وقائي"، انتظاراً لنتائج التحقيق في حادث تحطم الطائرة.

على صعيد آخر، قتل مجند وأصيب 3 آخرون، من قوات الأمن، بعدما انفجرت عبوة ناسفة في المدرعة التي كانت تقلهم على أحد طرق جنوب العريش، شمالي سيناء، أمس الأول.

زيارة لندن

إلى ذلك، يصل الرئيس المصري، إلى المملكة المتحدة، اليوم، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يُجرى خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ، ديفيد كاميرون، لبحث ملفات التعاون بين البلدين، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، قال إن الرئيس سيعقد لقاء ثنائياً مع كاميرون، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

وأضاف المتحدث الرئاسي أن السيسي سيلتقي وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، لمناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني، إلى جانب مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني، ولقاء مع كبريات الشركات البريطانية ومجتمع المال والأعمال، لاستعراض الفرص الاستثمارية في مصر.

بدوره، قال الناشط القبطي، رئيس المركز "المصري لحقوق الإنسان"، نجيب جبرائيل، إنه تم إعداد حشود ضخمة لاستقبال الرئيس في بريطانيا في مقابل الحشود "الإخوانية"، فضلاً عن مشاركة ممثلين عن 20 كنيسة في دعوات الاحتشاد.

القيادي السابق في التنظيم الدولي لـ"الإخوان" كمال الهلباوي، رجَّح حشد "الإخوان" لعناصرها في لندن للتحرش بالوفد المرافق للسيسي. وقال لـ"الجريدة": "الجماعة قلقة بسبب مخاوف من اتفاق مصري بريطاني لفتح التحقيق من جديد في ضلوع قيادات من الجماعة في عمليات إرهابية".

كشوف الانتخابات

سياسياً، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، الكشوف النهائية لمرشحي المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، التي تُجرى في 13 محافظة، حيث يخوض 2300 مرشح على 222 مقعداً، بينهم 60 مقعداً للانتخاب بنظام القوائم، والآخرون بالنظام الفردي، وقد باتت مقاعد دائرة "شرق الدلتا" محسومة لقائمة "في حب مصر" حيث إنها القائمة الوحيدة المرشحة هناك، ويلزمها القانون بالحصول على 5 في المئة من نسبة الأصوات الصحيحة التي حضرت الانتخابات التي تجرى يومي 22 و23 نوفمبر الجاري.  

كما أعلنت اللجنة العليا، انطلاق الدعاية الانتخابية، في الدوائر البالغ عددها 102 دائرة، ومن المقرر أن تستمر أسبوعين، في ما جددت وزارة الأوقاف تحذيرها، من إقحام المساجد في الدعاية الانتخابية، مؤكدة الوقوف بحسم ضد كل محاولات أي مرشح أو فصيل أو تيار في توظيف المسجد لمصلحته انتخابياً.