منظور آخر: هل الأدب مسألة عالمية؟
أتمنى أن تقوم مكاتب تخليص الفيزا بدورة إرشادية في الأمور الممنوعة في الدول التي سيتم السفر إليها، تنبه فيها المسافرين إلى العقوبات التي سيواجهونها، لأن الاحترام في أرض الوطن ليس فرضا بل تطوع شخصي.
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
هل لنا أن نعتب عليهم؟ لا أعتقد، فالعتب على دولنا التي لم تعلمهم احترام القوانين؛ لأن العقوبات بكل بساطة لا تطبق، فالغالبية من وافدين ومواطنين يفترشون الزرع ويتركون قمامتهم ملقاة عليه، الكويت على سبيل المثال؛ وذلك لأنهم يعرفون أن عين القانون نائمة، والغالبية هنا تدمر الممتلكات العامة دون قلب يخاف؛ لأنه لا حياة لمن تنادي، فقانون منع التدخين بالمطار والمجمعات لا يطبق، ويتم التدخين علنا وأمام رجال الأمن الذين لا يحركون ساكناً، بل على العكس قد يشاركون في التدخين. القوانين غير محترمة هنا، لذا تعود الشعب على عدم الالتزام بها؛ مما سبب انفلاتا لا رادع له، فهاج وماج في بلاد الله ظناً منه أن العالم كله خليجي، ومن هنا يأتي العتب على من لم يعلم هؤلاء الأدب، فالمشاهد مثيرة للخجل، وتعتبر تعدّيا صارخا على جمالية أوروبا بتصرفات فجة وغير محترمة، وبالتأكيد العقوبة ستطاولهم ليتعلموا ولو القليل من الأدب.تصرف واحد مسيء من شخص يحمل جنسيتك هو إساءة إلى شعبك كاملا وبلدك كذلك، ولأني أعرف أن «الضرب في الميت حرام» ولن يجدي كلامي نفعا، فإنني أتمنى أن تقوم مكاتب تخليص الفيزا بدورة إرشادية في الأمور الممنوعة في الدول التي سيتم السفر إليها، تنبه فيها المسافرين على العقوبات التي سيواجهونها، لأن الاحترام في أرض الوطن ليس فرضا بل تطوع شخصي.قفلة:الخطأ وارد في الحياة، لكن الوقاحة فيه وتصويره على أنه مغامرة فذّة فذلك غباء مطبق.