ألا تستدعي الأوضاع المأساوية التي تشهدها المنطقة الدعوة والتنادي لعقد لقاء قمة لزعماء دول المنطقة المؤثرة لمواجهة المسؤوليات التاريخية التي تفرضها الظروف وإعادة الأمن والسلام لشعوبها التي فقدت الإحساس بالأمان، وغدت تعيش في حالة رعب وخوف وترقب للكثير من الاحتمالات المرعبة؟ نتمنى أن تشهد الأيام القادمة تحركا في هذا الاتجاه.

Ad

تناقلت وسائل الإعلام تحليلات وأنباء مفادها أن النظام السوري على وشك الانهيار، وأن أركانه بدأت تتهاوى، وفي اعتقادي أن هذه التحليلات والأخبار فيها من التمني أكثر من الحقيقة، فإنه واهمٌ من يعتقد قرب سقوط نظام                   بشار الأسد، وذلك لحيثيات عديدة منها أن ذلك النظام يستند إلى دعم لا محدود من الجيش السوري الذي يمتلك كميات هائلة من الأسلحة والمعدات، التي يتميز بعضها بالخطورة، ولن تستطيع قوات المعارضة أو الجيش الحر أو حتى الجماعات الإسلامية إسقاطه عسكرياً.

من ناحية أخرى فإن نظام بشار الأسد يحظى بدعم من روسيا التي لن تتخلى عن آخر منطقة نفوذ لها في المنطقة بعد خسارتها العديد من مناطق النفوذ، مع إدراكها أن البديل لها سيكون الولايات المتحدة الأميركية، وإن حدث وتخلت عن نظام بشار الأسد فمعنى ذلك أن الثمن الذي ستحصل عليه سيكون عالياً.

أما إيران فإنها تؤمن بأن سقوط نظام بشار الأسد يعني بالضرورة انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة، وانتهاء أسطورة "حزب الله" وتحرر لبنان، وتحجيم الحوثيين في اليمن وحصار النفوذ الإيراني في العراق وعودة النفوذ السعودي والخليجي إلى هذه المناطق، فهل إيران على استعداد للتخلي عن النظام السوري؟ وهل هي على استعداد لدفع هذا الثمن؟ وفي مقابل ماذا؟

أما إسرائيل فهي تساند وبقوة بقاء النظام السوري، فاستمراره أفضل بكثير من قيام نظام حكم جديد لا تعرف توجهاته، ومن ناحية أخرى فقد التقيت في البلاد بأحد الدبلوماسيين الغربيين العاملين فى دمشق، وعند استفساري منه عن موعد سقوط نظام بشار الأسد أجاب؟ وهل سيسقط نظام بشار الأسد؟

إن سقوط النظام السوري يعني أن سورية ستشهد صراعا دمويا قاسيا يفوق ما يحدث الآن فى العراق أو ليبيا، وسيتجاوز الخطر سورية إلى لبنان والأردن والدول المجاورة، فهل يعني ذلك أن سورية هي محور الأحداث في المنطقة؟ ثم هذه الأوضاع المأساوية التي تشهدها المنطقة ألا تستدعي الدعوة والتنادي لعقد لقاء قمة لزعماء دول المنطقة المؤثرة لمواجهة المسؤوليات التاريخية التي تفرضها الظروف وإعادة الأمن والسلام لشعوبها التي فقدت الإحساس بالأمان، وغدت تعيش في حالة رعب وخوف وترقب للكثير من الاحتمالات المرعبة؟ نتمنى أن تشهد الأيام القادمة تحركا في هذا الاتجاه.

مع الدعاء للمولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

الكذبة الكبرى

 للشاعر فخري البارودي قصيدة وطنية رائعة تتحدث عن الوحدة والقومية العربية، من ضمنها بيت يقول:

 "بلاد العرب أوطاني ... وكل العرب إخواني". وفي فترة الستينيات نظم الشاعر أحمد شفيق كامل نشيداً وطنياً رائعاً قام بتلحينه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وتغنّى به نخبة من الفنانين تقول كلماته:

"وطني حبيبي الوطن الأكبر

  يوم عن يوم أمجاده بتكبر

 وانتصاراته مالية حياته"

ترى في ظل الأوضاع التي يعيشها عالمنا العربي الآن هل نحتاج لتعليق على هذه الكلمات الشعرية الرائعة؟