نعزي أنفسنا وأبناء الكويت والخليج والعالم العربي والإسلامي بالحوادث المروعة التي تعرضت لها الكويت والقاهرة وتونس، بالإضافة الى فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية، وتأتي جمعة الصوابر الحزينة لتشعل الحزن في النفوس إزاء الحادث الذي ذهب ضحيته رجال وشباب من المصلين والصائمين في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر وبقلب مدينة الكويت، ذلك الإرهاب الذي استهدف عاصمة الإنسانية وذهب ضحاياه من الشباب المسلم، فأي رسالة يرغب الإرهابيون في توصيلها؟ هل المقصود ضرب العمل الإنساني الذي أنقذ حياة الأرواح من النساء والأطفال بالمخيمات التي احتضنت الهاربين من جحيم الحروب؟ أم المقصود إثارة الرعب في المساجد وبيوت الله؟ قدرنا ككويتيين أن نتعرض لأزمات عابرة للحدود تستهدف استقرارنا، ولكن قدرنا أيضا أن نزداد قوة وصلابة أمام تلك التحديات، ومن خلال متابعتي للصحف الخليجية خلال الأيام القليلة الماضية شعرت بأهمية الكويت ومكانتها في قلوب أهل الخليج.

Ad

• الصحف الكويتية نقلت النبأ المفجع حول حدوث التفجير الإرهابي الذي وقع بمسجد الإمام الصادق وأدى إلى مصرع 27 شخصا وإصابة 227. وقامت أجهزة الأمن بجهد غير مسبوق في التعرف والكشف عن الحقائق بشفافية، وتصدر خبر وصول سمو الأمير، حفظه الله، إلى مكان الحادثة الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

• مجلس التعاون الخليجي أدان حادث التفجير وأمين عام مجلس التعاون صرح بأن الحادث الإرهابي جريمة مروعة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية، مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها للكويت وما تتخذه الكويت من إجراءات لحمايتها، وأعرب عن ثقته بالأجهزة الأمنية الكويتية وتعازيه لذوي الشهداء وللحكومة والشعب الكويتي.

• الوطن السعودية أعلنت تضامن المملكة مع الأشقاء في أزماتهم وأن الإرهاب إلى زوال، وتسابقت المقالات بربط ما يمر به المجتمع الكويتي من تداعيات حادثة الصوابر وما تمربه تونس من حادثة الهجوم الإرهابي على فندقين في مدينة سوسة الساحلية، ومرت المملكة من قبل واستطاعت بحنكة قيادتها ووعي شعبها أن تحبط نوايا الإرهابيين. ومقالة أخرى أيضا بالصحف السعودية تناولت ما حدث في الكويت واستهدف المصلين في يوم الجمعة بمسجد الإمام الصادق، وأشارت إلى أن الفعل لم يعبأ بحرمة الشهر والدم والصلاة، وهي على حد تعبير كاتب المقالة صورة متكررة لما حدث بالمملكة العربية السعودية من تفجيرات طالت القديح في القطيف، ثم العنود في الدمام، والأدوات المستخدمة هي ذاتها والعقول المفخخة بالأفكار الناسفة.

• الصحف العمانية أشارت إلى إدانة مفتي عام السلطنة الدكتور كهلان الخروصي التفجير الإرهابي، وقال من خلال برنامج ديني متسائلا: هل يعقل أن يقوم مسلم بتلك الأعمال الشنيعة، وأضاف بأنه لا يمكن القضاء على التنوع المذهبي بعد تلك القرون الطويلة من استقرار المذاهب، داعيا لإيجاد برامج تصحح الخطاب الفكري الديني بالإضافة إلى خطط تستأصل الفساد والتطرف، وتقطع الطريق أمام من يختبئ خلف الشعارات الدينية، ويتظاهر بالحرص على مصالح الأمة.

• والصحف الإماراتية والبحرينية والقطرية أيضا تفاعلت مع أحداث الكويت مثمنة موقف سمو الأمير وتماسك الشعب الكويتي، ومشيرة إلى أن الكويت تتبع المنهج التنويري، ولم تعرف قط بالتمييز الطائفي، وفي النهاية خالص العزاء لأسر الشهداء وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل.