البابطين... واجهة الكويت الثقافية!
إن ما يبذله عبدالعزيز سعود البابطين من حر ماله عبر مؤسسة البابطين الثقافية ومسيرتها الرائدة أمر عجز عن التفكير فيه العديد من الدول والحكومات التي تتربع على المليارات من ثروات أبناء شعوب المنطقة وأموالها، وهذه الجهود المضنية والمساعي المخلصة تستحق أن تجد طريقها نحو مؤسسات صناعة القرار وأصحابها في العالم العربي.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
تشرفت بحضور الدورة الخامسة عشرة لمركز البابطين لحوار الحضارات، التي عقدت خلال يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري في أعرق جامعة على وجه الأرض وهي جامعة أكسفورد ببريطانيا، وتحت شعار في غاية الأهمية هو "عالمنا واحد... والتحديات أمامنا مشتركة"، ليجسّد المشاركون في هذا الملتقى، والذين يمثلون العديد من دول العالم ومن مختلف المشارب الثقافية والفكرية، جملة من أهم وأخطر قضايا العصر كقضية اللاجئين والتطرف والإرهاب والتنمية البشرية ووسائل التواصل الإعلامي الحديثة وآفاق عصر الشباب وتحدياته، سواءً بتشخيص مكامن القلق والإخفاق لهذه الموضوعات الشائكة في الوطن العربي أو بربطها عبر المنظور العالمي المتشابك والمعقد في مسعى جاد لمفهوم المسؤولية الجماعية المشتركة للعالم قاطبة تجاه تبعات هذه القضايا سلباً كانت أم إيجاباً.يبقى القول بأن هذا الجهد المتواصل ومن خلال عمل مؤسسي دؤوب وبسواعد وطنية كويتية في المتابعة والتنظيم وكرم الضيافة، يبذل من حر مال هذا الرجل، وهو الأمر الذي عجز حتى عن التفكير فيه العديد من الدول والحكومات التي تتربع على المليارات من ثروات وأموال أبناء شعوب المنطقة، وقد تراكمت فيها المعضلات وتفاقم حجم المشاكل لدرجة اليأس والإحباط الذي أدى إلى ظهور التطرف والإرهاب، وتحول العالم العربي إلى منبع لتصدير الأحقاد واستباحة دماء البشر وأعراضهم وممتلكاتهم وتشويه سمعة ديننا وثقافتنا الخالدة في الرقي والتسامح، وهذا بالتأكيد لن يثني البابطين وفريق عمله عن الاستمرار في هذا العطاء، إلا أن هذه الجهود المضنية والمساعي المخلصة في المقابل تستحق أن تجد طريقها نحو مؤسسات صناعة القرار وأصحابها في العالم العربي الذي أجزم بأن وضعه المرير ومؤشرات التخلف والتراجع وضياع الأمل التي تنخر في جنباته لن يكون هكذا لو أنه تم الأخذ ولو بجزء من تلك الأطروحات النيّرة والآمال المبنية على أسس علمية ومهنية صادقة ووفية!