عام الفقد الثقافي في مصر... رحيل أدباء كبار

نشر في 31-12-2015
آخر تحديث 31-12-2015 | 00:01
No Image Caption
شهد العام المنقضي حوادث ثقافية عدة في مصر، وإن غابت دينامية المثقفين في بلورة رؤية ثقافية أو سياسة ثقافية تحمل ملامحها وخصائصها. كذلك افتقد المشهد الثقافي كثيراً من الأسماء الأدبية البارزة التي غيبها الموت، وشهد العام تغييرات جذرية في مناصب عدة داخل وزارة الثقافة المصرية.
شهدت مصر خلال عام 2015 تولي عدد كبير من قيادات العمل الثقافي منصب وزير الثقافة على رأسهم  الدكتور جابر عصفور الذي رحل عن الوزارة في مارس 2015، وحلّ محله الدكتور عبد الواحد النبوي الذي أثار ضجة عارمة عندما تم إعلان اسمه ضمن التشكيل الوزاري لأنه شخص مجهول بالنسبة إلى غالبية المثقفين، بالإضافة إلى أنه أحد خريجي جامعة الأزهر الشريف. وتسبب الهجوم في الإطاحة بالنبوي بعد أشهر عدة. وحل محله في 19 سبتمبر 2015 الصحافي حلمي النمنم رئيس «دار الكتب والوثائق» آنذاك ليكون وزير الثقافة الثالث في عام 2015، ودخل في معركة مع التيارات الدينية بعدما أكد خلال حديث تلفزيوني أن مصر علمانية ولم تكن في يوم من الأيام دولة دينية، مما جعل بعض الأقلام المتأسلمة يهاجمه لكنه نال استحسان عدد كبير من المثقفين والأدباء المصريين ودعمهم.

3 رؤساء للمجلس الأعلى للثقافة

شهد المجلس الأعلى للثقافة ثلاثة وجوه خلال 2015، فبدأ بتعيين الدكتور محمد عفيفي من الدكتور جابر عصفور، لينهي بعد ذلك عبدالواحد النبوي ندب عفيفي، ويعيّن الدكتور محمد أبو الفضل بدران بدلاً منه، فتسبب بهجوم شديد من المثقفين على الوزير بسبب اختياره، حتى عيّن بعد ذلك حلمي نمنم د. أمل الصبان بدلاً منه.

3 رؤساء لهيئة الكتاب

ظلّ د. أحمد مجاهد داخل وزارة الثقافة عبر مناصب عدة آخرها «رئيس هيئة الكتاب» لمدة أربع سنوات متتالية منذ عام 2011، حتى يوليو 2015 الذي تمت فيه إقالته من الدكتور عبد الواحد النبوي، وعين خلفاً له الكاتب حلمي النمنم ليكون قائماً بأعمال رئيس الهيئة. ومع حلف النمنم لليمين كوزير للثقافة أصدر قراراً بتعيين الدكتور هيثم الحاج علي قائماً بأعمال رئيس هيئة الكتاب.

3 رؤساء لهيئة قصور الثقافة

بدأ 2015 بتولي د. سيد خطاب منصب رئيس هيئة قصور الثقافة بمعرفة الدكتور جابر عصفور، ثم تولى المنصب بعده محمد عبدالحافظ ناصف. حتى قرر النمنم تعيين الدكتور أبو الفضل بدران رئيساً للهيئة في أول نوفمبر الماضي.

المجلس القومي للترجمة

بدأ 2015 بوجود د. أنور عبدالمغيث الذي تم تعيينه في 2014 كرئيس للمركز القومي للترجمة، ثم عيّن النبوي في 2015 الدكتور شكري مجاهد الذي بقي في منصبه حتى 3 أكتوبر 2015، ولاحقاً أصدر النمنم قراراً بعودة الدكتور أنور عبدالمغيث إلى منصبه السابق.

حاصر الموت في عام 2015، أرواح الكثير من مشاهير الثقافة، حتى أنه بات يوصف بأنه العام الأشد قسوة على جمهور هؤلاء الراحلين من الكتّاب العرب بعدما تركوا إرثاً أدبياً قيماً لا يستهان به وبصمة أدبية مميزة لا يستطيع أحد أن يغفل عنها.

• جمال الغيطاني: أحد أبناء منطقة الجمالية في القاهرة القديمة، وأحد أعلام الأدب العربي المعاصر، رحل تاركاً إرثاً قيماً من أهم الأعمال الأدبية المتميزة، توجت مسيرته بجوائز محلية وعالمية، كان آخرها جائزة النيل في مايو الماضي، والتي اعتبرها أهم مكافأة في حياته على رحلته الطويلة في الكتابة الأدبية التي بدأت منذ 60 عاماً.

تُوفي الغيطاني يوم 18 أكتوبر 2015 عن عمر يناهز 70 عاماً، بعد صراع مع المرض استدعى حجزه في غرفة العناية المركزة لمدة شهرين في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة.

• إدوارد الخراط: أحد أهم الكتّاب في العالم العربي. اشتهر برواياته المميزة والمتعددة، أبرزها {رامة والتِنِّين} التي اعتبرها النقاد حدثاً أدبياً من الطراز الأول، تلتها رواية الزمان الآخر وغيرها من أعمال مثل {ضلاع الصحراء}، ويقين العطش والتي حصل الخراط بسببها على جوائز وأوسمة عدة، من بينها جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1973. تُوفي الخراط يوم الثلاثاء 1 ديسمبر عن عمر يناهز 89 عاماً بعد صراع مع المرض، بعدما دخل العناية المركزة في مستشفى الأنجلو قبلها بأيام إثر إصابته بوعكة صحية.

• عبد الرحمن الأبنودي: كان {الخال} ابناً باراً من أبناء هذا الوطن، أخلص لبلاده وأفنى حياته في التعبير عن همومها، فكان شاعراً وطنياً بالمقاييس الوطنية كافة، وكان أجدر الوطنيين الذين عبروا عن آلام الفقراء والمظلومين، وأعلن عن آرائه السياسية بأجمل الكلمات، التي ما زالت تعيش مع العرب حتى اليوم. تُوفي الأبنودي يوم 21 أبريل 2015 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 76 عاماً داخل مستشفى الجلاء العسكري، وتم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في محافظة الإسماعيلية.

 • ابتهال سالم: عاشت في سلام، ومضت في سلام. توفيت ابتهال سالم يوم 15 أغسطس 2015 تاركة بصمة مميزة من أبرز الأعمال الأدبية أهمها رواية {السماء لا تمطر أحبة}، و{صندوق صغير في القلب}، و{نوافذ زرقاء}، والأعمال القصصية {يوم عادي جداً}، و{نخب اكتمال القمر}، و{دنيا صغيرة}، و{النورس} وغيرها من أعمال أدبية قيمة ومميزة.

• خليل كلفت: توفي {العراف النوبي} الكاتب والمترجم المصري عن 74 سنة، بعد مشوار من الكفاح من العمل الثقافي، خصوصاً في مجالات النقد الأدبي والترجمة في الرواية والفلسفة والاقتصاد السياسي. شارك في إثراء المشهد النقدي عبر مقالاته ودراساته الأدبية التي كان ينشرها في مجلتي غاليري 68 المصرية، والآداب البيروتية، بالإضافة إلى جريدة {المساء}. ولكلفت جهود كبيرة في مجال علم اللغة والمعاجم، فقد صدر له كتاب {من أجل نحو عربي، دراسات في اللغة العربية} عام 2009.

• سليمان فياض: كان {الحكيم} سليمان فياض مثقفاً رفيعاً وأحد التنويرين الذين حاولوا تقديم الوجه الصحيح للدين، فقد أثرى المكتبة العربية بإبداعاته في القصة والرواية والدراسات اللغوية طوال خمسين عاماً، قبل صدور مجموعته الأولى {عطشان يا صبايا} عام 1961، حتى وفاته يوم الخميس 26 فبراير 2015 عن عمر يناهز 86 عاماً.

جوائز وتكريمات

شهد عام 2015 توزيع الكثير من الجوائز والتكريمات على المستويين الأدبي والثقافي في مصر. بجوائز الدولة التقديرية، فاز في مجال الآداب:

د. فوزية مهران، ود. حسن طلب، ود. أحمد الشيخ. وعلى صعيد جوائز الدولة التشجيعية، فاز في مجال الآداب كل من الأستاذ الدكتور خالد توكل ود. حسام نايل مناصفة في فرع تيسير النحو العربي.

في فرع ديوان شعر الفصحى، فاز الشاعر حسن شهاب الدين عن ديوان {أعلى بناية الخليل بن أحمد}، وفي السير والتراجم فازت انتصار عبد المنعم حسين عن عمل {حكايتي مع الإخوان... مذكرات أخت سابقة}، وفي المجموعة القصصية فازت القاصة ابتهال الشايب عن عمل {نص حالة}. أما جائزة النيل لعام 2015 فحصل عليها في الآداب الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني، وفي العلوم الاجتماعية الدكتور حسن حنفي حسنين. وذهبت جائزة {نجيب محفوظ} التي تقدمها {الجامعة الأميركية} فرع القاهرة إلى الروائي اللبناني حسن داوود.

back to top