ثلاث فتيات شققن صحراء الصعيد، لتصوير تجربتهن التسجيلية على مدار سنة، خضن فيها صعوبات كثيرة أثناء تصوير الفيلم حتى خرج إلى النور عام 2014 ، وبعد مشاركات دولية كثيرة حصد خلالها الكثير من الجوائز، عُرض أخيراً لأول مرة  في مصر. لقاء مع مخرجته نادين صليب.

Ad

بعد عام على فيلمك التسجيلي «أم غايب» الحاصل على كثير من الجوائز الدولية، يُعرض لأول مرة في مصر. ما الاختلاف بين عرضه دولياً ومصرياً؟

لا يوجد اختلاف كبير، فدائماً بطلة الفيلم «حنان» تنجح في أن تؤثر على المشاهدين سواء هنا أو في الخارج. الفرق في تصوري كان في الجماهير التي شاهدت الفيلم في مصر، حيث انتابت معظمهم صدمة من المكان حيث أنجزنا التصوير، وهو الصعيد، وذلك رغم وجود أماكن يصعب الدخول إليها أكثر من تلك المنطقة.

ما أبرز الانتقادات التي وجهت للفيلم سواء في مصر أو خلال مشاركته في المهرجانات؟

معظمهاحول اختياراتي الفنية كمخرجة، والتركيز على حنان كبطلة، وعدم إضافة شخصيات جانبية.

حدثينا عن أبرز الجوائر التي حصدها الفيلم؟

حصد {أم غايب} جائزة «فيبرسكي» في أبو ظبي كأفضل فيلم تسجيلي، كذلك حصل على جائزة النقاد الكندية «بيتر وينتونيك» للظهور الأول في مهرجان «إيدفا» الدولي، وكانت الجوائز جميعها من أبرز المهرجانات الدولية للأفلام التسجيلية في العالم.

لماذا تأخر عرض «أم غايب» في مصر؟

لأسباب تتعلّق بعدم تواجدي في مصر مدة طويلة، حيث فضّل فريق العمل بالفيلم عرضه في القاهرة مع بداية فصل الشتاء.

كفتاة من المدينة كيف  فكّرت بـ«أم غايب»، المرأة التي تعيش في أقاصي صعيد مصر؟

أولاً كانت «أم غايب» فكرة فريق العمل الأساسي المكون من أربع نساء أنا من بينهن، جمعتنا صداقة طويلة وقوية، وكان مشروع الفيلم بمثابة الحجرة التي نختلي فيها بعيداً عن العالم. وبالنسبة إلى حنان أو «أم غايب»، فرغم أنها صعيدية ونحن فتيات المدينة أظن أن الأمر الوحيد الذي أنقذ العمل من تغريب المتفرج، اقترابنا بشكل حقيقي من هذا العالم من دون أية ادعاءات فتولدت ألفة غير مفتعلة استمرت خلال رحلة التصوير الطويلة.

ما هي المنطقة التي صوّرت فيها؟ وما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

بدأت رحلة البحث في منطقة تسمى ساحل سليم بمحافظة أسيوط في الصعيد، حيث انطلقت على خلفية قصص تناثرت حول نساء عاقرات يذهبن إلى منطقة الجبل لنيل بركة أحد الشيوخ أملاً في الإنجاب. أما بالنسبة إلى الصعوبات التي واجهت فريق العمل فكثيرة، أبرزها أن السفر إلى الصعيد عموماً تجربة تشوبها المخاطر، واعتماد الفيلم على أناس حقيقيين يجعل التجربة أكثر صعوبة، إضافة إلى اختلاف بيئة الصعيد عن بيئتنا، ما عرضنا لمخاطر كفتيات، وقد حاول أشخاص الاعتداء علينا بالضرب، وفي مرة أخرى تم القبض علينا أثناء تصويرنا في أحد المساجد.

ما هي الأسباب التي دفعت المخرجات العربيات إلى العمل في السينما التسجيلية؟

عموماً، أرى أن الدافع لتوجه المخرجات إلى العمل في السينما التسجيلية، ثراء واقعنا. فلدى مجتمعنا المصري قصص وحكايات كثيرة، حيث منطقة الصعيد وحدها تعتبر دولة أخرى بثقافة مستقلة، ومن خلال العمل لدي ما يقرب من 200 ساعة من المادة أستطيع إخراج ثلاثة أفلام منها.

خضت في «أم غايب»  تجربة الإخراج والكتابة، هل تتخلين عن واحدة ذات يوم في مقابل احترافك الأخرى؟

تعتبر الكتابة في الأفلام التسجيلية فن البناء والتركيب، بمعنى أن لديك مساحة للاختراع، وهي التوليفة التي نعتمد عليها لسرد الدراما بشكل سلس يخدم قصة الفيلم الأساسية. حتى الآن لم أستطع تصنيف نفسي ككاتبة لأني لم أبتكر شيئاً بعد. حتى في «أم غايب» كان دوري مصححة، ألتقط الهدايا السماوية أثناء التصوير لأستكمل بها عملي. والآن أنا مخرجة فحسب.

هل تعاني السينما التسجيلية في مصر أزمة؟ وإن وجدت كيف يمكن حلها من وجهة نظرك كمخرجة؟

يعاني الفيلم التسجيلي في مصر عموماً سمعة سيئة، فلا يتوافر له الاهتمام إنتاجياً أو جماهيرياً، كذلك ثمة خلط بين الفيلم التسجيلي وبين الوثائقي، ويرجع ضيق مساحة السينما التسجيلية إلى أن هدف المنتجين المكسب المادي، ويعتبرون الأفلام التسجيلية مملة وتفتقر إلى الجمهور فيعزفون عن إنتاجها، ما صنع جداراً كبيراً بين الجمهور والسينما التسجيلية في مصر، على عكس دول كثيرة تملك فيها صناعة الفيلم التسجيلي اهتماماً ودور عرض، إلى جانب جماهير من مختلف الأعمار تتوجه لمشاهدته.